«صحافة الجوال» في فلسطين... بث مباشر من الخطوط الأمامية

الهاتف الذكي تحول أداة إعلامية متكاملة لتوثيق الأزمات

يواجه الصحافيون الفلسطينيون صعوبات ومخاطر كثيرة في عملهم (غيتي)
يواجه الصحافيون الفلسطينيون صعوبات ومخاطر كثيرة في عملهم (غيتي)
TT

«صحافة الجوال» في فلسطين... بث مباشر من الخطوط الأمامية

يواجه الصحافيون الفلسطينيون صعوبات ومخاطر كثيرة في عملهم (غيتي)
يواجه الصحافيون الفلسطينيون صعوبات ومخاطر كثيرة في عملهم (غيتي)

لا يعرف الصحافي حسن إصليح، الذي يسكن شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الفرق بين الليل والنهار في عمله، فعلى مدار الساعة يكون جاهزاً، للانطلاق لأماكن الأحداث المتنوعة، سواء كانت اعتداءات من إسرائيل، وفعاليات وطنية وترفيهية ومجتمعية. يحمل حسن هاتفه الجوال فقط خلال تنقله، فمن خلاله يلتقط الصور، ويسجل ويعالج الفيديوهات والمقاطع الصوتية، ويكتب الأخبار، ثمّ يرسلها للمؤسسات الإعلامية التي يعمل لصالحها، وبعد ذلك يتجه لنشرها، لعشرات الآلاف من المتابعين، الذين يعدّونه «المصدر الأول» للأخبار العاجلة، ويتابعونه عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي ينشط عليها؛ وأبرزها «تلغرام» و«إنستغرام» و«فيسبوك».
يتحدث إصليح لـ«الشرق الأوسط»: «الهاتف الجوال سهّل علي العمل كثيراً، منذ أن بدأت باستعماله أداة وحيدة للتغطية الصحافية، قبل نحو 6 سنوات، فمن خلاله غطيتُ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، ومسيرات العودة التي انطلقت عام 2018، وجنازات الشهداء، وفعاليات الأسرى، ومختلف الأنشطة المجتمعية، وأزمة (كورونا) في أنحاء قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ جمهوراً واسعاً من الصحافيين والمواطنين، باتوا يدركون أهمية عمله بـ«الجوال» ويُفردون له مساحة جيدة للعمل في الميدان، كما أنّ معظم أصحاب القصص والمواهب، عبروا عن سعادتهم بعدما شاهدوا القصص المتكاملة، التي أعدها بجواله عنهم.
وعلى مدار أوقات عمله، نشر الصحافي الثلاثيني آلاف الصور والفيديوهات، حقق بعضها ملايين التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، وتداولها كثير من وسائل الإعلام الدولية، كما مُنح فرصة الحديث عن تجربته أمام المئات من الصحافيين وطلبة الإعلام في غزة، لإرشادهم للأساسيات التي يجب أن يتقنوها، ليجيدوا استعمال الهاتف وسيلةً للنقل الصحافي، ويلفت إلى أنّ «صحافي الجوال»، لا يحتاج لمعدات ثقيلة، ولا يضطر لانتظار وقت طويل لإرسال مواده، كما أنّه يعدّ حراً على نحوٍ كبير في التنقل والحركة، موضحاً أنّ أبرز العقبات التي تواجهه، عدم توفر شبكة للإنترنت في كلّ مناطق القطاع، إضافة لمحاربة المحتوى الفلسطيني، من قبل الشركات المالكة للتطبيقات الإلكترونية، فحساباته عليها تعرضت للإغلاق أكثر من مرة، كما يصف.
ليست تجربة إصليح الصحافية مع الهاتف الوحيدة التي برزت خلال السنوات الماضية. في فلسطين هناك كثير من الصحافيين، الذين أبدعوا في استعمال «الجوال» للتغطيات الصحافية الميدانية ولإعداد القصص والأفلام، وعدوه البديل لمختلف الأدوات التقليدية التي يحتاج امتلاكها مبالغ مالية طائلة وجهداً كبيراً. ولعل أبرز الأوقات التي يزيد فيها استعمال الصحافيين الهاتف، المرافقة للأزمات والانتهاكات الإسرائيلية، وذلك وفقاً لعدد من الدراسات البحثية، التي تناولت العلاقة بين الواقع الفلسطيني وصحافة الجوال.
ومن بين تلك الدراسات، الدراسة التي ناقشت «اعتماد الشباب الفلسطيني على صحافة المحمول في وقت الأزمات»، والمُعدة من قِبل الباحث سائد رضوان، لنيل درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2016، وتَبيّن فيها أنّ الشباب الفلسطيني بات يعتمد على «صحافة الجوال» في أوقات الأزمات بنسبة 79.4 في المائة، بينما يثق بالأخبار التي يتلقاها عبر تلك الصحافة بنسبة تصل لنحو 72 في المائة، ورأت الدراسة أنّ تطبيقات التواصل الاجتماعي هي الأداة الأكبر بروزاً التي يتبعها الشباب للوصول إلى المعلومات، وفي المرتبة الثانية تأتي «متصفحات الجوال»، ثم التطبيقات الإخبارية، فالمنصات الصوتية والمرئية.
