«هيلو هيلو» هكذا تبدأ كلامها، وبابتسامة عريضة ولهجة فلسطينية بحتة ترحب الشيف مي يعقوبي بمشاهديها في برنامج «ميز كيتتشن» أو «مطبخ مي» على قناة «فتافيت»، وبعفوية وخفة ظل تتواصل مباشرة مع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي.
طاهية بالفطرة، إعلامية بالدراسة، سرقها المطبخ من تخصصها الأصلي، شغفها وولعها بالطبخ بدأ في سن مبكرة، أول طبخة قامت بتحضيرها كانت صينية وهي في سن العاشرة، عملت في حقل الإعلام، ولكن قلبها كان في المطبخ، بذكائها وشخصيتها المحببة استطاعت أن تستفيد من دراستها وتجندها في عمل جديد مزجت فيه ما بين الإنتاج التلفزيوني والطهي، واليوم حلّق بها برنامجها إلى أعلى مستوى من الممكن أن يصل إليه طاه عربي؛ حيث انضمّت أخيراً إلى قافلة أسماء أهم طهاة في العالم على شاشة «فود نتوورك»، بعد اختيار القناة برنامج مي يعقوبي ليمثل المطبخ الشرق أوسطي.
أعلنت الشيف مي الخبر بنفسها على حسابها على «إنستاغرام»، كانت الرسالة طويلة ولكنها آسرة، وأهم ما فيها هو أنها قامت بسرد قصتها بالكامل، قصة لم تكن كلها وردية تخللها التعب والضغط النفسي والجد، ولكن من جدّ وجد، ومن طلب الوصول إلى قناة عالمية مثل «فود نتوورك» فلا بد أن يسمع رأي الشيف مي يعقوبي الذي عبرت عنه في مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» معها عبر الهاتف.
كان الاتصال عفوياً، وبالنمط نفسه الذي تتبعه الشيف يعقوبي في برنامجها التلفزيوني وطريقة تقديمها للطعام، كان التحية «هيلو هيلو»، وعلى الرغم من انشغالها في هذه الفترة تحديداً، لم تبخل الشيف النشيطة علينا بوقتها، وبدأت كلامها بوصف المطبخ والطهي بأنه غرامها الحقيقي، وشغفها الذي لطالما عرفت أنها سوف تصبو إليه.
مي تفتخر بأنها في سن الأربعين، والأهم هو أنها تذكر بأن مهنتها كطاهية لم تأتِ من دراسة إنما من خلال الشغف والعمل على تطوير الذات والسفر والقراءة ومشاهدة ألمع الأسماء في عالم الطهي والتعلُّم منهم من دون تقليدهم. وهنا قالت بحيوية تشبهها: «كنت أشاهد الطهاة على (فود نتوورك)، أمثال الشيف إينا غارتن، رايتشل راي، وأسماء لامعة أخرى في مجال الطهي، واليوم شاء القدر أن تنضم مي إلى تلك الأسماء، بعد وقوع اختيار القناة لها لتمثل المطبخ الشرق أوسطي. وهنا تقول مي إن القناة كانت تبحث من فترة عن طاه عربي وبعد مشاهدة برنامجها May’s Kitchen على قناة «فتافيت» التابعة لمجموعة قنوات «ديسكافري» و«فود نتوورك»، تم الاتصال بها والتنسيق معها لاختيار الوصفات وتعديلها لتناسب اهتمامات مشاهدي القناة. وتقول مي إن التغييرات والطلبات ليست كثيرة، مثل تعديل استخدام الدقيق وطريقة عمل المقلوبة، ويعرض البرنامج مترجماً إلى الإنجليزية وهو يتوجه إلى الجمهور الأجنبي، وهنا علقت مي قائلة: «مهمتي نقل الشرق إلى الغرب»، وبالفعل هذا ما يميز مي يعقوبي عن باقي الطهاة، لأنها تسعى إلى تحضير المأكولات التقليدية في قالب من العصرية الفائقة وتشدد على طريقة التقديم الجذابة، والسهولة في التحضير، فوصفاتها لا تستغرق وقتاً طويلاً للتحضير وهذا ما يجعله مميزة في هذا المضمار.
مي يعقوبي أم لطفلين، وهذا ما يجعلها تفهم معنى ضيق الوقت، والتشديد على المأكولات الصحية، والوصفات النباتية، وتلك التي تناسب الـ«فيغن» أيضاً، حتى وصفاتها الحلوة مثل الكيك والحلويات الأخرى، تعتمد فيها على المكونات الصحية.
وطريقة تقديم الطعام مميزة جداً، وهذا يعود لدراستها التصوير، وهذا واضح في نوعية الصور التي تلتقطها بنفسها لأكلاتها وللمكونات التي تستخدمها.
مي متواضعة جداً، ومن دون سؤال أو مقارنة مع أي طاه عربي آخر، قالت: «أنا لستُ الطاهية الأفضل، هناك مَن هم ألمع مني وأفضل مني، ولكن ميزتي هي الاعتناء بالتفاصيل، ففي برنامجي الذي كان من إنتاجي، عملتُ على موسيقى خاصة به، ألوان خاصة، كادرات، آنيات أتيت بها من لندن، فكان إنتاج برنامجي أشبه بفيلم ضخم، وهذا ما تفتقده البرامج الأخرى برأيي».
عملت مي في مشروعات كثيرة في مجال الإنتاج الإعلامي وتعاونت مع مجلة «إيل» في نيويورك، ولكن الطهي كان دائماً على بالها، والدليل هو أنها بدأت بالعمل في مجال الطهي منذ خمس سنوات فقط، أي عندما كانت في سن الخامسة والثلاثين، وشددت على هذه النقطة لتكون قدوة للأشخاص الذين يتمتعون بشغف لعمل ما، قائلة: «من جدّ وجد».
وقالت مي إن كل شيء جاء في وقته المناسب، فهي أم، وعندما أنجبت كانت من الصعب التفرغ لمثل هذا العمل، إنما اليوم وبفضل الله وصبرها وعملها الجاد وصلت إلى ما هي عليه.
مي وكما ذكرنا فلسطينية، أردنية الجنسية، استقرت في القاهرة واستكملت دراستها في مجال العلوم
وحصلت على درجة الماجستير في الصحافة والاتصال الجماهيري من الجامعة الأميركية في القاهرة وعملت في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني مع شركات عالمية، قبل متابعة حلمها الدائم منذ الصغر وهو العمل في مجال الطبخ. ونشأت في دبي حيث تعيش عائلتها حالياً.
وعن الوصفات التي ستعرض على قناة «فود نتوورك» قالت مي: «العملية أكثر تعقيداً مما قد نعتقد، فقناة (فود نتوورك) تختار الوصفات بحسب تدرُّجها على محرك البحث (غوغل)، وهذا يعني أن المكونات يتم احتيارها بعناية لكي تكون من بين النتائج الأولى للمحرك، التي تأخذك مباشرة إلى القناة».
وختمت مي يعقوبي كلامها بالقول: «مسؤوليتي كبيرة تجاه اختياري الطاهية العربية الأولى على قناة بحجم (فود نتوورك)، وأنا أسعى لنشر أطباقنا الشرقية والعربية إلى العالم بأجمل صورة وبأحلى حلة».
مي يعقوبي من الإعلام إلى رفع راية المطبخ الشرق أوسطي عالمياً
الطاهية العربية الأولى على قناة «فود نتوورك»
مي يعقوبي من الإعلام إلى رفع راية المطبخ الشرق أوسطي عالمياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة