برنامج الغذاء العالمي يتوجه بمساعداته إلى اللاجئين الأكثر احتياجا

ناطقة باسمه لـ(«الشرق الأوسط») : بعد تعليق قرار وقف المساعدات.. 25 مليون دولار جمعت خلال 3 أيام

لاجئون سوريون يغادرون {مركز تزويد} في مخيم الزعتري شمال البلاد  بعد أن حصلوا على حصتهم الغذائية الشهرية (رويترز)
لاجئون سوريون يغادرون {مركز تزويد} في مخيم الزعتري شمال البلاد بعد أن حصلوا على حصتهم الغذائية الشهرية (رويترز)
TT

برنامج الغذاء العالمي يتوجه بمساعداته إلى اللاجئين الأكثر احتياجا

لاجئون سوريون يغادرون {مركز تزويد} في مخيم الزعتري شمال البلاد  بعد أن حصلوا على حصتهم الغذائية الشهرية (رويترز)
لاجئون سوريون يغادرون {مركز تزويد} في مخيم الزعتري شمال البلاد بعد أن حصلوا على حصتهم الغذائية الشهرية (رويترز)

أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس أنه سيبدأ، فورا، توزيع مساعدات غذائية للاجئين السوريين في 5 بلدان لجأ إليها النازحون السوريون بكثرة، غداة تعليق قراره بإيقاف المساعدات الغذائية لـ1.7 مليون لاجئ سوري، بعد تأمين 25 مليون دولار من أصل 64 مليونا حاول البرنامج جمعها من خلال حملة استمرت 72 ساعة وانطلقت يوم الأربعاء الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثر وقف عدد كبير من المانحين مساعداتهم.
وقالت الناطقة باسم بالمكتب القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر أمينة القريعي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحملة نجحت بتأمين 21.5 مليون دولار في اليوم الأول، وجمعت بعد 3 أيام ما مجموعه 25 مليونا ستستخدم حالا لإعادة شحن بطاقات اللاجئين السوريين المنتشرين في 5 دول مجاورة لسوريا».
وأشارت القريعي إلى أن «المبلغ الذي تم تأمينه لا يسد العجز، ولكنه سيوزع أولا على اللاجئين المسجلين على قوائمنا على أنهم الأكثر احتياجا»، موضحة أن أبواب التبرع لا تزال مفتوحة على موقع برنامج الأغذية، «ونتوقع أن يتغير الوضع كل يوم باتجاه الأفضل».
وكانت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيث بيرز أعلنت أن الأموال التي تلقاها البرنامج تمثل «ثلث حاجاته لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وجاءت من أفراد وشركات وحكومات»، موضحة أن «أكثر من 10 آلاف مانح قدموا مساعدات مالية خلال الساعات الـ24 الماضية».
وأضافت بيرز في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية أن البرنامج ما زال بحاجة إلى 42.5 مليون دولار إضافية للتمكن من تغطية نفقات توزيع مساعداته الغذائية حتى نهاية الشهر الحالي، وهي عبارة عن قسائم شراء غذائية لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن وتركيا ومصر.
ولفتت بيرز إلى أن نحو أربعة ملايين سوري داخل البلاد سيتلقون حصصا غذائية خلال ديسمبر الحالي لأنها متوافرة وسبق شراؤها، ولكنهم سيحرمون منها ابتداء من فبراير (شباط) المقبل إذا لم يتوفر التمويل اللازم.
وأثنى الأمين العام للائتلاف الوطني نصر الحريري على تحرك منظمات المجتمع المدني، معتبرا أن «التحرك والحملات الشعبية التي قامت بها منظمات المجتمع المدني من أجل تغذية برنامج الغذاء العالمي، أمر مشرف ويدل على أن لا أحد يشعر بالشعوب سوى الشعوب، خصوصا أن الحكومات الصديقة لم تتخذ حتى الآن أي تحرك يذكر في دعم برامج الأمم المتحدة الداعمة للاجئين السوريين».
ويأتي الإعلان عن تعليق القرار إثر جملة من المناشدات والتحركات السياسية من قبل الائتلاف الوطني السوري، كان آخرها زيارة رئيسه هادي البحرة ضمن وفد رسمي إلى الدنمارك، حيث طلب مساعدة الحكومة الدنماركية في «طرح قضية المساعدات اللازمة لبرنامج الغذاء العالمي كي لا يتم إيقاف الدعم عن 1.7 مليون لاجئ سوري، وضرورة سد العجز المالي الذي يواجهه البرنامج». وطالب البحرة «بطرح الموضوع خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية في منتصف هذا الشهر في بروكسل».
وقد بدأ البرنامج مساعداته للاجئين السوريين في يونيو (حزيران) 2012 من خلال توزيع سلة مواد غذائية شهرية، استبدلت لاحقا بقسائم ورقية وصولا في سبتمبر (أيلول) 2013 لتوزيع بطاقات إلكترونية أشبه بـ«credit cards» يتم تحويل 30 دولارا إليها عن الفرد الواحد كل شهر.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) حذرت من أن «تعليق المساعدات الغذائية يزيد من المخاطر الصحية ويهدد السلامة خلال شهور الشتاء»، منبهة إلى أن «الملايين من أطفال اللاجئين السوريين الأكثر هشاشة قد يأوون إلى الفراش ببطون خاوية، إثر تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته لنحو 1.7 مليون سوري».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».