صور الأقمار الصناعية تكشف زيادة مياه خزان «سد النهضة»

صورة بالقمر الصناعي التقطت الأحد تظهر امتلاء خزان السد الإثيوبي (أ.ب)
صورة بالقمر الصناعي التقطت الأحد تظهر امتلاء خزان السد الإثيوبي (أ.ب)
TT

صور الأقمار الصناعية تكشف زيادة مياه خزان «سد النهضة»

صورة بالقمر الصناعي التقطت الأحد تظهر امتلاء خزان السد الإثيوبي (أ.ب)
صورة بالقمر الصناعي التقطت الأحد تظهر امتلاء خزان السد الإثيوبي (أ.ب)

كشفت صور جديدة بالأقمار الصناعية نشرتها وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، زيادة مياه الخزان الكامن وراء «سد النهضة» الإثيوبي الذي ترفض أديس أبابا التفاهم مع مصر والسودان على آلية لملئه.
وتتزامن الصور مع إعلان إثيوبيا ومصر والسودان أن الجولة الأحدث من المفاوضات حول المشروع المثير للجدل انتهت، أمس (الاثنين)، من دون اتفاق. وقالت إثيوبيا إنها ستبدأ في ملء خزان السد هذا الشهر حتى من دون اتفاق، وهو ما سيزيد من حدة التوترات.

غير أن المحلل في «مجموعة الأزمات الدولية» ويليام دافيسون قال لوكالة «أسوشيتد برس» إن الخزان المتضخم الذي التقطه القمر الصناعي «سينتينل -1» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الأحد الماضي، من المحتمل أن يكون «تراكماً طبيعياً للمياه خلف السد» خلال موسم الأمطار.
وأضاف: «حتى الآن، على حد علمي، لم يكن هناك أي إعلان رسمي من إثيوبيا بالانتهاء من جميع أقسام البناء اللازمة لإكمال إغلاق جميع المنافذ والبدء في حجز المياه في الخزان».
غير أنه لفت إلى أن الموعد الإثيوبي المعلن لبدء حجز المياه وملء الخزان هو منتصف الشهر الحالي، بالتزامن مع غمر موسم الأمطار النيل الأزرق.
ولم يعلق المسؤولون الإثيوبيون على الفور على الصور اليوم. لكن الانتكاسة الأخيرة في المحادثات بين الدول الثلاث تقلص الآمال في التوصل إلى اتفاق قبل أن تبدأ أديس أبابا في ملء الخزان.

ويخشى خبراء من أن بدء ملء السد من دون اتفاق يمكن أن يدفع إلى حافة الصراع العسكري. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، في مقابلة مع قناة «دي إم سي» المصرية إن «جميع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل لم تأت بأي نتيجة». وحذر من أن مصر قد تضطر إلى مناشدة مجلس الأمن الدولي مرة أخرى للتدخل في النزاع، وهو احتمال ترفضه إثيوبيا، مفضلة الهيئات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي للتوسط.
وقالت وزيرة المياه والري والطاقة الإثيوبية سيليشي بيكيلي في تغريدة مساء أمس: «رغم التقدم، إلا أنه لم يتم تحقيق اختراق» في المفاوضات.

واتفقت الدول على أنها سترسل تقاريرها إلى الاتحاد الأفريقي وتجتمع مرة أخرى في غضون أسبوع لتحديد الخطوات التالية.
وأكد وزير الري السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحافي، أمس، أن الأطراف «حريصة على إيجاد حل»، لكن الخلافات الفنية والقانونية مستمرة بشأن ملء السد وتشغيله. ورأى أن الأهم هو الأسئلة المتعلقة بكمية المياه التي ستطلقها إثيوبيا في اتجاه المصب في حالة حدوث جفاف لسنوات عدة، وكيف ستحل البلدان أي نزاعات مستقبلية.
وكشف عضو في اللجنة القانونية السودانية في مفاوضات السد أن 70٪ إلى 80٪ من المفاوضات تحولت إلى التركيز على مسألة ما إذا كان الاتفاق ملزماً من الناحية القانونية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.