رفض خطة نتنياهو لمنح مالية ومطالب بتوجيهها للفقراء

احتجاجات إسرائيلية كبيرة ضد سياسات نتنياهو في القدس (أ.ف.ب)
احتجاجات إسرائيلية كبيرة ضد سياسات نتنياهو في القدس (أ.ف.ب)
TT

رفض خطة نتنياهو لمنح مالية ومطالب بتوجيهها للفقراء

احتجاجات إسرائيلية كبيرة ضد سياسات نتنياهو في القدس (أ.ف.ب)
احتجاجات إسرائيلية كبيرة ضد سياسات نتنياهو في القدس (أ.ف.ب)

واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استقبالاً فاتراً، الخميس، من شريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم ومحافظ البنك المركزي، لخطته لتوزيع منح مالية على جميع الإسرائيليين لتنشيط الاقتصاد خلال أزمة فيروس كورونا.
وأعلن نتنياهو خطته التي تبلغ كلفتها ستة مليارات شيقل (1.75مليار دولار) يوم الأربعاء، وسط غضب شعبي من أسلوب إدارته لجائحة كورونا، حيث انتشرت العدوى وتباطأت الأجهزة في صرف المساعدات الموعودة للشركات.
وقال نتنياهو إن صرف 750 شيقلا لكل فرد وما يصل إلى 3 آلاف شيقل للأسرة، سيعزز إنفاق المستهلكين والتوظيف. ويتعين أن تحوز الخطة على موافقة مجلس الوزراء. وقال محافظ البنك المركزي عامير يارون ووزير الخارجية غابي أشكينازي من حزب (كحول لفان) شريك حزب ليكود في الحكومة، إنه يجب بدلاً من ذلك توجيه الأموال للفقراء.
ونقلت «رويترز» عن يارون في مقابلة مع راديو الجيش، إن لتقديم المساعدة أهميته «لكن الأهم هو مساعدة المحتاجين. وثمة وسائل أكثر فاعلية للمساعدة في زيادة الطلب».
وسبق أن أيد يارون حزمة تحفيزية قيمتها 100 مليار شيقل (29 مليار دولار) وحزمة ثانية أعلنت الأسبوع الماضي، رغم أنهما سترفعان عجز الموازنة هذا العام إلى 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة ستة في المائة في 2020. وقد ارتفع معدل البطالة إلى 27 في المائة في مارس (آذار) لكنه يبلغ الآن 21 في المائة.
وقال أشكينازي لراديو الجيش، إنه لا يعارض صرف منح للإسرائيليين الذين تضرروا من المصاعب الاقتصادية، لكن حزب (كحول لفان)، سيحاول تعديل خطة نتنياهو لكي تُصرف الأموال «للمتضررين، لا لمن لا يحتاجون إليها».
ويقول نتنياهو إن ذلك سيستغرق وقتاً. وتبين استطلاعات الرأي أن أقل من 30 في المائة من الإسرائيليين يثقون في إدارة نتنياهو للأزمة. وشارك الآلاف في مظاهرات مناهضة لنتنياهو. ورصدت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة أكثر من 44 ألف إصابة بفيروس كورونا و377 وفاة.
ووصف محللون اقتصاديون، الخطة، بأنها «بدل سكوت» بهدف تهدئة الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي طالبت باستقالته. واعتبر المحلل الاقتصادي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سيفر بلوتسكر، أن الخطة «ليست عادلة وليست مبررة»، لأنها لا تميز بين من يحتاجون إلى مساعدة والذين لا يحتاجون إلى مساعدة، خاصة أن «الحكومة الإسرائيلية بخيلة جداً بحجم المساعدات للمستقلين والمصالح التجارية الصغيرة والذين لا يعملون».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.