احتكاك جديد شرق الفرات بين القوات الأميركية والروسية

TT

احتكاك جديد شرق الفرات بين القوات الأميركية والروسية

صعّدت القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرقي سوريا وتيرة احتكاكها ضد القوات الروسية، بعدما اعترضت دورية روسية بالقرب من معبر «سيمالكا» الحدودي، وأجبرتها على العودة إلى مواقعها في مدينة القامشلي، بعد أيام من احتكاك دورية أميركية مع القوات الحكومية السورية في ريف بلدة تل تمر التابعة لمحافظة الحسكة، في وقت كثفت القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» دورياتها شرقي مدينة القامشلي وبلدة رميلان النفطية، لتثبيت الأمن والسلم الأهلي ومنع ظهور خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي.
وسيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مؤلفة من 6 عربات عسكرية برفقة مروحيات حربية، وانطلقت صباح أمس من مدينة القامشلي وتوجهت نحو معبر «سيمالكا» الحدودي، وعبرت بالقرب من المطار الزراعي الذي تستخدمه قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي مهبط طيران، لكن دورية أميركية مؤلفة من عربتين اعترضتها عند نقطة قرية «شكر خاج» الواقعة جنوب غربي بلدة المالكية أو «ديريك» بالكردية، لتسلك الدورية الروسية طريقاً فرعية غير معبدة، وكانت تفصلها مسافة 20 كيلومتراً عن المعبر، غير أن العربات الأميركية لاحقتها سريعاً إلى قرى «روباريا» و«سرمساخ» حتى وصلت إلى مفرق «عين الطويل»، وأجبروا الجنود الروس على العودة إلى الطريق السريعة ومنها عادوا إلى مواقعها في مدينة القامشلي.
ونقل سكان ومراسل موقع «ولاتي نيوز» الكردية، أن دوريات أميركية وعلى مدار الأيام الماضية تأتي بشكل دوري وتنتظر الدوريات الروسية، وتقف عند مفترق الطرق الرئيسية والفرعية في ريف بلدة «ديريك»، حيث تحاول القوات الروسية الوصول إلى معبر «سيمالكا» والانتشار في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا، لكن واشنطن تستخدم هذا المعبر منفذاً رئيسياً لعبور القوافل العسكرية من قواعدها في العراق المجاور لدعم قواتها المنتشرة شرقي الفرات.
في سياق متصل، اعترضت قوة عسكرية تابعة للقوات الحكومية الاثنين الماضي، دورية أميركية لدى تفقدها نقاط التماس التي تفصل مناطق سيطرة الفصائل السورية الموالية لتركيا، عن مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» عند قرية «منسف» بالريف الغربي لبلدة تل تمر والتي تبعد نحو 40 كيلومتراً شمال غربي مدينة الحسكة، غير أن ضابطاً من القوات الحكومية وبرفقة عناصره أمر بقطع الطريق أمام الدورية الأميركية وطلب منهم العودة إلى مواقعها.
ونشرت صفحات وحسابات موالية للنظام مقطع فيديو يظهر ضابطاً سورياً يصرخ في وجه القوات الأميركية ويقول لهم في الشريط المسجل «أشرح لهم إذا عادوا غداً سأحرق الدورية بما فيها»، في اليوم التالي من الحادثة عُقد اجتماع ثلاثي بالقاعدة الروسية في بلدة تل تمر ضم مسؤولين روساً وضباطاً سوريين وقياديين من «قوات سوريا الديمقراطية»، واتفقوا على إخراج النقطة العسكرية النظامية المتركزة في قرية «منسف» خلال مدة أسبوع من وقوع الحادثة، والتعهد بعدم اعتراض الدوريات الأميركية وحلفائها، والالتزام بالاتفاقات المبرمة للانتشار على طول خطوط التماس مع الفصائل السورية المعارضة الموالية لتركيا، وعدم التعرض للمدنيين في قرى التماس والسماح لهم بالتنقل والعبور بحرية تامة.
وكثفت القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» دورياتها خلال الأيام الماضية، وشملت مناطق شرقي مدينة القامشلي وناحية القحطانية أو «تربة سبية» وبلدة رميلان النفطية، ونقلت مصادر ميدانية ومواقع محلية، أن هذه الدوريات تهدف إلى تثبيت الأمن والسلم الأهلي ومنع ظهور خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.