بيلسا يعيد ليدز إلى الدوري الممتاز بعد غياب 16 عاماً

الفريق بدّل 14 مدرباً في محاولاته للعودة قبل أن يأتي الخلاص على يد مدرب غريب الأطوار

بيلسا المدرب الأرجنتيني المخضرم (رويترز)
بيلسا المدرب الأرجنتيني المخضرم (رويترز)
TT

بيلسا يعيد ليدز إلى الدوري الممتاز بعد غياب 16 عاماً

بيلسا المدرب الأرجنتيني المخضرم (رويترز)
بيلسا المدرب الأرجنتيني المخضرم (رويترز)

يعيش المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، الذي يجلس لمشاهدة مباريات فريقه على دلو، في شقة من غرفة واحدة فوق متجر ويعقد اجتماعاته في مقهى محلي. ويعد بيلسا، الذي قاد ليدز يونايتد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى بعد 16 عاما، واحدا من الشخصيات المحببة والغامضة في اللعبة وطور ما يشبه طائفة دينية في العديد من الأماكن التي درب بها. وبدّل ليدز 14 مدربا منذ هبوطه من الدرجة الممتازة عام 2004 في محاولاته للعودة قبل أن يأتي الخلاص على يد مدرب له صولات وجولات في الملاعب العالمية، إذ سبق أن أشرف على مرسيليا الفرنسي، ولاتسيو الإيطالي، وأتلتيك بلباو الإسباني ومنتخبي بلاده وتشيلي.
وكان جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، واحدا من المدربين الذين قالوا إن بيلسا ألهمهم رغم أن خزينة ألقاب المدرب الأرجنتيني متواضعة مقارنة بنظيره الإسباني. ويُشتهر المدرب البالغ عمره 64 عاما بالهوس حتى إنه أغلق غرفة فندق على نفسه لمدة 48 ساعة بعد سلسلة من النتائج السيئة عندما كان مدربا لفريق نيولز أولد بويز الأرجنتيني والذي أطلق اسمه على ملعبه. وقال بيلسا الذي أدرك أن رد فعله كان مبالغا في الوقت الذي تعافت فيه ابنته من مرض خطير «أطفأت الضوء، أغلقت الستائر... انفجرت في البكاء. لم أفهم ما كان يحدث حولي». وتساءل «هل كان من المنطقي أنني أتمنى أن تبتلعني الأرض بسبب نتيجة مباراة كرة قدم؟».
كما أنه ليس تقليديا فعندما تم سؤاله عن سبب عدم سماحه لوسائل الإعلام بحضور تدريب أولمبيك مرسيليا، ظل بيلسا يتحدث عن أسنانه لمدة عشر دقائق. وتركز الشرح حول حصة تدريبية في تشيلي حيث لم يكن لديه طاقم أسنان. وقال «الأمر الوحيد الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام هو أسناني المفقودة. لذا لم أر سببا لجعلهم يشاهدون (التدريبات)».
كما اشتهر أيضا بأخذ سبعة آلاف مقطع فيديو إلى كأس العالم 2002 عندما كان مدربا للأرجنتين حتى إنه حضر حفل زفاف أحد اللاعبين وهو يحمل فيديو لمباراة لعبها فريقه مؤخرا. ويقضي بيلسا، الذي كان شقيقه رفائيل وزير الخارجية السابق للأرجنتين، وقته في المباريات وهو يتحرك أمام مقاعد بدلاء فريقه وينحني على ركبتيه أو يجلس على دلو.
كما أنه انتقائي للغاية في المكان الذي يعمل فيه ويفضل الذهاب إلى الفرق التي تملك لاعبين يناسبون أسلوب لعبه الذي يتطلب الكثير. وقال ريكاردو لوناري المدرب الأرجنتيني الذي لعب تحت قيادة بيلسا في نيولز «إنه يدرس المدينة والناس وكل شيء. بيلسا ذهب لتدريب ليدز من أجل المدينة كلها». واختار العيش في بلدة ويذربي في وست يوركشاير، حيث تتم مشاهدته بشكل معتاد في متجر محلي، لكي يتمكن من السير إلى ملعب التدريب.
وتوضح فلسفته مسيرته الانتقائية إذ تولى تدريب أطلس وإسبانيول ونيولز أولد بويز والأرجنتين وتشيلي وأتليتيك بيلباو ومرسيليا وليل، ولاتسيو الذي تركه بعد يومين فقط لأن الأجواء لم تكن كما توقع. وفي الموسم الماضي تورط في فضيحة «تجسس» بعدما أبلغ منافسه على الترقي ديربي كاونتي الشرطة بمشاهدة شخص بنظارة معظمة «يتصرف بشكل مريب» خارج ملعب التدريب. وتبين أن أحد موظفي ليدز يراقب التدريب. وعقد بيلسا، الذي شدد على أنه لم ينتهك اللوائح أو فعل ذلك طوال مسيرته، مؤتمرا صحافيا لمدة 70 دقيقة شرح فيه بشكل مذهل المدى الذي يطلب فيه من طاقمه التدريبي الاستعداد للمباريات. وأثار الأمر الجدل، وعندما تم تغريم ليدز 200 ألف جنيه إسترليني (251340 دولارا) دفع بيلسا المبلغ من ماله الخاص.
وفي ملحق الترقي الموسم الماضي أحرز ليدز هدفا رغم سقوط أحد لاعبي أستون فيلا بسبب الإصابة مما تسبب في احتجاجات غاضبة من المنافس وأمر بيلسا لاعبيه بالسماح لمنافسه بتسجيل هدف. ونادرا ما يتحدث عن الحكام لكنه كسر هذه العادة بعد طرده في مباراة في كأس كوبا أميركا بين الأرجنتين وكولومبيا. وقال «في هذه المناسبة سأقول شيئا واحدا عن الحكم. إنه كان محقا تماما في طردي».


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».