تركيا ترسل مزيداً من الأسلحة إلى ليبيا وترفض الدخول في مواجهة مع مصر أو فرنسا

قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تستعد للتوجه نحو سرت يوم السبت (رويترز)
قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تستعد للتوجه نحو سرت يوم السبت (رويترز)
TT

تركيا ترسل مزيداً من الأسلحة إلى ليبيا وترفض الدخول في مواجهة مع مصر أو فرنسا

قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تستعد للتوجه نحو سرت يوم السبت (رويترز)
قوات تابعة لحكومة «الوفاق» تستعد للتوجه نحو سرت يوم السبت (رويترز)

قالت تركيا إنه يتعين قطع الدعم عن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في الوقت الذي واصلت فيه إرسال مزيد من الأسلحة لدعم حكومة «الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج والميليشيات التي تقاتل معها، بينما أعلنت أنها ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا أو الدخول في مواجهة مع مصر أو فرنسا أو أي دولة على أرض ليبيا.
وذكر موقع الرصد العسكري الإيطالي «أتيمال» أمس (الاثنين) أن تركيا واصلت رحلاتها إلى قاعدة «الوطية» في غرب طرابلس وهبطت طائرة شحن عسكرية من طراز «لوكهيد سي - 130 إي» المعروفة باسم «هرقل» في القاعدة قادمة من إحدى القواعد في غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا.
في الوقت ذاته، طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بقطع المساعدات والدعم عن «الجيش الوطني» بقيادة حفتر، قائلاً إن الأخير «يعوق جهود إرساء السلام ووحدة الأراضي الليبية». وعقد أكار في أنقرة أمس لقاء ثلاثياً مع كل من وزيري الداخلية الليبي فتحي باشاغا، والمالطي بايرون كاميليري. وقال في مؤتمر صحافي بعد انتهائه إن المساهمات التي ستقدمها بلاده من أجل إحلال السلام والاستقرار في المتوسط، ستكون نموذجاً مهماً للمنطقة والعالم خلال الفترة القادمة، معتبراً أن «مسؤوليات تركيا على الساحة الدولية تتزايد يوماً بعد يوم... ويمكنني القول إننا بدأنا جني الثمار الإيجابية لإسهاماتنا في إحلال الأمن والاستقرار».
ولفت إلى استمرار أنشطة بلاده في ليبيا ضمن إطار الأعمال التي تنجزها مع حكومة «الوفاق» برئاسة فايز السراج، قائلاً: «أنشطتنا في مجال التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية مستمرة، ونواصل أعمالنا وعلاقاتنا وفق مفهوم ليبيا لليبيين، وهدفنا هو الحفاظ على وحدة ليبيا واستقرارها».
وعبّر أكار عن شكره لمالطا جراء «موقفها البناء والحازم بخصوص الحل السياسي في ليبيا».
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن تركيا ليست في وارد تصعيد التوتر في ليبيا وليست مع هذا الأمر لكنها ستواصل «دعم حق حكومة الوفاق في الدفاع عن نفسها». وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية: «لسنا مع تصعيد التوتر في ليبيا. ليست لدينا أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك، للحكومة الوطنية الليبية حق الدفاع عن نفسها. وتركيا حتما ستواصل تقديم دعمها لهذه الحكومة». وأضاف «عند النظر إلى المشهد العام يتضح عدم وجود نية لدينا لمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر في ليبيا».
وعن قصف قاعدة الوطية الجوية، قال: «نوايا الذين قالوا بوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في ليبيا، كانت واضحة عندما قصفوا مطار معيتيقة ورددوا: يجب أن يكون حكم ليبيا بأيدينا، وحشدوا عسكرياً في سرت والجفرة». واعتبر أن الوجود التركي في ليبيا حقق التوازن، قائلاً: «عند حديثي بنظرائي في أميركا وأوروبا، يعترفون لنا بهذا. نحن لا نسعى إلى نيل التقدير، بل لحل الأزمة ودفع العملية السياسية وفق قواعد الأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر برلين».
وحمل المتحدث التركي حفتر المسؤولية عن خرق جميع الاتفاقات، وعلى رأسها اتفاق الصخيرات، بإعلانه عام 2015 عدم الاعتراف به، قائلاً «رغم ذلك فإنه يجد الدعم من مصر والإمارات، وفرنسا، وروسيا، ورغم تصريح روسيا وفرنسا بأنهما لا يدعمانه مباشرة، فإننا نرى الحقائق على الأرض».
وقال إن «الجدل الدائر حول محور سرت - الجفرة يجب تقييمه ضمن سياق المشهد العام في ليبيا... وفي الوقت الذي تجري فيه هذه الأحداث، يتم اتهام حكومة الوفاق الليبية بشكل مباشر، وتركيا بشكل غير مباشر، بانتهاك اتفاق الصخيرات... هذا أمر غير مفهوم». وأضاف كالين أن «الأميركيين لم يعودوا يتواصلون مع حفتر كما كان من قبل، وكذلك روسيا، بعد أن خيب آمالها بعدم حضوره اجتماعاً على أراضيها قبل مؤتمر برلين حول ليبيا». وتابع: «عند النظر إلى المشهد العام هذا، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر في ليبيا».
في السياق ذاته، حذّر رئيس حزب «المستقبل» التركي أحمد داود أوغلو الحكومة التركية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان من المواجهة مع مصر في ليبيا ونصحها بالجلوس والحديث مع مصر حول المسألة الليبية.
وقال داود أوغلو، في مقابلة صحافية أمس: «لا بد أن أتحدث عما يجري وراء الكواليس. مواجهة بين مصر وتركيا في ليبيا لن تكون جيدة من أجل تركيا. لكن ليس من الصواب أن ننسحب من ليبيا لأن مصر أو أي دولة غيرها أرادت ذلك. يجب استخدام قدرة تركيا بحكمة».
وأضاف مخاطبا إردوغان «اجلس صراحة وتحدث مع روسيا، وقل لهم عندما نتعاون في سوريا لا تطلقوا علينا النار في ليبيا. ولو توصلت إلى نتيجة معقولة، فلتجلس وتتحدث مع مصر إذا لزم الأمر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.