جنرال أميركي وقيادي كردي يبحثان ملاحقة خلايا «داعش» شرق الفرات

TT

جنرال أميركي وقيادي كردي يبحثان ملاحقة خلايا «داعش» شرق الفرات

بحث قائد القوات المركزية بالجيش الأميركي الجنرال، كينيث ماكنزي، مع قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، مظلوم عبدي، بدء عملية عسكرية جديدة لملاحقة خلايا تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا، في وقت دعا مسؤول بارز من «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا التحالف الدولي وواشنطن والمنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم اللازم لمناطق نفوذها، للتغلب على الأزمة الاقتصادية والخدمية التي أفرزتها عقوبات «قانون قيصر»، ومحاربة «داعش»، واستخدام تركيا سلاح المياه ضدها.
وقال القيادي الكردي عبدي، بعد لقائه ماكنزي في مدينة الحسكة: «ناقشنا مع قائد القوات المركزية الأميركية قضايا مشتركة كثيرة بيننا، في مقدمتها محاربة (داعش)، وتنامي خطر الإرهاب الذي يهدد عالمنا، وتوطين السلام في المنطقة».
وأضاف عبدي، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نقدر عالياً الدعم المستمر الذي تقدمه القوات الأميركية في إطار محاربة الإرهاب وبناء الاستقرار».
وتأتي الزيارة بعد 4 أيام من لقاء عبدي مع العماد ألكساندر تشايكو، قائد القوات الروسية العاملة في سوريا. وقد بحث الجانبان رفع مستوى التنسيق والعمل المشترك وانتشار القوات الروسية في شرق الفرات، إلى جانب التصعيد التركي الأخير، ومواصلتها تهديد مناطق شمال شرقي البلاد.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية قد أطلقت حملة «ردع الإرهاب» بداية الشهر الماضي، وألقت القبض على 110 أشخاص متهمين بالانتماء إلى «داعش» بعد أسبوع من إعلان العملية التي استهدفت مواقع ونقاطاً عسكرية كانت تتبع موالين يعملون لصالح التنظيم على طول الحدود العراقية من الطرف السوري.
ولدى لقائه مع وفد من شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الرقة، أشار مظلوم عبدي إلى أن أنشطة التنظيم زادت وتيرتها بعد الهجمات التركية على ريف مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وكشف أن «قواتنا ستقوم قريباً بحملة أمنية على طول خط نهر الفرات بريف دير الزور الشمالي لملاحقة خلايا (داعش) الموالية، بهدف إنهاء خطره كلياً، وإعادة الاستقرار، وإزالة المخاوف لدى سكان المنطقة».
ومن جهته، لفت بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية، إلى الظروف الاقتصادية والميدانية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، والتي أرخت بظلالها على تدهور القطاع الخدمي، وقال: «الظروف القاهرة تؤثر، وبشكل مباشر، في كيفية تقديم الخدمات الأساسية للمواطن بأفضل صورة ممكنة، بسبب الأوضاع التي تمر بها سوريا عموماً، ومناطق الإدارة خصوصاً، حيث نواجه تحديات كبيرة».
ولدى حديثه، أشار جيا كرد إلى أن الإدارة قامت بشراء محصول القمح، وبلغ مخزونها الاستراتيجي نحو نصف مليون طن، وشدد على أنه «نعمل على معاجلة التبعات السلبية لـ(قانون قيصر)، عبر دعم القطاع الخدمي والمعاشي، كما نتصدى لجائحة كورونا بطاقاتنا المتواضعة، ونحارب الإرهاب العالمي على مستويات مختلفة».
وأتهم المسؤول الكردي الحكومة التركية بقطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها، إلى جانب إيقاف خدمات محطة العلوك، وحجز مياه نهر الفرات، وزاد: «الأمر الذي أدى إلى خفض المنسوب الاعتيادي بنسبة كبيرة في السدود، وأثرت بشكل كبير في توليد الكهرباء، ومياه الشرب والري، في انتهاك صارخ لكل المعايير والمواثيق الدولية».
وتعد محطة العلوك المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب لأكثر من 460 ألف نسمة يعيشون بالمنطقة، وتزود بلدة أبو راسين وناحية تل تمر ومدينة الحسكة وريفها، وهذه المناطق تعاني أصلاً من وضع هش، بإمدادات المياه. كما تغذي المحطة 3 مخيمات، أكبرها مخيم الهول الذي يضم 68 ألفاً.
وأخبر بأن الإدارة في تواصل مستمر مع دول التحالف الدولي والجهات الدولية لتقديم الدعم على المستوى الإنساني والاقتصادي. واختتم حديثه بقوله: «نتواصل مع شركائنا لتخفيف الأزمة، ونحن في استنفار كامل لتجاوز محنة المياه والخبز والكهرباء التي تشكل معضلة حياتية للمواطنين، ونعمل على ترميم الخلل، ومحاسبة المقصرين، وملاحقة الفاسدين قضائياً».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.