«أطباء» مصر: الوفيات بين الكوادر بلغت 112 حالة

الجائحة تتسبب في شد وجذب بين النقابة والحكومة

رئيس الوزراء المصري مع الطاقم الطبي لمستشفى أسوان التخصصي أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري مع الطاقم الطبي لمستشفى أسوان التخصصي أمس (الحكومة المصرية)
TT

«أطباء» مصر: الوفيات بين الكوادر بلغت 112 حالة

رئيس الوزراء المصري مع الطاقم الطبي لمستشفى أسوان التخصصي أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري مع الطاقم الطبي لمستشفى أسوان التخصصي أمس (الحكومة المصرية)

بعد انتقادات متبادلة وشد وجذب بين الجانبين في خضمّ أزمة انتشار فيروس «كورونا المستجد»، سعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس، إلى احتواء احتقان أظهره أطباء مصريون ونقابتهم العامة، معرباً في تصريحات خلال زيارته لمنشآت طبية في محافظة أسوان (جنوب البلاد) عن «تقديره لكل أفراد الأطقم الطبية، وما بذلوه من جهد خلال أزمة فيروس (كورونا)».
وشهد الشهر الماضي، أزمتين بين النقابة العامة للأطباء والحكومة، تمثلت الأولى في خلاف علني بين المؤسسة المستقلة، ووزارة الصحة، بسبب شكوى الأولى من عدم توفير الاحتياجات الطبية وسقوط أعضائها ضحايا «الإهمال»، لكنّ مدبولي تدخل واستضاف النقيب حسين خيري، وتعهد خلال اللقاء بتلبية مطالبه. غير أن أزمة ثانية نشبت على خلفية تصريحات لمدبولي نفسه، ورأت النقابة أنها حمّلت الأطباء مسؤولية عن «ازدياد الوفيات جراء كورونا»، واعتبرت أن تصريحات رئيس الوزراء «تؤجج حالة الغضب ضد الأطباء».
وتفقد مدبولي، أمس، مستشفى أسوان التخصصي، الذي تم تخصيصه كمستشفى عزل صحي بعد تفشي فيروس «كورونا»، وبعدما راجع «الإجراءات التي يتم اتخاذها بالمستشفى للتعامل مع الحالات المصابة، ومدى توافر المستلزمات الطبية، أجرى حواراً مع أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى، اطمأن خلاله على سير العمل، وأثنى على الجهود المضنية التي يقوم بها أفراد الطاقم»، حسب بيان رسمي.
وأضاف مدبولي مخاطباً الطواقم الطبية: «ما تفعلونه سيُكتب في التاريخ، وفي ميزان حسناتكم، ربنا يقويكم ويوفقكم، كل الدعم لكم، وكلكم فوق رأسنا، وكل واحد بيجتهد فوق راسنا وله كل تقدير واحترام».
كما كتب مدبولي في دفتر زيارات المستشفى: «شرُفت اليوم بزيارة مستشفى (أسوان التخصصي) وأود أن أعبر عن جزيل شكري وتقديري واحترامي لكافة أفراد الأطقم الطبية الذين قاموا وما زالوا يقومون بواجبهم المقدس في رعاية المصابين والمرضى بفيروس (كورونا) بكل همة وضمير وكفاح، مرة أخرى كل تقديري وتحياتي لكم جميعاً... وتمنياتي بدوام التوفيق».
وحتى أمس، أعلنت نقابة الأطباء، بلوغ عدد الوفيات من الأطباء المصابين بـ«كورونا» إلى 112 شخصاً، مشيرةً إلى أن تلك الإحصائيات تعتمد فقط على ما يَرد إليها من بلاغات من أهالي الضحايا، وليس كل حالات الوفاة.
وحسب بيان حكومي، فقد أجرى مدبولي، أمس «حواراً مع بعض المتعافين واطمأن على توفير الخدمات المقدمة لهم»، والتقط أعضاء الفريق الطبي للمستشفى صورة جماعية مع رئيس الوزراء.
وتضمنت جولة رئيس الحكومة، أعمال تطوير وحدة صحية محلية، استعداداً لتطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل بالمحافظة.
وأكد مدبولي أن «الدولة تضع ملف الصحة على أجندة الأولويات، وهناك اهتمام كبير بتوفير خدمة صحية متميزة لمواطني المحافظات المختلفة».
في غضون ذلك، أظهرت الإحصائيات الرسمية المسجلة للمصابين بفيروس «كورونا في البلاد» استمرار الثبات النسبي للمعدلات، والمتواصل على مدار الأيام الماضي، وأعلنت وزارة الصحة والسكان، مساء أول من أمس، عن رصد 931 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، فضلاً عن وفاة 77 حالة جديدة.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، إن «معدل الحالات المصابة بفيروس كورونا يتناقص»، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية أمس، أنه «من الضروري الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، وذلك من خلال ارتداء الكمامات والابتعاد عن التجمعات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.