تركيا تحاول فتح ثغرة مع مصر للتعاون في شرق المتوسط

انتقدت موقف أوروبا من التنقيب وملف الانضمام

TT

تركيا تحاول فتح ثغرة مع مصر للتعاون في شرق المتوسط

أكدت تركيا أن سياستها بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ثابتة ومعلنة، وأنها ستبدأ التنقيب قريباً في منطقة بشرق المتوسط، أتاحتها لها مذكرة التفاهم في مجال الحدود البحرية مع ليبيا، وأن هناك مفاوضات أجريت مع مصر على مستوى الخبراء، لأن هناك مصالح كثيرة لأنقرة والقاهرة في المنطقة.
وانتقدت تركيا، في الوقت ذاته، موقف الاتحاد الأوروبي من أنشطتها في شرق المتوسط، ومن تعاملها مع ملف مفاوضات انضمامها إليه.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس: «سياستنا في شرق البحر المتوسط ثابتة ومعلنة، وكذلك سياستنا بخصوص ليبيا، بناء على الاتفاقات التي وقّعناها فيما بيننا».
وأضاف أن اليونان وقبرص نشرتا خريطة للحدود البحرية في المتوسط، ولكن وفق هذه الخريطة لم تترك لنا أي شيء في المتوسط، ولا يمكن قبولها بأي حال. لافتاً إلى أن اليونان تحاول حصر تركيا في جزء ضيق في البحر المتوسط، ولذلك وقعت اتفاقية مع مصر وقبرص وإسرائيل، لكن دول المنطقة يجب أن تعلم أنه يجب تقاسم الثروات بين الجميع وأن تركيا عرضت وجهة نظرها، سواء من خلال الحضور في المنطقة أو على طاولات التفاوض.
وقال جاويش أوغلو إن هناك مصالح مشتركة متعددة بين مصر وتركيا، وإنهما يتبادلان وجهات النظر، وجرت اتصالات على مستوى الخبراء في هذا الشأن. وأبدى الاتحاد الأوروبي، أمس، قلقه واستياءه حيال سلوك تركيا في شرق البحر المتوسط، وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان. وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد، جوزيب بوريل، قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل: «علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في الوقت الحاضر، وسيشكل ذلك أبرز نقطة على جدول الأعمال اليوم». وزار بوريل أنقرة قبل أسبوع، وأجرى محادثات خيم عليها التوتر مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
لكن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي شددوا على أهمية الشراكة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولا سيما ما يتعلق بملف اللاجئين والهجرة غير الشرعية. وطالبت فرنسا، التي يخيم توتر على علاقاتها مع تركيا، بمحادثات داخل الاتحاد الأوروبي، بهدف توضيح الموقف الواجب اعتماده حيال تركيا. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، حذّر خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثاته مع بوريل في أنقرة، من تصعيد العقوبات على تركيا، وانتقد ربط الاتحاد الأوروبي مسألة الهجرة بالتوتر في شرق المتوسط، وحذّر أنه إذا لم يتم تحقيق تقدم في المحادثات فإن «تركيا ستستمر بعدم توقيف الراغبين في التوجه إلى أوروبا». وفي مقال بصحيفة «بوليتيكو» الأميركية نشر أمس، اعتبر أوغلو أن امتناع بعض الدول الأوروبية عن التعامل بإيجابية ومرونة مع القضايا ذات المستوى الاستراتيجي العالي يضيّق نطاق التعاون بين أنقرة والاتحاد الأوروبي. وأشار إلى وجود كثير من المصالح والأهداف الاستراتيجية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأن تركيا تشكل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وأن «أوروبا ستكون أكثر أمناً بفضل الإسهامات التركية». وأضاف أن مهمة تحقيق السلام والتنمية الدائمين في المنطقة، ليست موكلة على عاتق تركيا فقط، داعياً الجميع لتحمل مسؤولياته التاريخية والأخلاقية.
وتابع أوغلو أن بلاده أصيبت بخيبة أمل حيال ملف انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى وجوب اتباع الاتحاد الأوروبي استراتيجيات بنّاءة في تعامله مع تركيا وتفضيل مبدأ الربح المتبادل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».