تحذيرات في الأردن من التراخي في إجراءات الوقاية

ارتفاع في عدد الإصابات بين المواطنين العائدين من الخارج

عامل صحة يفحص أردنياً في عمّان الجمعة (إ.ب.أ)
عامل صحة يفحص أردنياً في عمّان الجمعة (إ.ب.أ)
TT

تحذيرات في الأردن من التراخي في إجراءات الوقاية

عامل صحة يفحص أردنياً في عمّان الجمعة (إ.ب.أ)
عامل صحة يفحص أردنياً في عمّان الجمعة (إ.ب.أ)

أعلنت السلطات الصحية الأردنية عدم تسجيل أي إصابات محلية بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام الخمسة الماضية، وسط تسجيل مستمر للحالات من بين الأردنيين العائدين من الخارج والذين يقيمون في مناطق الحجر الفندقي.
وفيما أعلنت الحكومة في وقت سابق أن عدم تسجيل إصابات محلية بمرض فيروس كورونا لمدة عشرة أيام متتالية، سيسمح بإلغاء الحظر الليلي، وإجراءات صحية مشددة أخرى، حذر رئيس لجنة الأوبئة الوطنية الدكتور نذير عبيدات من «التراخي في اتباع إجراءات السلامة العامة للوقاية من المرض». وأكد عبيدات في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن عدم تسجيل حالات محلية بمرض فيروس كورونا المستجد لمدة عشرة أيام سينقل الوضع الوبائي في البلاد من المربع الأزرق إلى المربع الأخضر، مشدداً على أن هذا الاستقرار «يسمح بمناقشة تخفيف بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للوقاية من سرعة انتشار الفيروس بين المواطنين»، لافتاً إلى أن تسجيل الإصابات بين الأردنيين العائدين من الخارج ما زال يشكّل تحدياً أمام الاستعجال في تخفيف القيود على حركة المعابر والمطارات.
وسمحت المملكة بإعادة 20 ألف أردني من الخارج على ثلاث مراحل، توزعت خلال الشهرين الماضيين. وكشف مسؤول خلية أزمة كورونا في مركز إدارة الأزمات، العميد مازن الفراية، في وقت سابق عن ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بين الأردنيين العائدين من الخارج في المرحلة الثالثة، بواقع 195 إصابة، وهو رقم يشكل ضعف الإصابات في المرحلتين الأولى والثانية، وهو ما دفع باتخاذ قرار زيادة مدة الحجر للدفعة الثالثة التي بقي منها في فنادق الحجر الصحي نحو 2000 شخص.
وشدد المسؤول الطبي الأبرز لملف كورونا في البلاد، نذير عبيدات، على أن «إعادة النظر بأي إجراءات وقائية مشددة اتخذتها السلطات الصحية منذ بدء ظهور الفيروس محلياً، لا يعني التراخي في التعامل مع المرض ومدى خطورة عودة انتشاره بين المواطنين»، مشيراً إلى أن التراخي قد يساعد على انتشار الفيروس مجدداً، بعد النجاح الذي سجلته المملكة لناحية السيطرة على المرض وحصر البؤر، وكسر أي سلاسل لانتشاره.
ورصدت «الشرق الأوسط» نسب التزام محدودة بإجراءات الوقاية والسلامة من قبل مواطنين في أماكن التجمعات والمقاهي والأسواق، وسط مطالبات من الحكومة في تطبيق قرار الدفاع الخاص، بتسجيل مخالفات مالية وعقوبات على غير الملتزمين.
من جهة ثانية، تحدث وزير الصحة الأردني سعد جابر خلال مؤتمر صحافي أمس (السبت)، عن الإجراءات الصحية المتخذة على المعابر والمطارات لمواجه فيروس كورونا، مشيراً إلى أنه سيتم زيادة الكوادر الصحية في المطارات؛ مطار ماركا ومطار الملكة علياء الدولي ومطار الملك حسين في العقبة جنوبي البلاد، لكي تكون هناك مراقبة صحية كاملة.
وكشف جابر أن وزارته بصدد الانتهاء من تجهيز مختبر في مطار الملكة علياء لفحص «كورونا» بقدرة نحو 6 آلاف فحص «بي سي آر» (pcr) يومياً خلال الأيام القليلة المقبلة، كما سيكون هناك مختبرات على باقي المعابر الحدودية، حيث سيتم افتتاح مختبر كبير في العقبة، وآخر على مدخل جسر الملك الحسين استعداداً لفتح المعابر في المستقبل.
وجاءت تصريحات الوزير بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء عمر الرزاز عن توجه حكومي للبدء بإجراءات فتح المطار، واستئناف استقبال ومغادرة الرحلات التي ستبدأ مع نهاية الشهر الحالي بشكل محدود لدول لا يزيد وضعها الوبائي خطورة عن الأردن وبشكل مستمر. وذلك بعد الحديث عن صدور شهادة عالمية من قبل المجلس العالي للسياحة بخصوص اعتماد الأردن كوجهة آمنة.
وتستعد المملكة لفتح المطارات والمعابر الحدودية نهاية الشهر، على أن تبقى محصورة بالسياحة العلاجية، ضمن برتوكول صحي مشدد، بعد تجهيز أكثر من 20 مستشفى موهّلاً لاستقبال مرضى السياحة العلاجية، وفق وزير الصحة سعد جابر. وسجلت المملكة منذ الإعلان عن اكتشاف أولى الحالات في مطلع مارس (آذار) الماضي 1173 كإجمالي لعدد الإصابات، وسط تسجيل ارتفاع في أعداد المتعافين ليصل 986 حالة، في حين بقي على أسرة الشفاء 42 حالة فقط، وتوفي 10 مواطنين.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.