القضاء الجزائري يدين وزيراً هارباً بـ80 سنة سجناً

TT

القضاء الجزائري يدين وزيراً هارباً بـ80 سنة سجناً

استنكر محامون جزائريون يدافعون عن رجل أعمال، دانته محكمة أمس بـ16 سنة سجناً: «تكالباً ضده»، ووصفوا المحاكمة بأنها «سياسية، الهدف منها تصفية حساب مع رموز حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة». وحكمت المحكمة نفسها على نجل طحكوت وإخوته الثلاثة بأحكام بين 3 و7 سنوات سجناً، بحكم أنهم شركاؤه في المشروعات التي جعلته في ظرف سنوات قليلة من أكبر أغنياء البلد، وصاحب كلمة في القرارات السياسية واختيار وزراء في الحكومة. كما قررت المحكمة مصادرة كل أملاك العائلة وحسابات أفرادها في البنوك. ويقدر خبراء ثروة رجل الأعمال بملياري دولار. وأنزلت المحكمة عقوبة 10 سنوات سجناً برئيسَي الوزراء السابقين: أحمد أويحيى، وعبد المالك سلال، اللذين غابا أمس عن جلسة النطق بالأحكام لوجودهما بالمستشفى.
ويراكم «رجل المهام القذرة»، كما يسمي نفسه، حوالي 60 سنة سجناً في 4 قضايا فساد. أما سلال فعليه أكثر من 40 سنة سجناً في القضايا نفسها. وهما متهمان بـ«منح امتيازات وتسهيلات غير مستحقة لرجال أعمال»، كانوا مقربين من السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق الذي تم الحكم عليه بـ15 سنة سجناً من طرف محكمة عسكرية، بتهمتي «التآمر على الدولة»، و«التآمر على سلطة الجيش».
وحكم القاضي على وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب غيابياً بـ20 سنة سجناً، وهو محل أمر دولي بالقبض عليه. ووجهت لهم تهمة منح تراخيص لطحكوت للاستثمار في نشاط تركيب السيارات، بينما تحريات القضاء أكدت أن رجل الأعمال كان يستورد سيارات جاهزة، ويبيعها على أنها مركبة في مصانعه، وذلك للاستفادة من إعفاءات ضريبية وجمركية. وتم الحكم على بوشوارب، بالعقوبة نفسها في 3 قضايا فساد أخرى مشابهة، وبذلك هو يقع تحت طائلة 80 سنة سجناً. وغادر بوشوارب البلاد منذ سنوات، بعد تنحيته من الحكومة؛ حيث يقيم بفرنسا. وذكر مقربون منه أنه يسافر باستمرار إلى لبنان؛ حيث يدير استثمارات.
ودانت المحكمة أيضاً وزير الصناعة سابقاً يوسفي يوسفي، بعامين سجناً، ولديه أحكام سابقة ثقيلة. أما وزير الأشغال العمومية سابقاً عمر غول، فكان نصيبه من الأحكام ثلاث سنوات سجناً، وسبق لدفاعه أن طالب بحضور بوتفليقة إلى المحاكمة، لتنظيم مواجهة بينهما على أساس أن غول كان ينفذ قراراته وسياساته في مجال الاستثمارات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.