غرينوود... مهاجم صاعد حان الوقت ليفجر موهبته

خريج أكاديمية مانشستر يونايتد للناشئين أثبت أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة

غرينوود في المنتصف يسدد محرزاً ثاني أهداف يونايتد في مرمى أستون فيلا (أ.ف.ب)
غرينوود في المنتصف يسدد محرزاً ثاني أهداف يونايتد في مرمى أستون فيلا (أ.ف.ب)
TT

غرينوود... مهاجم صاعد حان الوقت ليفجر موهبته

غرينوود في المنتصف يسدد محرزاً ثاني أهداف يونايتد في مرمى أستون فيلا (أ.ف.ب)
غرينوود في المنتصف يسدد محرزاً ثاني أهداف يونايتد في مرمى أستون فيلا (أ.ف.ب)

رأينا في الأسابيع الأخيرة النجم الإنجليزي الشاب ماسون غرينوود وهو يتألق في صفوف مانشستر يونايتد، وينجح في تسجيل الأهداف في ثلاث مباريات متتالية في الدوري الممتاز، ويصول ويجول داخل الملعب ويمتعنا بفنياته ومهاراته العالية وسرعته الهائلة وتحركاته الواعية داخل المستطيل الأخضر.
وفي الوقت نفسه، تسبب تفشي فيروس «كورونا» في تأجيل نهائيات كأس الأمم الأوروبية وإقامة الجولات المتبقية من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز من دون جمهور... لكن بعيداً عن ذلك، دعونا نتحدث الآن عن غرينوود. فخلال المباراة التي سحق فيها مانشستر يونايتد أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك» بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، قدم غرينوود مستويات رائعة وأحرز هدفاً جميلاً بتسديدة صاروخية من أمام منطقة الجزاء. وخلال عمليات الإحماء قبل بداية المباراة، تمت إعادة الأهداف التي أحرزها غرينوود في الأسابيع الأخيرة، وقال كيلي كتيس لنجم مانشستر يونايتد السابق روي كين، في أثناء الاستوديو التحليلي للمباراة: «أي مستقبل رائع ينتظر هذا الفتى الشاب؟»، ورد كين قائلاً: «بالطبع ينتظره مستقبل مشرق للغاية».
لكننا جميعاً نعلم ما يحدث بمجرد ظهور لاعب إنجليزي شاب لديه موهبة كبيرة، حيث يبدأ الجميع يتحدثون عنه ويضعون ضغوطاً هائلة على كاهله، بالشكل الذي يؤثر عليه بالسلب في نهاية المطاف، بل ربما يئد هذه الموهبة الشابة في مهدها! ففي البداية يبدأ الجميع بالإشادة بهذا اللاعب الشاب، ثم سرعان ما تظهر موجة عاتية من الانتقادات اللاذعة التي لا يتحملها لاعب في مقتبل حياته الكروية ومن دون خبرات كبيرة، وهو ما يؤدي إلى تدمير هذه الموهبة الشابة.
وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن لأي لاعب شاب يمتلك إمكانيات كبيرة أن يتألق في رياضة «تأكل صغارها»، إن جاز التعبير؟ لكن يجب أن نشير هنا إلى أن غرينوود يبدو مختلفاً قليلاً عن باقي المواهب الشابة التي نراها في عالم كرة القدم. ولا نتحدث هنا عن إمكانياته وقدراته داخل المستطيل الأخضر، لأنه لا يزال في بداية مسيرته ولم يسجل سوى تسعة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتألق إلا لمدة أسابيع قليلة في مباريات تقام من دون جمهور أمام أندية متوسطة المستوى. وقد سجل غرينوود أهدافه هذا الموسم في مرمى كل من أستون فيلا، ونوريتش سيتي، وترانمير، وواتفورد، وبرايتون، وبورنموث، ولاسك لينز.
ولكي نضع الأمور في نصابها الصحيح، يجب أن نشير إلى أن النجم الفرنسي كيليان مبابي وهو في نفس عمر غرينوود الآن كان يتلاعب بدفاعات مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، وكان يزاحم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي على جائزة أفضل مهاجم في العالم!
ومن المؤكد أن أي لاعب شاب موهوب يكون بحاجة لبعض الوقت لكي يتأقلم مع الأجواء الجديدة ويتمكن من إظهار قدراته الحقيقية داخل المستطيل الأخضر. وبعد ذلك، دائماً ما يمر هذا اللاعب بفترة انخفاض في المستوى، وعندئذ تتجه أسهم الانتقادات نحوه، فإذا تمكن من تحمل الضغوط فإنه سيعود إلى مستواه السابق ويواصل مسيرته القوية، وإذا لم يتحمل هذه الضغوط فإن مسيرته ستتأثر كثيراً، وربما تنتهي في بعض الحالات.
