بدأ رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام اوغلو تحركاً يهدف إلى وقف عملية تقسيم وتخطيط الأراضي المحيطة بقناة إسطنبول ووقف المشروع الذي يرى أنه سيشكل خطراً على البيئة في المدينة. وأطلع إمام أوغلو عدداً من رؤساء الأحزاب على خطواته التي يقوم بها في هذا الصدد وعلى الأضرار التي سيخلفها المشروع على مدينة إسطنبول. وقال إمام أوغلو، عبر «تويتر» أمس (السبت)، إنه ناقش في اتصال بالفيديو مع كل من رؤساء أحزاب «الوحدة الكبرى» مصطفى دستيجي و«المستقبل» أحمد داود أوغلو و«الوطن» دوغو برينتشيك، كما التقى جولتكين أويصال رئيس الحزب الديمقراطي لشرح مخاطر وأضرار مشروع قناة إسطنبول.
وكان إمام أوغلو، قدم، الأربعاء الماضي، شكوى قانونية إلى مديرية البيئة في منطقة آتا شهير في إسطنبول، ضد مشروع قناة إسطنبول، التي يبلغ طولها 45 كيلومتراً، ومن المقرر أن تربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود بتكلفة تتجاوز 20 مليار دولار، أكد فيه أن مشروع القناة سيكلف أموالاً طائلة وسيتسبب بتأثير سلبي على واقع البيئة في إسطنبول، مطالباً بوقف مخطط تقسيم الأراضي على جانبي القناة. وأشار رئيس بلدية إسطنبول إلى أن القناة تعد أحد أكبر التهديدات لمدينة إسطنبول، وأن العملية القانونية ستتواصل في هذا السياق. وسبق أن ندد إمام أوغلو بقرار تحويل مساحة الأراضي الشاسعة التي حصل عليها في وقت سابق مستثمرون وشخصيات عربية وأجنبية بينهم الشيخة موزة، والدة أمير قطر إلى أراضي بناء ومشروعات سياحية، ما يضاعف سعرها لصالح المستثمرين في حين لن تستفيد خزينة الدولة.
وقال إمام أوغلو، في لقاء تلفزيوني، إن المخطط المطروح يعني قتل مدينة إسطنبول، لافتاً إلى أنه يأتي في الوقت الذي ينشغل فيه الشارع التركي بالبطالة والأزمة الاقتصادية ويخشى الزلزال الذي قد يقع في إسطنبول بأي لحظة، وليس بمشروع قناة إسطنبول الذي يريد الرئيس رجب إردوغان التعجيل به. وأضاف أنه بينما المواطن لا يهتم بمشروع قناة إسطنبول، لكن السلطة لديها سبب يدعوها للاستعجال في تنفيذ المشروع. «إلا إنني أتابع الأمر جيداً، ولن أسمح أن يتعرض أهالي إسطنبول لهذه الإهانة».
وحصل أجانب على نحو 800 ألف متر مربع في مشروع قناة إسطنبول الاستثماري، الذي تروج له حكومة إردوغان وحفزت الأثرياء الأجانب على الاستثمار به.
ويحذر خبراء جيولوجيون من أن مشروع قناة إسطنبول سيتسبب في كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة زلزالياً، مطالبين بإلغائه. لكن إردوغان يصر على المضي قدماً في المشروع، الذي اصطلح على تسميته بالقناة المجنونة، وقال في وقت سابق: «سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ تنفيذه في أقرب وقت»، مضيفاً: «لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023».
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء. وتقول حكومته إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان إلى جانب تخفيف الضغط عن مضيق البوسفور.
أحزاب تركية تتحرك لوقف مشروع قناة إسطنبول «المجنونة»
أحزاب تركية تتحرك لوقف مشروع قناة إسطنبول «المجنونة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة