الحملة الانتخابية الرئاسية للدورة الثانية في تونس تنطلق اليوم

90 ألف مدرس يشنون إضرابا مفتوحا عن العمل

الحملة الانتخابية الرئاسية للدورة الثانية  في تونس تنطلق اليوم
TT

الحملة الانتخابية الرئاسية للدورة الثانية في تونس تنطلق اليوم

الحملة الانتخابية الرئاسية للدورة الثانية  في تونس تنطلق اليوم

أكد شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تقدم الباجي قائد السبسي مرشح حركة نداء تونس، بفارق 6 في المائة من الأصوات على المنصف المرزوقي المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية.
وقال صرصار في مؤتمر صحافي عقده يوم أمس في العاصمة التونسية إن الإعلان عن النتائج النهائية للدور الأول من انتخابات الرئاسة، يجعل الدور الثاني من المنافسات يجري يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي داخل تونس، وأيام 19و 20 و21 من الشهر نفسه في الخارج.
وبشأن الحملة الانتخابية المتعلقة بالدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، قال إنها ستنطلق اليوم (9 ديسمبر) لتتواصل إلى يوم 19 من الشهر الحالي.
وفي تقييمه للمسار الانتخابي، أكد صرصار أنه «يتقدم على أحسن وجه، وهو سينتهي قبل نهاية السنة الحالية، كما نص على ذلك الدستور التونسي»، ودعا المرشحين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لاحترام مبادئ الحملة الانتخابية والالتزام بالضوابط القانونية.
وأشار صرصار إلى جاهزية هيئة الانتخابات لتنظيم عملية التصويت في موعدها المعلن، وقال إن مكاتب الاقتراع في مناطق الكاف وجندوبة والقصرين المهددة بالإرهاب ستحظى بتوقيت انتخابي استثنائي يبدأ في الساعة العاشرة صباحا وينتهي في الساعة الثالثة بعد الظهر.
وأشار صرصار إلى إمكانية إعلان النتائج الأولية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بعد 32 ساعة فقط من انتهاء عمليات الاقتراع.
وكانت النتائج الأولية للدور الأول من منافسات الرئاسة التي جرت يوم 23نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد منحت قائد السبسي 39.46 في المائة من أصوات الناخبين، في حين حصل المرزوقي على 33.43 في المائة، وهو ما أجل فوز أحدهما بكرسي الرئاسة.
وأعلنت المحكمة الإدارية التونسية، أول من أمس (الأحد) قرارها الرافض لملف الطعون الـ8 في نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي تقدم بها المنصف المرزوقي.
على صعيد متصل، دعت جمعية القضاة التونسيين في اجتماع لها عقدته يوم أمس، إلى مراجعة جذرية للقانون الانتخابي التونسي وإرساء نظام تعديلي فعال في مجال مراقبة الانتخابات وفق المعايير الدولية. كما نبهت الأطراف السياسية إلى ضرورة تجنب كل مظاهر التشاحن السياسي وترويج خطابات العنف والكراهية والتفرقة الجهوية، في إشارة إلى التجاذب السياسي الحاد الحاصل بين المرشحين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
من ناحية أخرى، شن قرابة 90 ألف مدرس تونس إضرابا مفتوحا عن العمل بعد إعلان وزارة التربية التونسية عن خصم أجر يومين من مرتباتهم الشهرية، على خلفية إضراب نفذه المدرسون يومي 26 و27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأغلقت مختلف المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية أبوابها خلال اليوم الذي يبدأ فيه قرابة المليون طالب أمتحابات الثلاثي الأول من السنة الدراسية الحالية، وهو ما خلق حالة عامة من الاستياء قابلها المدرسون بتذكير الأولياء أن من بين الطلاب المتضررين من الإضراب قرابة 200 ألف طالب من أبناء المدرسين.
وانتقدت رئاسة الحكومة التونسية تصريحات نقابية أرجعت رفض المهدي جمعة المفاوضات الاجتماعية بشأن الزيادات في أجور الموظفين إلى عدم تزكية ترشحه للانتخابات الرئاسية من قبل نقابة العمال. وقالت إن جمعة «لم يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ولم يطلب من أي طرف دعم ترشحه».
وتطالب النقابة العامة للتعليم الثانوي المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل بمجموعة من المنح المالية والترقيات المهنية.
وقال الأسعد اليعقوبي رئيس النقابة العامة للتعليم الثانوي لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة التربية سارعت لاقتطاع أجرة يومين من مرتبات المدرسين المتدهورة بطبيعتها نتيجة غلاء الأسعار.
وأشار إلى أن النقابة نبهت سلطة الإشراف إلى ضرورة تأجيل مسائل الخصم من الأجور إلى مفاوضات لاحقة بين المركزية النقابية والحكومة التونسية.
وبشأن الضرر الحاصل للطلاب، أكد اليعقوبي استعداد المدرسين لتعويض جميع الدروس والامتحانات التي لم تنجز نتيجة الإضراب، في حال التوصل إلى حل مع سلطة الإشراف وتراجع الحكومة عن موقفها تجاه المدرسين.
وانتقد سامي الطاهري المتحدث باسم الاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال) اللجوء إلى خصم أيام الإضراب من أجور المدرسين، وقال خلال مؤتمر صحافي إن هذه الظاهرة «تعود إلى عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولكن الاختلاف الحاصل بين الفترتين هو أن النظام السابق كان يخصم الأجور ويحقق المكاسب والمطالب النقابية، أما اليوم فيجري التنكر للاتفاقيات المبرمة مع الطرف النقابي وتغلق أبواب المفاوضات ويجري الخصم من الأجور»، على حد تعبيره.
وكان فتحي الجراي وزير التربية التونسية قد صرح إبان تلويح المدرسين بالإضراب بأن اتخاذ القرارات التي لها انعكاسات مالية يرجع بالنظر إلى الحكومة ووزارة الاقتصاد والمالية، ولا يمكنه بالتالي الحسم لوحده في قرارات تمتع المدرسين بزيادات في المنح والأجور.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.