الطائرات الورقية في مصر... من الترويح إلى الملاحقات الأمنية

بعد أيام من التحليق في مرمى السماء، تحوّلت الطائرات الورقية في مصر أخيراً، من لعبة للترويح عن النفس فرضتها «عزلة كورونا» إلى لعبة تسببت في وقوع حوادث، استوجبت الملاحقات الأمنية لمن يقوم بتصنيعها، وسط مطالب برلمانية بـ«تقنين استخدامها، وتخصيص أماكن محددة للعب بها، تكون بعيدة عن أسطح البنايات».
وفرضت الطائرات الورقية حضورها كوسيلة ترفيهية بسيطة وغير مكلفة، منذ بدايات أشهر «العزل المنزلي» في مصر بسبب فيروس «كورونا»؛ إلا أنها وفي تبدل حال مصيري، بدأت تتوالى بسببها أخبار من أماكن ومحافظات مُتفرقة ترتبط بحوادث وإصابات، ما أدرج الطائرة الورقية ضمن الألعاب الخطرة التي تستلزم الحظر وضبط اللاعبين بها، حتى إن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية بدأت حملات متفرقة لضبط مُصنعي وحائزي الطائرات الورقية، ولا سيما بعد تكرار الحوادث التي تسببت فيها تلك اللعبة الهوائية، ما بين سقوط للاعبين بها من أعلى بنايات، والتعرض للصعق بالكهرباء، حتى مشاجرات دامية بين لاعبي الطائرات.
وقد فتح الحظر و«العزل المنزلي» الذي فرضته الحكومة المصرية في محاولة للسيطرة على انتشار «كورونا» منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، سوقاً لبيع الطائرات الورقية بشكل كبير، التي تتراوح أسعارها ما بين 20 إلى 500 جنيه مصري (31 دولاراً)، لتستطيع جذب الأنظار بوصفها لعبة تقليدية، مصنوعة من أكياس البلاستيك والخيوط والخشب أو جريد النخل؛ ولكنها استطاعت خلق حضور وسط سطوة الألعاب الإلكترونية الحديثة.
وقد حلّق صدى الطائرات الورقية فوق قبة البرلمان المصري بعد تحذيرات من نواب في مجلس النواب (البرلمان) من مخاطر تلك الطائرات الورقية، منهم النائبة فايقة فهيم، التي طالبت بـ«تقنين استخدام الطائرات الورقية، أو اللعب بها في جميع المحافظات المصرية». وتقول فهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «الطائرات الورقية لعبة تقليدية قديمة، ولكنها فيما مضى لم تكن تثير نوعية الحوادث التي صارت تحدث تلك الأيام، ومعظمها بين الأطفال والشباب، خاصة مع عدم ملاءمة الأسطح الحديثة ذات الأسوار المنخفضة لصعود الأطفال واللعب فوقها بالطائرات، ما تسبب في حوادث خطيرة، وكذلك تسبب تزاحم الطائرات في الاشتباك بأعمدة كهربائية، والمشاجرات العنيفة بين أصحاب الطائرات، وجميعها مظاهر لم تكن موجودة قديماً، ما يجعلنا نتساءل عن كيفية السيطرة على تلك المشكلات، خاصة في وقت حرج ما زلنا نعيش فيه مخاطر التجمعات في ظل وباء (كورونا)».
وتضيف فهيم: «نطالب بتقنين أماكن اللعب بالطائرات الورقية، بحيث تكون لها أماكن لعب محددة في ساحات مخصصة، وليست بشكل عشوائي فوق أسطح المنازل، أو وسط أماكن السير المزدحمة، أو على طرق صحراوية تصعب بها مجال رؤية حركة السيارات السريعة، أو أعلى الكباري، كما شاهدنا أخيراً كورنيش الإسكندرية».
وكانت الصفحة الرسمية لمحافظة الإسكندرية قد نشرت على موقع «فيسبوك»، قراراً بحظر استخدام الطائرات الورقية بطريق الكورنيش حفاظاً على سلامة المواطنين بعد وقوع عدد من الحوادث... وشمل القرار توقيع غرامة مالية لا تقل عن 300 جنيه (نحو 19 دولاراً) ولا تزيد عن 1000 جنيه (62.5 دولاراً) على المخالف أو على ولي أمره حال عدم تجاوزه 18 عاماً. وفي الوقت نفسه، تُكثف السلطات في العاصمة القاهرة والأجهزة الأمنية المعنية بالقاهرة توجيه حملات لضبط مُصنعي وتُجار وحائزي الطائرات الورقية، وضبطت حتى الآن أكثر من 300 طائرة ورقية، حسب تقارير صحافية.