وفي الدقيقة الثالثة من مباراة مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا، سدد غرينوود الكرة وهو يتعرض لضغط كبير من المدافعين لتذهب الكرة باتجاه الراية الركنية، ويُنهي بذلك سلسلة استثنائية خاصة به، بعدما نجح في تسجيل ثلاثة أهداف من ثلاث تسديدات فقط على المرمى في آخر مباراتين يخوضهما مع الشياطين الحمر.
وتشير الأرقام والإحصائيات الخاصة بغرينوود إلى أنه سدد 15 تسديدة، من بينها ثماني تسديدات على المرمى، كما سجل خمسة أهداف في آخر سبع مباريات. ومن الواضح أن الميزة الأساسية في هذا اللاعب الشاب هو التعامل مع كرة القدم بكل تعقيداتها على أنها لعبة بسيطة وسلسة، وهو ما يظهر من خلال أدائه داخل الملعب.
وقال غاري نيفيل خلال تحليله لأداء غرينوود: «لن يمر وقت طويل قبل أن يعلن غرينوود عن رغبته في اللعب في مركز رأس الحربة». لكن في المباريات التي لعب خلالها غرينوود في مركز الجناح الأيمن مع مانشستر يونايتد، تشير الإحصائيات إلى أنه لعب 11 مباراة، فاز الفريق في عشر منها وتعادل في مباراة واحدة. وفي آخر أربع مباريات له مع مانشستر يونايتد، سجل غرينوود أربعة أهداف وساعد فريقه على الفوز في المباريات الأربع.
وبالتالي، لا يوجد أي سبب يدعو المدير الفني النرويجي لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، لكي يغيّر المركز الذي يلعب به غرينوود، بعدما أثبت هذا اللاعب الشاب أنه يمتلك كل القدرات والمقومات التي تؤهله لتقديم مستويات رائعة عندما يلعب بجوار خط التماس. وحتى الطريقة التي يلعب بها تساعده على الانطلاق من على الأطراف إلى عمق الملعب وتسديد الكرات بكلتا قدميه وإجبار المدافعين على التحرك في أماكن لا يرغبون في الذهاب إليها، وهو ما يؤدي إلى إحداث خلل كبير في دفاعات الفرق المنافسة.
ويشبه البعض غرينوود بالمهاجم الهولندي السابق روبن فان بيرسي، في حين يشبّهه آخرون بالأسطورة الإنجليزية ألان شيرار، بسبب قدرته على التسديد القوي بكلتا قدميه وبسبب قوته البدنية الكبيرة. لكنني أؤكد مرة أخرى على أنه لا يجب إلقاء الكثير من الضغوط على كاهل هذا اللاعب الشاب حتى لا يتأثر سلباً ويتراجع مستواه.
وبعد مرور خمس دقائق من بداية الشوط الثاني على ملعب «فيلا بارك»، استقبل غرينوود الكرة وانطلق بها إلى الأمام واتجه نحو المرمى وتبادل الكرة مع أحد زملائه بقدمه اليسرى قبل أن يستقبلها مرة أخرى بقدمه اليمنى ويطلق تسديدة صاروخية في مرمى أستون فيلا.
ولم يأتِ هذا الهدف من قبيل الصدفة، لكن يبدو أن هذه هي الطريقة التي يتميز بها غرينوود داخل الملعب، حيث يلعب بثقة وسلاسة وأريحية، فمن الواضح للجميع أنه لاعب هادئ لا يعرف الخوف ولديه رؤية رائعة داخل الملعب.
وفي المعتاد تتم مقارنة اللاعبين بمن يشبهونهم، لكنني هنا أود أن أسرد أسماء بعض اللاعبين الذين يختلف عنهم غرينوود تماماً، فمن المؤكد أنه ليس مثل مايكل أوين، أو واين روني، أو روبي فاولر، وهي الأسماء التي دائماً ما يتم تشبيه اللاعبين الإنجليز الشباب بهم في بداية مسيرتهم الكروية، نظراً لأنهم يتمتعون بالقوة البدنية الكبيرة والسرعة الفائقة والقدرة على التحكم في الكرة بمهارة كبيرة.
لكنّ أكثر ما يميز غرينوود عن غيره من اللاعبين الشباب هو هدوؤه الشديد وشعوره بالثقة والاطمئنان. وفي الحقيقة، لا يوجد ما يدعو لشعوره بالقلق من الأساس، لأن هذا هو الوقت المناسب تماماً لتألق أي لاعب شاب، لأن المباريات تقام من دون جمهور ومن دون الضغوط المعتادة.
ومن المؤكد أنه قد تم إعداد غرينوود بصورة جيدة في أكاديمية الناشئين بمانشستر يونايتد حتى يكون جاهزاً لمثل هذه اللحظة. وفي الحقيقة، لم تكن المواهب الشابة الإنجليزية بهذه الجودة من قبل، ولم تكن متأكدة من قدرتها على النجاح والتألق بالشكل الموجود حالياً. وسواء كان غرينوود موهبة «فذة»، أو كان مجرد لاعب جيد، فإنه يقدم في الفترة الحالية مستويات جيدة للغاية.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».