صورة كلب بومبيو تثير تساؤلات... هل تحمل إهانة للصين؟

تغريدة بومبيو تضمنت صورة لكلبه ميرسر وبجواره لعبة للشخصية الكارتونية الشهيرة ويني ذا بو (تويتر)
تغريدة بومبيو تضمنت صورة لكلبه ميرسر وبجواره لعبة للشخصية الكارتونية الشهيرة ويني ذا بو (تويتر)
TT

صورة كلب بومبيو تثير تساؤلات... هل تحمل إهانة للصين؟

تغريدة بومبيو تضمنت صورة لكلبه ميرسر وبجواره لعبة للشخصية الكارتونية الشهيرة ويني ذا بو (تويتر)
تغريدة بومبيو تضمنت صورة لكلبه ميرسر وبجواره لعبة للشخصية الكارتونية الشهيرة ويني ذا بو (تويتر)

أثار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجدل في الصين بنشره تغريدة تتضمن صورة لكلبه ميرسر وبجواره لعبة للشخصية الكارتونية الشهيرة «ويني ذا بو»، وتساءل بعض رواد مواقع التواصل في الصين «هل تحمل تلك التغريدة رسالة سخرية من بومبيو للحكومة الصينية؟».
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن الاهتمام بتلك التغريدة يرجع إلى أن «ويني ذا بوه» هو لقب مسيء يطلق على الرئيس الصيني شي جينبينغ، وتفرض السلطات الصينية رقابة على المواد المتعلقة بهذه الشخصية الكارتونية.
https://twitter.com/mikepompeo/status/1283197610757632001
وأوضحت أن مستخدمي الإنترنت الصينيين لجأوا إلى طرق مبتكرة لانتقاد رئيسهم حيث نشروا في عام 2013 صورا للرئيس الصيني مع الدب الشهير بفرض الشبه بينهما، ولاقت تلك المقارنة انتشارا في العالم؛ نظراً لصعوبة نجاح الرقباء الصينيين في محو كل المحتوى المتعلق بهذا الدب دون إثارة السخرية.
وسبق أن نجحت تلك الطريقة من قبل، حيث لقب بعض المعارضين الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين بـ«الضفدع».
وتقوم السلطات الصينية بمواجهة هذا بإظهار نتائج محددة عند البحث عن الدب الكارتوني، وسحبت في عام 2019 لعبة تايوانية لهذا السبب.

وبحسب «بي بي سي»، فمن الممكن أن تكون تغريدة بومبيو لا تحمل رسائل معينة ولكن هناك أسباب قد لا تجعلها كذلك، فمستخدمو الإنترنت الصينيون لا يكنون كثيرا من الحب لمايك بومبيو ويعتبرونه «شريرا وملكا للأكاذيب»، مثلما تصفه وسائل الإعلام في بلادهم؛ نظرا لانتقاداته تعامل بكين مع أزمات مثل فيروس «كورونا» وهونغ كونغ.
وتابعت أن بومبيو ربما اختار الكلب تحديداً؛ نظرا لأن الصين تشير بها له ولبلاده لأن كلمة «كلب» في اللغة الصينية تطلق على الأشخاص أو البلاد التي تعتبر عدوانية أو وحشية.
وعندما ألقت كندا القبض على المسؤولة الكبيرة بشركة هواوي الصينية، منغ وانزهو، بناء على طلب من الولايات المتحدة، لُقّبت كندا في الصين بـ«ساق كلب أميركا».
وقد استخدم المتظاهرون في هونغ كونغ كلمة «كلب» كمصطلح مسيء لضباط الشرطة.



شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».