مقتل قائد عسكري بعبوة ناسفة شمال بغداد

TT

مقتل قائد عسكري بعبوة ناسفة شمال بغداد

رغم عدم تبني تنظيم داعش للتفجير الذي أودى بحياة قائد عسكري عراقي رفيع المستوى في الطارمية على تخوم بغداد الشمالية، فإن مقتله فجر خلافات سياسية بشأن طريقة التعامل مع هذه المنطقة التي لا تزال أهم حواضن التنظيم في مناطق حزام بغداد.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نعى آمر اللواء 59 بالجيش العراقي العميد الركن علي حميد جراء استهداف عجلته العسكرية في منطقة ابن سينا في قضاء الطارمية ببغداد بعمل «إرهابي».
ووجه رئيس الوزراء الجهات الاستخبارية والقطعات الأمنية التي تسيطر على قضاء الطارمية شمالي بغداد، بالتحرك الفوري والعاجل للقبض على العناصر الإرهابية التي استهدفت القائد العسكري، وتقديمهم للعدالة.
وتسارعت في الفترة الأخيرة وتيرة هجمات المسلحين الذين يشتبه بأنهم ينتمون إلى تنظيم داعش لا سيما في المناطق بين كركوك وصلاح وديالى ومناطق حزام بغداد وسامراء والأنبار برغم الحملات التي تقوم بها القوات العسكرية بين آونة وأخرى.
وكشف أبو رغيف أن «الطارمية أصلا هي مقر ما تسمى (ولاية الشمال) لتنظيم داعش الذي يضم مناطق مختلفة تبدأ من الطارمية وتنتهي بسامراصصصء غربا». وحول الحلول التي يمكن اقتراحها لوضع حد لمثل هذه العمليات يقول أبو رغيف إن «الحل يكمن في القيام بعملية واحدة ومن صفحة واحدة وبجبهات متعددة وبزمن واحد غير مجزأ». وأشار إلى أنه «برغم أن الأجهزة الاستخبارية تعمل هناك وتؤدي أدوارا مهمة لكن توجد خروقات لكنها في النهاية لا تستطيع السيطرة بالكامل لا سيما أن عملية واحدة يقوم بها التنظيم من شأنها تهديم كل الجهود التي تقوم بها هذه الأجهزة وآخرها استهداف آمر اللواء الذي يمثل في الواقع انتكاسة كبيرة للجميع».
إلى ذلك، عد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق حاكم الزاملي أن «في منطقة الطارمية مزارع وبساتين تابعة للجماعات الإرهابية وتدار من قبل الأهالي». وقال الزاملي في بيان له أمس إن «استهداف آمر لواء 59 ينذر بخطر خصوصا ما تشهده مناطق حزام بغداد وبالخصوص الطارمية والمشاهدة والمناطق الأخرى التي تشهد خروقات مستمرة ومتكررة وتهدد سلامة وأمن الناس في حزام بغداد كما أنها تهدد أمن العاصمة العراقية بغداد». وأضاف الزاملي أن «من الضروري أن يكون هنالك عمل كبير وحازم وتطويق المنطقة بشكل كامل وأن تكون عمليات دهم وتفتيش ولا يمكن أن تعود القطعات الأمنية إلا بقتل أو إلقاء القبض على جميع العناصر الإرهابية التي تسيطر على هذه المناطق وتسيطر على عقول ومقدرات الناس هناك» مشيرا إلى أنها «تستخدم أساليب الترغيب والترهيب حيث ما زالت الكثير من البساتين والمزارع تحت سيطرة الإرهابيين ومنها تنطلق الهجمات المتكررة».
من جهته، دعا رئيس كتلة الفتح في البرلمان العراقي محمد الغبان إلى حملة تطهير وإجراءات جذرية لاقتلاع جذور التنظيمات الإرهابية التي استلبت أمن منطقة الطارمية وجعلت منها بؤرة تهدد العاصمة على حد قوله في تغريدة على «تويتر».
في مقابل ذلك، حذر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي النائب عن محافظة بغداد في بيان من أن «مجاميع مسلحة تحاول استغلال استشهاد آمر لواء 59 العميد الركن علي حميد الخزرجي من أجل تأزيم الأوضاع في تلك المناطق والبدء بحملة تهجير جديدة للمواطنين هناك بحجة الإرهاب». وأضاف الكربولي أن «هذه المجاميع المسلحة تحاول استغلال هذه الحادثة بالرد بقصف عشوائي على المناطق السكنية في منطقة الطارمية بتخطيط واضح وإعداد مسبق بقصد تأزيم الأوضاع وتهجير المواطنين» مبينا أن «الإرهاب والسلاح المنفلت يدمران الوطن».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.