هندرسون: تحقيق مزيد من النجاحات شعار الجيل الحالي في ليفربول

قائد الفريق الفائز بلقب دوري إنجلترا يؤكد أن تطوره استغرق 5 سنوات ولم يتحقق بين ليلة وضحاها

TT

هندرسون: تحقيق مزيد من النجاحات شعار الجيل الحالي في ليفربول

رغم إصابته خلال الفوز على برايتون أند هوف ألبيون يوم الأربعاء الماضي وغيابه عن تشكيلة الفريق حتى نهاية الموسم الحالي، فإن ذلك لن يقلل من إنجازات جوردان هندرسون الكبيرة مع ليفربول. وكان قائد ليفربول رفع كأس دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد، كما كان أحد مفاتيح اللعب المهمة في فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي في العام الحالي. وسيتسلم ليفربول كأس الدوري الإنجليزي الممتاز بعد المباراة الأخيرة له على ملعبه أمام تشيلسي يوم 22 يوليو (تموز) الحالي، لكن المدير الفني لليفربول يورغن كلوب أكد أن هندرسون سيرفع الكأس ويحتفل به مع الفريق رغم عدم إمكانية مشاركته.
وفي وقت سابق قال نجم خط وسط ليفربول: «في الأوقات الصعبة يمكنك أن تنسى كم تحب هذه اللعبة، ويمكنك أن تتعامل مع الأشياء وكأنها أمر مسلم به. عندما تكون صغيراً فإنك لا تفكر حقاً في الفوز بالبطولات والألقاب، ويكون كل تفكيرك في ممارسة كرة القدم فقط. لكن كلما تتقدم في العمر، تصبح أحلامك أكبر. وعندما تصل إلى سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة أو الثامنة عشرة، فإنك تفكر في كيفية تحقيق الفوز بأي ثمن وبأي طريقة».
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: لماذا يُركز لاعبو كرة القدم كثيراً على الفوز بالبطولات ويقيمون حياتهم ومسيرتهم الكروية بناء على الميداليات التي حصلوا عليها؟ وعند أي نقطة يتوقف هؤلاء اللاعبون عن التفكير في ضرورة المشاركة في المباريات ويكون همهم الأكبر هو تحقيق الفوز؟
بالنسبة لهندرسون، يبدو أن هذه هي اللحظة المثالية لطرح هذا السؤال، حيث تُوج نادي ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاما وكان هندرسون هو قائد الفريق الذي حقق هذا الإنجاز الذي طال انتظاره. وقد حصد ليفربول هذا اللقب قبل نهاية المسابقة بسبع جولات وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي. وقد تغلب هندرسون على كثير من الصعوبات والمشاكل لكي يحقق هذا الإنجاز الكبير، حيث عانى من كثير من الإحباطات وكان على وشك الرحيل إلى نادي فولهام في صفقة كان ليفربول يهدف من خلالها للحصول على خدمات كلينت ديمبسي.
وظهر هندرسون في هذه المقابلة، التي تعد أول لقاء مطول يجريه منذ حصول فريقه على لقب الدوري، وهو يتحدث بشكل مريح وودود والابتسامة لا تفارق وجهه، وهو الأمر الذي يعكس حجم الضغوط الهائلة التي كانت عليه والتي تخلص من كثير منها بعد الفوز بلقب الدوري. هناك بعض المباريات المتبقية للريدز هذا الموسم، وربما سيسعى الفريق خلالها لتحطيم كثير من الأرقام القياسية، لكنه حقق هدفه الأكبر وصعد إلى قمة كرة القدم الإنجليزية، ولا شك في أن المشهد من القمة دائما ما يكون رائعا!
