عريقات يطالب بالإفراج عن الأسرى الأكثر ضعفاً

الجيش الاسرائيلي يعتقل فتى في مخيم العروب قرب الخليل فبراير الماضي (وفا)
الجيش الاسرائيلي يعتقل فتى في مخيم العروب قرب الخليل فبراير الماضي (وفا)
TT

عريقات يطالب بالإفراج عن الأسرى الأكثر ضعفاً

الجيش الاسرائيلي يعتقل فتى في مخيم العروب قرب الخليل فبراير الماضي (وفا)
الجيش الاسرائيلي يعتقل فتى في مخيم العروب قرب الخليل فبراير الماضي (وفا)

طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، المجتمع الدولي، بالاضطلاع بمسؤولياتها لردع إسرائيل، ومساءلتها، وإلزامها بواجباتها كسلطة مُعتقِلة، والضغط عليها لإطلاق الأسير المريض كمال أبو وعر، فوراً، والإفراج عن جميع الأسرى المرضى، وكبار السن، والأطفال، والنساء، ومن قاربت محكوميته على الانتهاء، والإفراج عن المعتقلين الإداريين قبل فوات الأوان.
وجدّد عريقات مطلب منظمة التحرير ودولة فلسطين، بإرسال بعثة تحقيق ومراقبة للسجون الإسرائيلية، والتحقيق في هذه «الجرائم المتواصلة والممنهجة والمخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان»، مؤكداً أن «فيروس» كورونا لا يزال نشطا، ويوجد مئات الأسرى المرضى وذوو الحالات الصحية الصعبة، التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
جاء ذلك في رسائل رسمية وجهها عريقات إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووزراء خارجية روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، شرح فيها بالتفصيل خطورة الأوضاع داخل سجون الاحتلال في ظل تفشي كورونا ومنع مصلحة السجون من توفير المعقمات ومواد التنظيف، وأثر ذلك على حياة الأسرى وبشكل خاص 700 أسير مريض بمن فيهم 300 أسير يعانون أمراضا مزمنة وبحاجة إلى علاج مستمر.
كما شرح وضع الأسير كمال أبو وعر (46 عاماً)، الذي تأكدت إصابته بالفيروس، وإلحاح الإفراج عنه وعن زملائه قبل فوات الأوان. وقال عريقات «لقد وجه لكم الأسرى الفلسطينيون من داخل سجون الاحتلال النداءات والرسائل لإنقاذ حياتهم، وناشدوكم ألا تتحول السجون إلى مقابر جماعية وعدم تركهم يموتون على أسرّتهم، بينما تنتشر العدوى دون أن يعالجها أحد. وأعدنا بدورنا توجيه هذه الرسائل لكم».
واستهجن عريقات سلوك إسرائيل، وتماديها في التنكر للنداءات الدولية التي تطالب بضمان توفير الرعاية الصحية الكافية واتخاذ التدابير الوقائية، والإفراج عن الأسرى الأكثر ضعفاً، بما فيها بيان المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، أو اللجنة الفرعية لمنع التعذيب، أو بيان مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط». وأضاف: «بكل أسف وكما هو معهود، راح ضحية هذه السياسة المتعمدة حديثاً، الشهيد سعدي الغرابلي (74 عاماً) الذي استشهد بتاريخ 8 يوليو (تموز) 2020 بسبب جريمة الإهمال الطبي المتعمد ورفض سلطة السجون نقله للعلاج، ليصل عدد الأسرى الذين استشهدوا بسبب هذه السياسة إلى 69 أسيراً منذ عام 1967 من بين 224 شهيداً قضوا حتفهم في سجون الاحتلال».
وختم: «جريمة الإهمال الطبي المتعمد تتصدر خروقات سلطة الاحتلال لحقوق الأسرى، وهي تستدعي تحرككم الفوري».
ويوجد في السجون الإسرائيلية حوال 5000 أسير فلسطيني بينهم 200 طفل و42 امرأة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.