البرلمان المصري يناقش اليوم إرسال الجيش إلى ليبيا

«الدفاع الوطني» يتعهد «وضع حدّ للتدخلات الخارجية» في الجارة الغربية

اجتماع «مجلس الدفاع الوطني» المصري في القاهرة أمس برئاسة الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
اجتماع «مجلس الدفاع الوطني» المصري في القاهرة أمس برئاسة الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
TT

البرلمان المصري يناقش اليوم إرسال الجيش إلى ليبيا

اجتماع «مجلس الدفاع الوطني» المصري في القاهرة أمس برئاسة الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
اجتماع «مجلس الدفاع الوطني» المصري في القاهرة أمس برئاسة الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

بعد أيام من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ممثلين لعدد من القبائل الليبية وإعلانهم تفويضه والجيش المصري «حماية أمن بلادهم والتصدي للتدخلات التركية»، يستعد مجلس النواب (البرلمان) المصري، اليوم (الاثنين)، لانعقاد جلسة وصفها رئيسه بـ«المهمة»، وقال نواب في المجلس إنها ستناقش «تفويض الرئيس في قرار إرسال القوات المسلحة إلى ليبيا».
وتأتي جلسة البرلمان المرتقبة، غداة اجتماع لـ«مجلس الدفاع الوطني» المصري، برئاسة السيسي وعضوية قيادات عسكرية ومدنية، والذي ناقش «تطورات الأوضاع في ليبيا، وذلك في ظل سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية».
ويحتاج الرئيس المصري، لموافقة البرلمان وأخذ رأي «مجلس الدفاع الوطني» قبل إرسال الجيش في مهمات قتالية في الخارج، إذ تنص المادة 152 من دستور البلاد على أن «رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يعلن الحرب، ولا يرسل القوات المسلحة في مهمه قتالية إلى خارج حدود الدولة إلا بعد أخذ رأى مجلس الدفاع الوطني، وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء».
وترأس السيسي اجتماع «الدفاع الوطني»، أمس، بحضور «رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ووزراء الخارجية، والمالية، والداخلية، وقادة القوات البحرية، والدفاع الجوي، والقوات الجوية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وأمين عام المجلس».
ووفق ما أفادت الرئاسة المصرية، فإن المجلس أكد أن «مصر لن تدخر جهداً لدعم الشقيقة ليبيا، ومساعدة شعبها على العبور ببلادهم إلى بر الأمان وتجاوز الأزمة الحرجة الحالية، وذلك استناداً إلى أن الملف الليبي يعتبر إحدى الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية، أخذاً في الاعتبار أن الأمن الليبي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي».
وكان السيسي، حدد في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، ما أسماه بـ«خط أحمر» للأمن القومي المصري والعربي في ليبيا، وقال إنه يتمثل في الامتداد ما بين مدينتي سرت والجفرة الليبيتين، وقال إنه «لن يسمح بتجاوزهما»، وكان ذلك بمواكبة إعلان من تركيا الداعمة لحكومة «الوفاق الوطني» عن اشتراطها انسحاب قوات «الجيش الوطني الليبي» من نفس المنطقة لتعزيز تقدم العناصر المسلحة المدعومة من سلطات غرب البلاد.
وشدد «الدفاع الوطني» المصري، أمس، على «الالتزام بالحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، وبما يحقق الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية والإقليمية للدولة الليبية، واستعادة ركائز مؤسساتها الوطنية، والقضاء على الإرهاب ومنع فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات المسلحة المتطرفة»، متعهداً كذلك بـ«وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة التي تساهم بدورها في تفاقم الأوضاع الأمنية وتهديد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين، مع ضمان التوزيع العادل والشفاف لمقدرات الشعب الليبي ومنع سيطرة أي من الجماعات المتطرفة على هذه الموارد».
ومهّد السيسي الشهر الماضي، لتحرك قوات الجيش المصري لتنفيذ مهمات في ليبيا، بالحديث لعناصره بأن عليهم «الاستعداد لتنفيذ أي مهام تطلب منهم خارج أو داخل البلاد»، ومعتبراً أن «الشرعية الدولية باتت تتوفر» لتدخل القاهرة فيما يجري في جارتها الغربية حماية لأمنها من «الإرهاب والتدخلات الخارجية». وأكد النائب في البرلمان المصري، مصطفى بكري، أمس، أن البرلمان سيعقد اليوم (الاثنين) ما وصفه بـ«جلسة تفويض رئيس الجمهورية في قرار التدخل لحماية الأمن القومي المصري في مواجهة الغزو التركي للأراضي الليبية وتعدي خط سرت - الجفرة»، مشيراً إلى «مطالب بأن تكون الجلسة سرية».
وفي السياق ذاته، قال علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، مخاطباً أعضاء البرلمان في جلسة عامة عقدت، أمس، بعد الإعلان عن اجتماع «مجلس الدفاع الوطني»، إن «لدينا جلسة طويلة غداً (الاثنين)، ورجاء عدم التخلف عن حضور هذه الجلسة المهمة». بدوره، قال سامح شكري وزير الخارجية المصري، إن بلاده سعت عبر «إعلان القاهرة» للدفع نحو «حل سياسي وإيجاد توافق ليبي - ليبي يحقق إرادة الشعب، بعيداً عن تدخل الميليشيات المتطرفة»، موضحاً أن هناك «محاولات من خارج الإقليم للتوسع في المنطقة العربية». وشدد شكري، خلال لقاء مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، أمس: «ستظل مصر تراقب الأوضاع في ليبيا بكل جدية، وتتخذ من الإجراءات الحاسمة ما يؤمنها ويؤمن الأمن القومي العربي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.