يقول هندرسون: «لقد كانت الأيام القليلة الماضية رائعة في حقيقة الأمر. عندما تأتي إلى ليفربول، فمن الطبيعي أن تلعب من أجل الحصول على البطولات، وخاصة البطولات الكبرى، ودائما ما كنت أحلم بالحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة أن جمهور النادي يسعى للحصول على هذا اللقب منذ فترة طويلة». وعندما سُئل هندرسون عن الأبطال المجهولين وراء الفوز بهذا اللقب، تنهد ثم قال: «مالكو النادي، الذين كنا محظوظين للغاية بوجودهم، والناس الذين يعملون بقوة من وراء الكواليس، والعاملون والأطباء في الفريق الأول بالنادي، والسيدات اللاتي يعملن في المقصف، وأشخاص مثل منى نيمر، وأندرياس كورنماير الذين يعملون في مجال التغذية واللياقة البدنية».
ثم توقف هندرسون قليلا، فلكي يجيب عن هذا السؤال بكل صدق ولكي يشرح بالضبط ما يعنيه إعادة درع الدوري الغائب منذ فترة طويلة عن ملعب «آنفيلد»، يتعين عليه أن يتذكر أسماء جميع من ساهموا في هذا الإنجاز، مثل جميع المدربين في مركز ميلوود للتدريب، وجميع موظفي الدعم، وجميع الأصدقاء وأفراد العائلة، وربما حتى اللاعبين والمديرين الفنيين السابقين الذين وضعوا أسس هذا الفريق الذي صعد إلى منصة التتويج الآن.
وقال هندرسون في نهاية المطاف: «لا أحب أن أشير إلى كل شخص بمفرده، لأننا دائما ما نعمل كعائلة كبيرة، وهذا هو ما يميز هذا النادي. الجميع يقوم بدوره، وعندما نفوز نحتفل جميعاً مع بعضنا البعض». وتجسد السنوات التسع التي قضاها هندرسون في ملعب «آنفيلد»، بطريقة ما، قصة المثابرة والكفاح التي عاشها هذا اللاعب من أجل تحقيق أحلامه في نهاية المطاف. انتقل هندرسون إلى ليفربول في عام 2011 قادما من سندرلاند وهو في العشرين من عمره، وكان يتعرض لضغوط كبيرة عندما يشار إليه على أنه سيكون القائد القادم للفريق بعد اعتزال الأسطورة ستيفين جيرارد.
يقول هندرسون: «مع مرور الوقت، تتعلم أشياء مختلفة من الناحية التكتيكية والخططية. لقد كنت أشعر دائما بأن أفضل مركز لي هو اللعب في خط الوسط للقيام بمهام دفاعية وهجومية من منطقة جزاء فريقي وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس، حيث أحصل على حرية كبيرة للتحرك في الخلف والأمام، ويمكنني قطع الكرات واللعب بكل قوة وصناعة الأهداف والدخول إلى منطقة جزاء الفريق المنافس، والقيام بالمهام الدفاعية والمشاركة في الهجمات المرتدة».
وكان وصول المدير الفني الألماني يورغن كلوب على رأس القيادة الفنية للريدز هو الذي ساعد هندرسون على اللعب في هذا المركز والقيام بكل هذه الأدوار داخل المستطيل الأخضر، حيث نجح كلوب في استغلال قدرات وإمكانيات هذا اللاعب، الذي يتميز بالمجهود الوفير والذكاء الخططي داخل الملعب. وبالفعل أصبح هندرسون هو القلب النابض للفريق في خط الوسط، وأصبح يقوم بدور كبير أمام خط الدفاع، حيث يعمل على الاحتفاظ بالكرة حتى يتقدم زملاؤه إلى الأمام، كما يعمل على غلق المساحات في خط وسط الفريق أمام هجمات الفريق المنافس، ويغطي المساحات الخالية خلف كل من محمد صلاح وساديو ماني عندما يتقدمان إلى الأمام، كما يغطي خلف ظهيري الجنب ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون عندما يقومان بأدوارهما الهجومية.
يقول هندرسون عن ذلك: «عندما تولى يورغن كلوب قيادة الفريق، غيرت وجهة نظري فيما يتعلق بالطريقة التي يجب أن ألعب بها - من حيث القيام بكل شيء داخل الملعب - والتركيز على القيام بالأشياء التي يحتاج إليها الفريق. عندما تلعب كمحور ارتكاز يتعين عليك أن تكون أكثر انضباطاً والتزاماً، حيث تفكر دائما في حماية فريقك من الهجمات الخطيرة والضغط على الفريق المنافس من أجل استخلاص الكرة، كما تعمل دائما على إفساد الهجمات المرتدة للفريق المنافس».
