تركيا متهمة بتجاهل معلومات حول تفجير انتحاري لـ«داعش»

وقع عقب الانتخابات البرلمانية في 2015 وراح ضحيته 33 شخصاً

TT

تركيا متهمة بتجاهل معلومات حول تفجير انتحاري لـ«داعش»

اتهمت منظمة حقوقية تركية مستقلة الحكومة بالعلم مسبقاً بتفجير انتحاري نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي في بلدة سوروتش التابعة لولاية شانلي أورفا جنوب البلاد في 20 يوليو (تموز) 2015 قبل وقوعه وبأنها لم تتخذ التدابير لمنعه. وكشفت منظمة «العدالة من أجل سوروتش»، وهي منصة تضم مجموعة من المحامين والمؤسسات القانونية المشاركة في قضية تفجير سوروتش، في تقرير بمناسبة مرور 5 أعوام على التفجير الذي خلف 33 قتيلاً و100 مصاب، عن أن «المسؤولين الحكوميين علموا مسبقاً بخطة التفجير، لكن غضوا النظر عنها». وقال التقرير إن معلومات استخباراتية أبلغت إلى السلطات في بلدة سوروتش قبل الهجوم وحذرت من محاولة تفجير انتحاري.
وجاء الهجوم الانتحاري، الذي نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 يونيو (حزيران) 2015، والتي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته في البرلمان للمرة الأولى منذ عام 2003، والتي شهدت أيضاً دخول «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد البرلمان بعد الفوز بنحو 13 في المائة من أصوات الناخبين للمرة الأولى في تاريخ الأحزاب الكردية في تركيا، والتي تقرر بعدها إجراء انتخابات مبكرة في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته.
واستهدف «داعش» بالتفجير الانتحاري مجموعة من الشباب الناشطين واتحاد جمعيات الشباب الاشتراكية ببلدة سوروتش في شانلي أورفا، أثناء تجمعهم في مركز ثقافي لمناقشة إعادة إعمار بلدة كوباني (عين العرب) الكردية السورية المجاورة، موقع حصار «داعش» الذي تصدر عناوين الصحف الدولية عام 2014. وذكر التقرير أنه تبين فيما بعد أن المهاجم الانتحاري الذي يدعى «عبد الرحمن» يشتبه بأنه إرهابي مطلوب مع شقيقه «يونس عمري» منفذ تفجير أنقرة القاتل الذي أودى بحياة 109 أشخاص بعد بضعة أشهر في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
ولفت التقرير إلى أنه رغم جهود السلطات لتفتيش جميع الناس في المنطقة المجاورة لموقع التفجير، فإن الإرهابي «عبد الرحمن» تمكن من التجول بحرية في سوروتش يوم الهجوم، بحسب لقطات كاميرات مراقبة، وأن قوات الشرطة منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث بعد الهجوم. وتابع التقرير أن أمراً سرياً بشأن نتائج التحقيق، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى، تدلل على الإهمال وأوجه القصور في التحقيق، مما ترك حالة من الشك تحوم حول هجوم «داعش» في سوروتش.
وذكر التقرير أنه تم رفض الطلبات التي قدمتها منظمة «العدالة من أجل سوروتش»، لتوسيع نطاق التحقيق وفتحه للمراقبة العامة وإشراك الضحايا في سير العملية، كما تم رفض طلب مقدم إلى المحكمة الدستورية العليا بشأن الانتهاكات المزعومة في القضية، موضحاً أنه كان من الممكن منع تفجير أنقرة الذي وقع لاحقاً في أكتوبر 2015 إذا تمت الموافقة على طلب المنظمة توسيع القضية.
وأوضح التقرير أن بعض نتائج التحقيق في تفجير سوروتش لم تنشر إلا في وثائق تتعلق بتفجير أنقرة بعد ذلك، وأن المتهم الوحيد الذي يحاكم حالياً في قضية سوروتش هو يعقوب شاهين، بينما لا يزال شخصان آخران مشتبه بهما، هما إلهامي بالي ودنيز بويوك تشلبي، هاربين. وكان من المقرر أن يمثل شاهين أمام المحكمة للمرة الأولى في وقت سابق من الأسبوع الماضي، لكنه لم يظهر.
واتهم التقرير موظفي الخدمة المدنية الأتراك بتدمير أدلة قيمة، واحتج على عدم اتخاذ أي إجراء قانوني ضدهم، مشيراً إلى أنه تم اقتطاع 5 ساعات من لقطات الفيديو ليوم هجوم سوروتش، وهي لقطات تم تقديمها دليلاً للتحقيق بعد 3 سنوات ونصف السنة. وذكر التقرير: «من الواضح أن اللقطات التي تلت المذبحة لم تدرج عمداً في ملف القضية، وهي توضح كيف تم منع نقل الجرحى إلى المستشفيات من قبل سلطات إنفاذ القانون، وإطلاق غاز الفلفل على الحشود، وغضت المحكمة النظر عن الجرائم التي يرتكبها موظفو الخدمة المدنية من خلال عدم تقديم شكوى جنائية ضدهم».
وتابع التقرير: «من الواضح جداً أن الدولة تجاهلت مذبحة من خلال عدم اتخاذ الاحتياطات في سوروتش ليس فقط بسبب الإهمال، بل لأن هناك سوء نية؛ وهذا ليس ادعاء، لأنه حقيقة تم إثباتها بالوثائق».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.