{أوبك بلس} تبدأ تقليص تخفيضات إنتاج النفط القياسية في أغسطس

الأسواق تستقر تدريجياً... والأسعار فوق 40 دولاراً للبرميل

وزير الطاقة السعودي تولى مفاوضات أكبر اتفاق لتخفيضات النفط في التاريخ بنجاح كبير (رويترز)
وزير الطاقة السعودي تولى مفاوضات أكبر اتفاق لتخفيضات النفط في التاريخ بنجاح كبير (رويترز)
TT

{أوبك بلس} تبدأ تقليص تخفيضات إنتاج النفط القياسية في أغسطس

وزير الطاقة السعودي تولى مفاوضات أكبر اتفاق لتخفيضات النفط في التاريخ بنجاح كبير (رويترز)
وزير الطاقة السعودي تولى مفاوضات أكبر اتفاق لتخفيضات النفط في التاريخ بنجاح كبير (رويترز)

تعتزم {أوبك بلس} بدء تقليص تخفيضات إنتاج النفط القياسية لدولها، من أغسطس (آب) المقبل، بعد نجاح جهود المجموعة في قيادة السوق للاستقرار نوعا ما، في ظل أوضاع استثنائية مرتبطة بجائحة «كورونا»، والتأثيرات مباشرة على الاقتصاد العالمي.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا سيقلصون تخفيضات إنتاج قياسية بداية من أغسطس مع تعافي الاقتصاد العالمي ببطء من جائحة فيروس «كورونا».
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يُعرف بـ{أوبك بلس}، الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا منذ مايو (أيار) أو عشرة في المائة من الإمدادات العالمية بعد أن قوض الفيروس ثلث الطلب العالمي.
وبعد يوليو (تموز) من المقرر أن تُقلص التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل يوميا حتى ديسمبر (كانون الأول). وقال الأمير عبد العزيز إن التخفيضات الفعلية ستكون أكبر مع تعويض دول مستوى الإنتاج المرتفع في الشهور السابقة.
ووفق وزير الطاقة السعودي، فإن تخفيضات النفط الفعلية في أغسطس ستتراوح من 8.1 مليون إلى 8.2 مليون برميل يوميا، بفضل تعويض إنتاج زائد من العراق ونيجيريا وأنغولا وروسيا وكازاخستان.
وقال الأمير عبد العزيز إنه في ظل التحرك صوب المرحلة المقبلة من الاتفاق، فإن فائض الإمدادات الناجم عن التخفيف المقرر لخفض إنتاج النفط سيتم استيعابه بفضل استمرار الطلب على مسار التعافي.
جاء ذلك، خلال الاجتماع العشرين للجنة المراقبة الوزارية المشتركة عبر الفيديوكونفرنس، برئاسة الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، والرئيس المشارك ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي.
واستعرضت اللجنة التقرير الشهري الذي أعدته لجنتها الفنية والتطورات في سوق النفط العالمي منذ اجتماعها الأخير في 18 يونيو (حزيران) الماضي. كما نظرت اللجنة في آفاق السوق للنصف الثاني من عام 2020 وعام 2021.
وأشارت اللجنة إلى نسب التزام الدول المشاركة بتخفيضات الإنتاج بنسبة 107 في المائة لشهر يونيو. واستعرضت مستويات المطابقة الفردية للدول، وأكدت من جديد أهمية التزام جميع الدول المشاركة بتحقيق نسبة الالتزام الكاملة وتعويض أي نقص في خطط التعويض المقدمة إلى اللجنة.
وشددت على أن تحقيق الالتزام بنسبة 100 في المائة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها من جميع الدول المشاركة ليس عادلاً فحسب، بل هو أمر حيوي لجهود إعادة التوازن الجارية، وللمساعدة على تحقيق استقرار سوق النفط على المدى الطويل. وأعربت اللجنة عن تقديرها للتخفيضات الطوعية الإضافية التي قدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت لنجاح الاتفاق التاريخي. ورحبت اللجنة بمشاركة أنغولا والغابون وجنوب السودان والكونغو، وكررت أهمية التزم هذه الدول بتخفيضات {أوبك بلس} وخطط التعويض.
وانتعشت أسعار النفط لنحو 43 دولارا للبرميل من أدنى مستوى في 21 عاما عند ما يقل عن 16 دولارا للبرميل في أبريل (نيسان).
وأتاح تعافي سعر الخام لبعض المنتجين الأميركيين استئناف الإنتاج. وتعتمد أوبك وروسيا اعتمادا كبيرا على إيرادات النفط ولكن لن تحرصا على دفع الأسعار للصعود كثيرا كي لا تدعما نمو إنتاج النفط الأميركي المنافس.
ويوم الثلاثاء، قالت أوبك إنها تتوقع تعافي الطلب العالمي بمقدار سبعة ملايين برميل يوميا في 2021 بعد هبوطه بواقع تسعة ملايين هذا العام. لكنها أضافت أنها تتوقع أيضا زيادة إمدادات أوبك بواقع ستة ملايين برميل يوميا إضافية العام المقبل بينما يظل الإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا ثابتا إلى حد بعيد.
وقال الأمير عبد العزيز إن صادرات النفط السعودية ستظل في أغسطس عند نفس مستواها في يوليو بسبب أن الإنتاج الإضافي الذي ستضخه المملكة ويبلغ حوالي 0.5 مليون برميل يوميا سوف يُستهلك محليا. وتدرس {أوبك بلس} دراسة تقول إن «موجة قوية» ثانية لفيروس «كورونا» قد تؤدي إلى هبوط الطلب على النفط في 2020 بمقدار 11 مليون برميل يوميا، مقارنة مع انخفاض قدره 9 ملايين برميل يوميا في التوقعات الحالية.
في الأثناء قال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إن التوازن يعود تدريجيا إلى أسواق النفط العالمية بعد الصدمات التي شهدتها أثناء الإغلاقات التي فرضتها الحكومات حول العالم لاحتواء فيروس «كورونا». وأضاف أنه من المتوقع أن تستقر أسعار النفط حول 40 دولارا للبرميل في الأشهر المقبلة.