إذن، كيف يُقيّم المخاطر داخل الملعب؟ وعندما تصل الكرة إليه، ما هي العوامل التي يعتمد عليها في اتخاذ القرار؟ يقول هندرسون: «إنها عملية تلقائية أو غريزية تماماً. هناك كثير من الأشياء التي نفكر فيها والتي لا يراها الناس. اتخاذ القرار هو ما تراه مناسبا، لكنه يعتمد على رؤيتك داخل الملعب، ويمتاز اللاعبون الكبار بقدرتهم على رؤية الملعب بشكل واضح ورؤية الصورة كاملة قبل التمرير، لذلك عندما يحصلون على الكرة فإنهم يعرفون بالضبط أين ستذهب التمريرة التالية».
ويضيف: «لكي أكون صادقا، فإننا نلعب بطريقة نتدرب عليها منذ سنوات، وبالتالي فإننا أصبحنا نلعب بشكل طبيعي وتلقائي. لقد أصبحنا نعرف المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها الفريق وأصبحنا نعرف ما نريده من كل مباراة. وأشعر كما لو أننا قد ابتكرنا طريقتنا الخاصة للعب كرة القدم على مدى السنوات القليلة الماضية، وكانت ناجحة للغاية».
لكن الفرق لا تتطور بهذا الشكل المذهل بين عشية وضحاها، حيث استغرق الأمر خمس سنوات من كلوب لكي يبني فريقا قادرا على تنفيذ رؤيته، كما أن وجود هندرسون كقائد ساعده كثيرا في ذلك. يقول هندرسون: «كلوب لديه كثير من الخبرات في حياته، ويحب أن نعلم أن كرة القدم تتعلق بكيفية التعامل مع المواقف المختلفة، سواء كانت سلبية أم إيجابية. إنه رائع في إيجاد الكلمات المناسبة، ودائما ما يقول الأشياء الصحيحة: سواء كان ذلك في المباريات النهائية التي خسرناها، أو في البطولات التي تمكنا من الفوز بها». لكن ما الأشياء التي تجعل كلوب يشعر بالغضب؟ يقول هندرسون وهو يضحك: «كل شيء! إنه دائما ما يعمل على أن يكون التدريب شاقا، وأنا شخصيا أعشق ذلك.
يمكنني القول إنه كان أكثر حدة وغضبا في البداية، عندما جاء لأول مرة، بالمقارنة ما هو عليه الآن».
وتطرقت المحادثة إلى الأمور السياسية. فخلال الأسابيع الطويلة من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا، وهي الفترة التي تم فيها تأجيل حصول ليفربول على لقب الدوري، كان لدى هندرسون - بالاشتراك مع العديد من زملائه اللاعبين - وقت أكبر للبحث عن النفس. وبالتعاون مع الـ19 قائداً الآخرين لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، أسس هندرسون صندوق «اللاعبون معا» الذي جمع ملايين الجنيهات لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لتقديم الدعم اللازم لها في مواجهة الوباء. كما قام بتصوير مقطع فيديو لحركة «حياة السود مهمة»، ورأى لأول مرة في الذاكرة الحديثة لاعبي كرة القدم وهم يجتمعون للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ويتحدثون عن الأسباب التي تحركهم.
يقول هندرسون: «أعرف أن لاعبي كرة القدم يمكنهم إحداث تغيير كبير. بالطبع يرتكب بعض اللاعبين الأخطاء ويفعلون أشياء يندمون عليها بعد ذلك. لكن لمجرد أن يتم نشر هذه الأمور على الصفحات الأولى للصحف، يتم تشويه جميع اللاعبين بالقدر نفسه. يجب أن نعرف أن هناك كثيرا من الأشخاص الجيدين في عالم كرة القدم، وهو الأمر الذي اتضح للجميع خلال الأشهر القليلة الماضية، وخير مثال على ذلك ماركوس راشفورد، الذي كان يقوم بتقديم وجبات غذائية لأطفال المدارس. لكن كثيرا من اللاعبين الآخرين كانوا يقدمون تبرعات للجمعيات الخيرية، ولا يعرف الناس شيئا عن ذلك».