من جهته؛ يحكي لـ«الشرق الأوسط» الصحافي هاني أبو رزق، الذي يختص في إعداد القصص الإنسانية «المكتوبة والمصورة» من داخل غزة، أنّه بدأ في استعمال الجوال في عمله قبل أعوام، لإدراكه الجيد قدرته على التقاط الصور الجميلة، ولعلمه المؤكد أن المستقبل له دون منازع. وعلى صعيده الشخصي، التحق هاني بأكثر من دورة تدريبية، تخصصت في تقديم المهارات اللازمة لاستعمال الهاتف في التغطية الصحافية، منوهاً بأنّه يشجع كل من يقابله من زملائه، على استعماله في العمل، ويرشدهم لبعض الأساسيات، التي تجعلهم يخرجون بأفضل منتج عبره.
ويشير أبو رزق إلى أنّ الجدل القائم حول صحافة الجوال والصحافة التقليدية، يدلل على أهمية الأولى وخوف رواد الثانية منها. فالجوال اليوم صار قادراً على بث الفيديو مباشرة بجودة عالية، وبإضافات مميزة، قد تزيد على تلك التي توفرها أجهز البث العادية التي تستعملها قنوات التلفزيون، شارحاً أنّ «جودة الهاتف الذي يملكه الصحافي هي التي تحدد شغفه تجاه استخدامه في عمله، فكلما زادت الميزات والجودة، كان الأداء قوياً وسريعاً ومحفزاً، وينبه إلى أنّ جميع الأدوات المساندة للكاميرا التقليدية، باتت اليوم موجودة بحجم أصغر وسعر أقل للهاتف الجوال، وهذا يُبيّن مدى إدراك الشركات الكبرى التي تختص في صناعتها، أهمية الأخير».
وعمد كثير من المؤسسات الفلسطينية التي تهتم بتنمية قدرات الصحافيين، على عقد دوراتٍ مختصة بصحافة الجوال في السنوات الخمس الأخيرة، واستفاد منها المئات من الصحافيين الذين أنتجوا كثيراً من الأفلام والقصص باستخدام هواتفهم وبعض الأدوات المساندة، ومن تلك المؤسسات، مؤسسة «فلسطينيات»، التي تعمل بفرعين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهتم بتنمية قدرات «الصحافيين والصحافيات»، من خلال برنامج نادي الإعلاميات، وبعض المشاريع الممولة أوروبياً، وتقول منسقة مكتب المؤسسة بغزة منى خضر إنّ «تركيزنا على صحافة الجوال، يأتي في إطار مواكبة جديد الإعلام العالمي، وللالتحاق بالتطورات التكنولوجية، التي نعمل على تزويد العاملين في الصحافة الفلسطينية بها، لتحسين طبيعة شغلهم».
«صحافي البث المباشر»، هذا هو التعريف الذي يسير به الشاب معتصم سقف الحيط، في محافظات الضفة الفلسطينية؛ الشمالية والجنوبية، فلا يكاد يمر يوم دون أن يجد المتابعون له فيديو مباشراً على صفحته على منصة «فيسبوك»، ينقل من خلاله أحداث الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين والاحتجاجات كافّة، ويبيّن أنّ تجربته مع الهاتف الجوال مختلفة، لدرجة أنّها غيّرت نمط حياته بشكل كامل، وفتحت له أفق للعمل مع كثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والتلفزيونات، والجميع يطلب منه أن يكون «الجوال» هو أداته في العمل، دون زيادة، وذلك لأنهم يعلمون جيداً أنّه كافٍ لنقل جميع الرسائل والصور.
ويرى سقف الحيط أنّ الجوال في المستقبل القريب سيكون قادراً على الحلول مكان الكاميرا وأدوات الاستوديو التقليدية بشكلٍ كامل، «وذلك يظهر لو نظرنا قليلاً لقطار التطور المتسارع، الذي تسير عبره شركات إنتاج الهواتف الذكية، حيث تعمل على رفع جودة الكاميرات، وتحسين الذاكرة والمعالج»، مضيفاً: «بمبلغ 200 دولار، بات يستطيع الصحافي أن يمتلك هاتفاً، يمكنه من إنجاز عمله، بشكلٍ احترافي متكامل».
وعملت الصحافية الحرّة أمل بريكة مؤخراً على إنتاجٍ مجموعة من الأفلام والقصص المرئية باستخدام الجوال فقط؛ إذ عالجت عبره قضايا مجتمعية وقصص تحدٍّ متنوعة، ونشرتها في وسائل مختلفة، كما أنّها شاركت في عدد من المهرجانات المختصة بأفلام الهاتف، حيث كان آخرها «مهرجان المرأة لأفلام الموبايل» الذي نظمه مركز شؤون المرأة في غزة، خلال يوليو (تموز) عام 2019، حيث عُرض خلاله 15 فيلماً جرى إنتاجها جميعها بالهاتف، من قِبل صحافيات خضعن لتدريب مكثف على مدار أيام عدّة.
وفي مقالٍ منشور على موقع «المركز العربي للدراسات والبحوث»، أكّد الدكتور شريف اللبان أنّ الهاتف الذكي تحول إلى أداة إعلامية متكاملة، خصوصاً أن صحافة الجوال «باتت في مرحلة نمو بفضل تطوير تقنيات وتطبيقات جديدة، حيث لا تنفك الهواتف الذكية عن اجتياح العالم مؤكدة بذلك مكانتها في العصر المعاصر والحديث، وصارت قادرة على إنتاج الأعمال الإعلامية المتكاملة»، مشيراً إلى أنّ «الهواتف الذكية دخلت ميدان العمل الإعلامي تدريجياً؛ ابتداءً من خدمات الرسائل العاجلة، قبل سنوات عدة، وأخذت بالتطور، حتى أصبح (الموبايل) مؤسسة كاملة لصناعة الأخبار».



تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».