مواقف لبنانية رافضة لتحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد... والبطريرك الماروني مصدوم بـ«القرار»

مواقف لبنانية رافضة لتحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد... والبطريرك الماروني مصدوم بـ«القرار»
TT
20

مواقف لبنانية رافضة لتحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد... والبطريرك الماروني مصدوم بـ«القرار»

مواقف لبنانية رافضة لتحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد... والبطريرك الماروني مصدوم بـ«القرار»

استنكر مسؤولون وشخصيات لبنانية إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد.
وأعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن «صدمته حيال مرسوم تحويل متحف (آيا صوفيا) في إسطنبول إلى مسجد، بعدما كان متحفاً افتتحه الرئيس أتاتورك في نوفمبر (تشرين الثاني) 1934».
وقال الراعي: «معلوم أن (آيا صوفيا) كانت كنيسة للمسيحية الأرثوذكسية منذ القرن السادس حتى عام 1452، عندما افتتح الأتراك العثمانيون المدينة تحت حكم السلطان محمد الثاني، المعروف باسم الفاتح».
وأضاف: «هذا القرار الذي واجهته انتقادات عالمية يؤكد في المقابل قيمة لبنان - العيش المشترك، حيث الاحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين في الدين والثقافة والعقائد ودور العبادة».
وكتب النائب الأرمني الأصل هاكوب ترزيان (عضو التكتل الموالي للرئيس اللبناني ميشال عون)، على حسابه في «تويتر»، قائلاً: «‏لوم المجرم على فعلته يضعك في مكان المخطئ عملياً، اللوم يقع على عاتق المجتمع الدولي والأوروبي لعدم ردعه هذا الجرم؛ تركيا العثمانية خسرت الحرب العالمية الأولى، ولم تسترجع منها حقوق شعوب المنطقة من أراضٍ ومقدسات، والنتيجة: الإبادة والإجرام مستمر، واليوم الضحية كاتدارئية (آيا صوفيا)».
بدوره، قال النائب في تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية)، وهبي قاطيشا، عبر حسابه على «تويتر»، إن «تركيا ليست بحاجة إلى إضافة مسجد (آيا صوفيا) إلى عشرات الآلاف من المساجد فوق أراضيها؛ هي بحاجة إلى انفتاح رئيسها على حضارات العالم».
كذلك سأل النائب في «الجمهورية القوية»، عماد واكيم: «أي إنجاز هذا؟ (آيا صوفيا) ستبقى كاتدرائية بهندستها البيزنطية، بحجارتها، بتاريخها العريق»، مضيفاً على حسابه على «تويتر»: «مبروك عداوة العالم المتحضر بأسره، بجميع أديانه ومشاربه، ومنهم الإسلام المؤمن. مبروك عداوة الحضارة والثقافة والإنسان».
ومن جهته، دعا الوزير النائب السابق في كتلة الرئيس سعد الحريري، عاطف مجدلاني، إلى تصحيح الخطيئة في حق «آيا صوفيا»، وقال إن «الخطيئة التي ارتكبها إردوغان في تغيير هوية كنيسة (آيا صوفيا) التي كانت تعد واحداً من أهم المتاحف الدينية في العالم، بالنظر إلى قيمتها الدينية والأثرية والحضارية والتاريخية، مست مشاعر كل المسيحيين عموماً، وأبناء الطوائف الشرقية خصوصا، وهم أحفاد المؤمنين الذين بنوا هذه الكنيسة في القسطنطينية».
وأضاف: «هذه الكنيسة هي بيت الله، وقد بقيت كذلك عندما تم تحويلها إلى مسجد، ولكن بقرار تركي حكيم صدر في عام 1934، أصبح هذا المعلم الديني متحفاً، وتحول بذلك من موقع ديني مسيحي في الحقبة الأولى، وموقع ديني إسلامي في الحقبة الثانية، إلى موقع محايد يحمل إرث الديانتين معاً، بحيث أصبح قبلة الأنظار، ومقصداً سياحياً ثقافياً راقياً للمسيحيين والمسلمين على السواء».
ورأى أنه «ينبغي على القيادات الأرثوذكسية، الروحية والسياسية، ومعها القيادات الإسلامية المؤمنة بالتماهي بين الديانات السماوية المتسامحة، وهي تشكل أكثرية بلا شك، أن تتحرك معاً للضغط، حيث ينبغي إعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة (آيا صوفيا) إلى موقعها الحضاري المميز الذي يجمع المسيحيين والمسلمين، بدلاً من جعلها أداة تفرقة بين المؤمنين من الديانتين، المسيحية والإسلامية».
نيشان يجدد انتقاده

