انسحاب رجال أعمال وسياسي كردي من الانتخابات السورية

TT

انسحاب رجال أعمال وسياسي كردي من الانتخابات السورية

في مفاجأة كبيرة قبل انطلاق الانتخابات البرلمانية في سوريا غداً (الأحد)، أعلن رجل الأعمال محمد حمشو انسحابه من انتخابات مجلس الشعب، إضافة إلى تراجع شخصية كردية عن الترشح.
وقال حمشو في بيان نشره على حسابه الشخصي على مواقع التواصل وعلى صفحة «قائمة شام» التي كان مترشحاً على قائمتها «كل الشكر والتقدير لمن شاركني بعواطفه ومشاعره لدعم الحملة الانتخابية لنيل عضوية مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث».
وأضاف حمشو «أينما يكون موقعي سأخدم بكل إخلاص ووفاء للوطن والمواطن وقائدي الرئيس المفدى بشار الأسد، أشكر محبتكم وثقتكم، وأتمنى التوفيق والخير والنجاح لمرشحي الوحدة الوطنية وكل مرشح مستقل».
ويعد حمشو من أبرز رجال الأعمال، وقد كان عضواً في مجلس الشعب السوري خلال الدورتين السابقتين منذ عام 2011 عن مدينة دمشق.
وتعد «قائمة شام» من أبرز قوائم المرشحين لمجلس الشعب وتضم كبار رجال الأعمال الدمشقيين إلى جانب أحد نجوم نادي الوحدة الدمشقي في كرة السلة.
ونقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أن انسحاب حمشو جاء على خلفية تحقيقات الفساد التي يجريها القصر الجمهوري مع رئيس مجلس الوزراء السوري السابق عماد خميس.
وكان اسم حمشو من أوائل رجال الأعمال الذين ورد ذكرهم في عقوبات غربية منذ العقوبات الأوروبية على بعض الشركات والمؤسسات، ومنها قناة «الدنيا» التي يمولها، وصولاً إلى وضع اسمه مع زوجته وأولاده ضمن قائمة شملتها عقوبات «قيصر» الأميركي.
إلى ذلك، أعلن النائب الكردي عمر أوسي انسحابه أيضاً. وقال في بيان «أعلن سحب ترشيحي لعضوية مجلس الشعب كمرشح مستقل عن دائرة مدينة دمشق فئة (ب) بعد أن أديت واجبي الوطني اتجاه شعبي السوري العظيم بجميع مكوناته في دورين تشريعيين في ظروف الحرب الصعبة على وطننا السوري، وكنت أدعو دائماً إلى الحوار بين السوريين الكرد والحكومة في إطار الحوار الوطني السوري - السوري». وزاد «سأظل أمارس دوري وواجبي الوطني اتجاه الشعب السوري وقائد الوطن، الأسد كما كنت داخل المجلس وخارجه، متمنياً لجميع الزملاء النواب في الدور القادم التوفيق والنجاح».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.