القضاء العسكري المصري يحقق في تسريبات هاتفية تتعلق بمقر احتجاز مرسي

حبس ناشط سياسي 3 سنوات لإهانته هيئة المحكمة

القضاء العسكري المصري يحقق في تسريبات هاتفية تتعلق بمقر احتجاز مرسي
TT

القضاء العسكري المصري يحقق في تسريبات هاتفية تتعلق بمقر احتجاز مرسي

القضاء العسكري المصري يحقق في تسريبات هاتفية تتعلق بمقر احتجاز مرسي

تولى القضاء العسكري في مصر، أمس، التحقيق في قضية التسريبات الهاتفية، التي أذيعت قبل أيام، والتي نسبت إلى قادة عسكريين، ناقشوا فيها كيفية تغيير صفة مقر حبس الرئيس الأسبق محمد مرسي، عقب احتجازه في يوليو (تموز) العام الماضي، من مكان عسكري إلى سجن تابع لوزارة الداخلية، من أجل التغلب على ثغرة قانونية قد تسمح بالإفراج عنه عند مقاضاته.
وكانت النيابة العامة المصرية قد ذكرت قبل أيام أنها ستحقق في ما أذاعته بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، من أحاديث هاتفية وتسجيلات منسوبة إلى قيادات عسكرية، للكشف عن الجهة التي لفقت تلك التسجيلات، التي أكدت أنها «مفبركة». لكن النائب العام المستشار هشام بركات أصدر أمس قرارا بإحالة أوراق التحقيقات في هذه القضية إلى النيابة العسكرية للتحقيق فيها، نظرا لما كشفت عنه التحقيقات بنيابة أمن الدولة العليا من اختصاص القضاء العسكري بالتحقيق في هذه القضية.
وكان مرسي قد عزل في الثالث من يوليو 2013، عقب احتجاجات شعبية حاشدة ضده. وظل الرئيس المعزول في مكان مجهول بمعرفة السلطات الأمنية، إلى أن ظهر أول مرة في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، خلال أولى جلسات محاكمته في قضية «أحداث الاتحادية».
وخلال جلسة أمس قام ممثل النيابة العامة بتقديم صورة رسمية من قرار النائب العام إلى محكمة جنايات القاهرة، والتي تباشر محاكمة مرسي وآخرين من قيادات الإخوان في قضية الاتحادية، في ضوء ما أثاره الدفاع بشأن ارتباط تلك التسجيلات بمقر احتجاز مرسي، وحبسه احتياطيا على ذمة تلك القضية، إبان مرحلة التحقيق فيها. وكانت التحقيقات المبدئية لنيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة، قد أعلنت أن تلك التسجيلات «مصطنعة وملفقة، تستهدف إحداث بلبلة وزعزعة أمن المجتمع، والتأثير على القضاة الذين يباشرون المحاكمات الجنائية لقيادات الجماعة».
من جانبها، أكدت النيابة العامة أنها «رصدت قيام جماعة الإخوان باستخدام أذرع إعلامية، مدعومة من بعض الجهات الخارجية، تمثلت في قنوات فضائية مغرضة ومواقع إلكترونية مشبوهة، وأنها دأبت في الآونة الأخيرة على اصطناع مشاهد مصورة، وتلفيق أحاديث هاتفية باستخدام تقنيات تكنولوجية».
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بمعاقبة الناشط السياسي الشاب أحمد دومة بالسجن 3 سنوات، وغرامة 10 آلاف جنيه لإهانته هيئة المحكمة، أثناء نظر القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مجلس الوزراء». وأجلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة بالقاهرة، محاكمة دومة و268 متهما آخرين إلى جلسة 4 فبراير (شباط) المقبل، مع استمرار حبس دومة.
وقد سمح رئيس المحكمة لأحمد دومة بالخروج من قفص الاتهام الزجاجي لمواجهته بالاتهامات المنسوبة إليه، والتي أنكرها جميعا، متهما المحكمة بعدم موافقتها على علاجه، رغم تعرض حياته الشخصية للخطر.
وكانت هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية «أحداث مجلس الوزراء» قد قررت الانسحاب في وقت سابق بسبب ما سمته بـ«تغول المحكمة على حقوق الدفاع». وقال دومة خلال الجلسة أمس إن «هيئة المحكمة اتخذت قرارات ضد هيئة الدفاع لا علاقة لها بالقانون».
من جهة أخرى، نجح خبراء المفرقعات أمس في إبطال مفعول عبوة محلية الصنع، عثر عليها بنفق الزعفراني بميدان العباسية بالقاهرة دون وقوع أية إصابات. وقال مصدر أمني إن خبراء المفرقعات قاموا بتفجير العبوة بواسطة مدفع المياه، بعد فرض طوق أمني حولها، وإبعاد المواطنين عن محيطها، لافتا إلى أن خبراء المفرقعات يقومون حاليا بتمشيط المنطقة، للتأكد من عدم وجود أية عبوات أخرى.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.