وفي الإطار نفسه، جدد الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان انتقاده لإردوغان، بعدما سبق أن وصفه بـ«العثماني الخبيث»، متحدثاً في برنامجه التلفزيوني عن المجازر والمذابح التي ارتكبها العثمانيون بحق طائفة الأرمن، بعد تلقي رسالة من أحد المتابعين يصفه باللاجئ في لبنان، لكون أصوله أرمينية.
وكتب على حسابه على «تويتر»، قائلاً: «كما استنكرت تحويل مسجدي إشبيلية وقرطبة إلى كنائس، اليوم صوتي يعانق ملايين الأصوات التي تستنكر تحويل كاتدرائية (آيا صوفيا) إلى مسجد»، مضيفاً: «الاعتداء على مُقدسات المساجد والكنائس مُدان؛ تحويل كنيسة (آيا صوفيا) إلى مسجد لن يجعل منك خليفة المؤمنين»، واصفاً إياه بـ«الخبيث».
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت، يوم الخميس الماضي، بأن النيابة العامة الاستئنافية في بيروت ادعت، بناء على الإخبار المقدم، إلى جانب النيابة العامة التمييزية، على ديرهاروتيونيان، وأحالته للمحاكمة أمام غرفة المطبوعات في بيروت، وحددت الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً لبدء المحاكمة.



مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار أميركيا يدعو لنهاية الحرب في أوكرانيا

مجلس الأمن خلال جلسة مناقشة مشروع القرار الأميركي (أ.ف.ب)
مجلس الأمن خلال جلسة مناقشة مشروع القرار الأميركي (أ.ف.ب)
TT
20

مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار أميركيا يدعو لنهاية الحرب في أوكرانيا

مجلس الأمن خلال جلسة مناقشة مشروع القرار الأميركي (أ.ف.ب)
مجلس الأمن خلال جلسة مناقشة مشروع القرار الأميركي (أ.ف.ب)

اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء اليوم الاثنين مشروع قرار أميركيا بشأن أوكرانيا، بعد رفض تعديلات روسية وأخرى أوروبية على مشروع القرار.

وأقر المجلس مشروع القرار الأميركي الذي يدعو «لنهاية سريعة للصراع وتحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا»، بموافقة عشرة أعضاء وامتناع الخمسة الباقين عن التصويت. وقالت دوروثي شيا ممثلة أميركا بعد اعتماد المشروع إن «قرار مجلس الأمن خطوة أولى يجب أن نستغلها لبناء مستقبل يسوده السلام لأوكرانيا وروسيا»، مؤكدة أن القرار «يضعنا على مسار السلام».

كانت شيا قد صرحت قبل اعتماد مشروع القرار بأن «هناك إمكانية لتهيئة الظروف لإنهاء الحرب في القارة الأوروبية». وحثت شيا أعضاء المجلس على المساعدة في إنهاء المعاناة وإبعاد العالم عن «شفير الهاوية»، مشيرة إلى أن «حجم المعاناة مذهل ويقرب العالم من مواجهة نووية وبروز شبح الخطر والدمار».

من جانبها قالت ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن إنه لا يمكن أن تكون هناك مساواة بين روسيا وأوكرانيا في الطريقة التي يشير فيها المجلس للحرب، مؤكدة أن «السلام يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة وسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا». وأضافت «يجب أن يكون المجلس واضحا في تعبيره عن أصل هذه الحرب، إن كنا نريد إيجاد مسار لسلام مستدام».

أما ممثل روسيا فاسيلي نيبنزيا فقد أكد أن موسكو تقدر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الأزمة الأوكرانية «ذات جذور عميقة». وقال مندوب فرنسا إنه لن يكون هناك سلام واستقرار «إن ساد قانون الغاب»، مضيفا أن السلام المرجو يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا.