غناء طائر الطنان الإكوادوري لفصيلته فقط

غناء طائر الطنان الإكوادوري  لفصيلته فقط
TT

غناء طائر الطنان الإكوادوري لفصيلته فقط

غناء طائر الطنان الإكوادوري  لفصيلته فقط

أظهر العلماء من جامعتي جورجيا وكاليفورنيا بأميركا، لأول مرة، أن الطيور الطنانة الصغيرة الإكوادورية، والمعروفة باسم «طائر هيلستار»، يمكنها الغناء والاستماع بعضها لبعض في نغمات تتجاوز النطاق المعروف للطيور الأخرى.
والتواصل الصوتي هو عنصر أساسي في السياقات الاجتماعية المتنوعة، مثل الزواج واستدعاء الآخرين للمساعدة، ولكي تكون هذه الإشارات الصوتية فعالة، يجب أن يكون جهاز الاستقبال المقصود قادراً على اكتشافها والتمييز بينها. ووجد الباحثون خلال الدراسة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «ساينس أدفانسيس»، أن أغنية ذكور «طائر هيلستار» الجاذبة للإناث، تُغنى عند تردد نحو (13.4 كيلوهرتز)، وهو تردد يفوق قدرات الطيور الأخرى، ولكنه ملائم لقدرات الطيور من نفس نوعه. وباستثناء بعض أنواع البوم، لا تسمع الطيور بشكل عام فوق (9 أو 10 كيلوهرتز).
وخلال الدراسة صعد العلماء إلى جبال الإنديز الإكوادورية للوصول إلى الأراضي العشبية المرتفعة وتحديد مواقع تكاثر «طائر هيلستار»، وهناك سجلوا للذكور وهم يغنون، ثم قاموا بتشغيل هذه النغمات لاختبار ردود فعل الطيور الأخرى، حيث لاحظوا أن طيور «هيلستار» وحدها دون الطيور الأخرى، قامت برفع رقابها واستدارت نحو السماعة، بينما كان يتم عزف النغمات عالية النبرة، كما طار أحدهم فوق مكبر الصوت لفحصه.
وفي المختبر، تحقق العلماء من أن جزء الدماغ المنخرط عادةً في الاتصال السمعي قد تم تنشيطه بشكل كبير، في أثناء الاستماع للنغمات عالية التردد، مقارنةً بالطيور الأخرى.
ويقول ماركو مونتيروس، الباحث المشارك بالدراسة في تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس» بالتزامن مع نشر الدراسة: «نعتقد أن الطيور ربما تكون قد تطورت لتغني على نغمات عالية حتى لا تتنافس أغاني حبها مع ضوضاء الخلفية في بيئتها، مثل الرياح الجبلية والجداول وأغاني الطيور الأخرى».
وخلال التقرير ذاته، وصف تيموثي رايت، عالم البيئة السلوكية في جامعة ولاية نيومكسيكو، الذي لم يشارك في الدراسة، النغمات التي تم رصدها بأنها مثل «قناه اتصال خاصة، حيث لا تستطيع أنواع الطيور الأخرى استخدام هذه الأصوات عالية التردد».
وقال كريستوفر كلارك، عالم الأحياء في جامعة كاليفورنيا، والذي لم يشارك هو الآخر في الدراسة: «هذه مجرد نغمة عالية بشكل لا يصدَّق... هناك شيء مثير للاهتمام يحدث في آذان هذه الطيور الطنانة للسماح لها بسماع مثل هذه الأصوات».



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».