مقالات ذات صلة

القصبي: الرقمنة أحدثت تحولاً في التجارة العالمية

الاقتصاد وزير التجارة السعودي يتحدث خلال أعمال ورشة العمل (حسابه على إكس)

القصبي: الرقمنة أحدثت تحولاً في التجارة العالمية

أكد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة السعودي، أن التبني العالمي المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في التجارة، وجعلها أكثر كفاءة وموثوقية وشفافية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«السعودية للاستثمار الجريء» تستثمر في صندوق رائد فنتشرز للشركات الناشئة التقنية

أعلنت السعودية للاستثمار الجريء عن استثمارها في صندوق رائد الثالث الذي تديره شركة رائد فنتشرز، حيث يستهدف الاستثمار في الشركات الناشئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تقرير المؤتمر الدولي لسوق العمل عَكَسَ التزام السعودية بتطوير قواها العاملة (واس)

تقرير دولي: السعودية تفوَّقت في معالجة تحديات سوق العمل

حقَّقت السعودية تفوقاً في معالجة تحديات أسواق العمل، ودعم جهود تحسين المهارات، وإعادة التأهيل، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن المؤتمر الدولي لسوق العمل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد اجتماعات وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي مع المسؤولين في القاهرة (الشرق الأوسط)

مباحثات سعودية - مصرية في فرص التكامل بالصناعات الاستراتيجية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، مع وزراء ومسؤولين في مصر، الفرص الاستثمارية المتبادلة في القطاعات الصناعية الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تتجه لإنشاء محاكم متخصصة لدعم البيئة الاستثمارية

علمت «الشرق الأوسط»، أن السعودية تدرس حالياً الانتقال إلى مرحلة جديدة، تُعزز البيئة الاستثمارية في البلاد، من خلال إنشاء محاكم متخصصة.

بندر مسلم (الرياض)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)
مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)
TT

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)
مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال (15.2 مليار دولار)، لأكثر من 10 قطاعات مستهدفة.

وينظم الحدث غرفة منطقة المدينة المنورة تحت شعار «استثمر في المدينة»، بمقرها الرئيس على مدار يومين، ويتضمن المنتدى عدة برامج وفعاليات و4 جلسات حوارية متخصصة في عدة محاور تسلط الضوء على «الاستراتيجية الوطنية للاستثمار».

ويستعرض المنتدى أبرز المنجزات والمشاريع التنموية والاستثمارية في المدينة المنورة، وأهم القطاعات الواعدة، والمزايا النسبية والتنافسية، ودورها في دعم الاستثمار، وعدة محاور تهتم بتطوير وتنمية أنشطة الضيافة والخدمات اللوجستية، والقطاعين الزراعي والعقاري في المنطقة.

كما يهدف المنتدى إلى معرفة الفرص الاستثمارية بالمدينة المنورة، وخلق شراكات استثمارية، واستقطاب الاستثمارات، وعرض الحلول والبرامج التمويلية للمستثمرين، والتعريف بخدمات قطاع الأعمال بالمنطقة للمشاريع التنموية الكبرى.

ويستهدف المنتدى عدة فئات، أهمها المستثمرون داخل المملكة وخارجها، والجهات الحكومية، والجهات التنموية الكبرى، والقطاع الخاص، والجهات الاستثمارية والمؤسسات المالية، والشركات الاستشارية وبيوت الخبرة.

يشار إلى أن «الاستراتيجية الوطنية للاستثمار» تهدف إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال (103.5 مليار دولار) سنوياً، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل إلى نحو 1.7 تريليون ريال (453 مليار دولار) سنوياً، بحلول عام 2030.

كما تعمل الاستراتيجية على زيادة حجم وكفاءة الاستثمارات في السعودية من أجل تحفيز النمو الاقتصادي تماشياً مع «رؤية 2030» في مختلف القطاعات ذات الأولوية مع إسناد دور أكبر إلى القطاع الخاص المحلي والأجنبي.