ويراقب هندرسون الوضع الحالي من كثب، ويقول: «أشعر دائماً أن الأمر يتعلق بالتواصل مع بعضنا البعض، لا أن يلقي كل منا باللوم على الآخر ولا نثق في بعضنا البعض. لقد أصبح من الصعب الآن معرفة من يقول الحقيقة ومن يكذب. لقد أصبح الأمر يبدو وكأن الجميع يبحثون عن شخص يفشل ويفعل شيئاً خاطئاً حتى يلقوا عليه بالمسؤولية». لكن ماذا عن سياساته الخاصة، وما القيم التي تلهمه؟ يقول هندرسون ردا على ذلك: «الأمر يتعلق في نهاية المطاف بضرورة أن يعتني كل منا بالآخر. لقد قام اللاعبون بشيء قوي حقا في مواجهة هذا الوباء، وهو التقارب معا من أجل الصالح العام. هناك كثير من التنافس داخل ملاعب كرة القدم، لكننا جميعا نحينا هذا الأمر جانبا في مواجهة الوباء. لقد كان ذلك شيئا رائعا للغاية».
ويضيف: أود أن أرى السياسيين يعملون معا بشكل أكبر من ذلك بكثير، من أجل إيجاد أفضل الحلول للمشكلات التي نواجهها، وليس من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات. وأود أن نراهم يعملون من أجل تحقيق الأفضل للشعب، وأن نعتني جميعا ببعضنا. لقد كانت هذه إحدى القيم التي نشأت عليها وأنا طفل صغير، وما زلت أؤمن بها حتى الآن. يتعين علينا أن نساعد بعضنا البعض وأن نتضامن مع الآخرين، وهذا هو أهم شيء. وقد أظهر اللاعبون ذلك بشكل رائع خلال الأشهر القليلة الماضية.
إننا نعرف جميعا أن هندرسون لديه طموحات وتطلعات كبيرة للغاية. فبوصفه لاعب كرة قدم، لم يستسلم هندرسون للصعوبات والمشاكل التي واجهها والحدود التي وضعها الآخرون لما يمكنه تحقيقه. وكقائد لليفربول، يؤكد على أن الفريق لن يكتفي بالحصول على دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية والدوري الإنجليزي الممتاز، وسيعمل جاهدا على الحصول على المزيد من البطولات والألقاب. وربما كانت الخسارة الثقيلة أمام مانشستر سيتي برباعية نظيفة مؤخرا بمثابة تذكير لهندرسون وزملائه في ليفربول بأن التحدي سيكون هائلا خلال الموسم المقبل من أجل الاحتفاظ بلقب الدوري والسعي للحصول على بطولات أخرى.
يقول قائد ليفربول: «في بداية كل موسم نتحدث عن ضرورة المنافسة على جميع البطولات التي نشارك فيها. فلماذا لا نلعب من أجل الحصول على كأس الاتحاد الإنجليزي، والدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة؟ إننا نثق تماما في قدراتنا وإمكانياتنا، وأثبتنا للجميع ما يمكننا القيام به خلال الموسمين الماضيين. لقد كانت هناك نتائج مخيبة للآمال، لكن رد فعلنا دائما ما كان جيدا».
ويضيف: «بعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، كنا نفكر دائما في كيفية الحصول على مزيد من البطولات وعدم الاكتفاء بذلك. وبعد الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، سنفكر بالطريقة نفسها ونسعى للحصول على المزيد. يتعين علينا دائما أن نفكر بهذه الطريقة، وأن تكون لدينا الرغبة في تحقيق مزيد من النجاحات».


مقالات ذات صلة


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.