الكاظمي يتعهد من البصرة حصر السلاح وفرض هيبة الدولة وإجراء انتخابات

خطة شاملة للسيطرة على منافذ العراق الحدودية مع دول الجوار

الكاظمي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في البصرة (واع)
الكاظمي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في البصرة (واع)
TT

الكاظمي يتعهد من البصرة حصر السلاح وفرض هيبة الدولة وإجراء انتخابات

الكاظمي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في البصرة (واع)
الكاظمي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في البصرة (واع)

حملت زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى محافظة البصرة الجنوبية، أمس، وعقده هناك اجتماعاً دورياً لفريقه الوزاري، إلى جانب زيارته لموانئ ومنافذ حدودية هناك، حزمة مزدوجة من الرسائل، تتعلق بجوانب الأمن وسيادة القانون والاقتصاد والسياسة. ويظهر أن رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، تعمد إرسالها من محافظة البصرة التي فيها الميناء الوحيد في البلاد، وتعد سلة الغذاء الوطنية وأكثر المحافظات ثراءً، بالنظر لامتلاكها أكبر حقول النفط في المنطقة والعالم.
وتأتي زيارة الكاظمي للبصرة، ضمن سلسلة زيارات يقوم بها للوقف على المشاكل والتحديات التي تواجهها تلك المحافظات، وسبق أن زار في بحر الأسبوع الحالي محافظتي ديالى وكربلاء.وشدد الكاظمي، خلال مؤتمر صحافي عقده في البصرة، على «حصر السلاح بيد الدولة وإخضاع المنافذ الحدودية لسلطة القانون وليس بيد الفاسدين». كما جدد التزامه بمهمة حكومة المتعلقة بـ«حل أزمة البلاد الاقتصادية والصحية وتهيئة الأرضية الملائمة لإجراء انتخابات نزيهة».
وأجرى الكاظمي جولة في ميناء أم قصر الشمالي بمحافظة البصرة ومنفذ سفوان الحدودي مع الكويت، في إطار حملة مكافحة الفساد في المنافذ الحدودية، واستكمالاً لما بدأه في منفذ مندلي في محافظة ديالى مطلع الأسبوع، للقضاء على الفوضى الإدارية والفساد الذي تعاني منه المنافذ الحدودية منذ سنوات نتيجة نفوذ الميليشيات والأحزاب والجماعات المنفلتة على أغلب مفاصل منافذ الحدود والموانئ العراقية.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء بحماية «الحرم الكمركي» (الجمركي) في الموانئ من قبل قوات عسكرية ومنع أي قوة أو جهة تحاول الدخول إليه عنوة، وبالحد من الإجراءات الروتينية المعقدة، والعمل على تدوير الموظفين للحد من الفساد. وأكد أن «الجميع تحت المراقبة، ولدينا معلومات عن الفاسدين في الموانئ ستتم ملاحقتهم قانونياً».
وسبق أن أعطى الكاظمي أوامره للقوات الأمنية بـ«إطلاق النار على المتواجدين في المواقع الكمركية من دون صفة رسمية».
وأكد الكاظمي طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، أن «الموانئ تعد من أهم المنافذ الحدودية في كل دول العالم، فهي تشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد، ولا بد من وضع الخطط اللازمة لتطويرها، وأن البلد يمر اليوم بأزمة مالية واقتصادية، وأهم الإيرادات المالية غير النفطية التي يمكن أن تدعم خزينة الدولة تأتي من الموانئ والكمارك».
وأقر الكاظمي بصعوبة ضبط الأوضاع في المنافذ الحدودية بشكل عام والبصرة بشكل خاص، وقال «إننا نواجه اليوم تحدياً كبيراً فيما يتعلق بهذين المنفذين، وهي فرصة للحكومة لأن تفرض القانون والنظام فيهما». لكنه اعتبر أن «محاربة الفساد انطلقت من المنافذ الحدودية، وأن الحفاظ على أموال الشعب تحدٍ كبير يتم من خلال العمل بجدية لحماية الأموال ومتابعة عمل المنافذ»، مشدداً على أن «حماية المنافذ متوافرة وجاهزة للحفاظ على مقدرات المنافذ، وعلى أهمية تدوير الموظفين في أعمالهم لمنع تفشي الفساد».
وعلى مستوى الرسالة الإيجابية التي سعى الكاظمي إلى إرسالها للمواطنين في البصرة الغنية بالنفط والتي يعاني سكانها منذ سنوات من البطالة وتردي الخدمات البلدية والشح في مياه الشرب وقلة التجهيز بالطاقة الكهربائية، اتخذ مجلس الوزراء خلال اجتماعه هناك مجموعة قرارات من شأنها إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد سنوات من الإهمال بهدف رفع معاناة المواطنين البصريين، ومن بين تلك القرارات «الموافقة على المضي بإجراءات التعاقد، في مشروع ماء البصرة الكبير، الذي يعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية والمباشرة في العمل، وإشراك محافظة البصرة في أعمال المتابعة الدورية لمشروع ماء البصرة الكبير، عبر لجان متخصصة على أن يتم التنسيق مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة».
وكان شح المياه الصالحة للشرب أدى العام الماضي إلى إصابة المئات من أهالي البصرة بالتسمم وأمراض التيفوئيد والإسهال، وأشعل موجة احتجاجات غاضبة ضد السلطات.
كما قرر مجلس الوزراء «وضع برنامج تنفيذ البنى التحتية للمضي بتوزيع الأراضي السكنية على مستحقيها من خلال قيام وزارة الإعمار والإسكان والبلديات بالاستفادة من الاستشاري المتعاقد مع محافظة البصرة، لمراجعة وتحديث التصاميم المعدّة لمدينة السيّاب السكنية»، إلى جانب تخويل محافظ البصرة صلاحية صرف رواتب ثلاثين ألف مواطن بصري كانت الدولة قد تعاقدت معهم على خلفية الاحتجاجات العام الماضي.
واتخذ مجلس الوزراء قرارات أخرى تتعلق بإحالة جميع المشاريع المتلكئة إلى المجلس الوزاري للخدمات، وتقديم التوصيات بشأنها خلال مدة شهر، وإحالة مشروع مجاري قضاء الزبير إلى المجلس الوزاري للخدمات الاجتماعية، لدراسته وتقديم التوصية الملائمة بشأنه.
من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة إعداد خطة متكاملة لمسك المنافذ الحدودية كافة.
وكشف القيادة في بيان، أمس، عن «إعداد خطة متكاملة بالتنسيق مع هيئة المنافذ بعد مسك مندلي والمنذرية بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بشأن السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية كافة، وتأمين الحرم الكمركي وفرض الأمن وتنفيذ القانون فيها». وأعلنت «تكليف عمليات البصرة بالسيطرة التامة على منفذ الشلامجة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنفذ صفوان مع دولة الكويت».
وأشارت إلى «تكليف القوة البحرية بالسيطرة الكاملة على المنافذ البحرية في ميناء أم قصر الشمالي والأوسط والجنوبي وتعزيز القيادتين بقوات من احتياطي القائد العام للقوات المسلحة وتخويلهما بجميع الصلاحيات لفرض الأمن وتنفيذ القانون في هذه المنافذ». كما أكدت قيادة العمليات «الاستمرار بفرض السيطرة ومسك جميع المنافذ الحدودية مع دول الجوار».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.