مقاضاة ضابط سوداني متهم بقتل متظاهر

النيابة العامة تطالب بإدانته بالقتل العمد

TT

مقاضاة ضابط سوداني متهم بقتل متظاهر

انعقدت أمس بمحكمة مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية الجلسة الثانية لمحاكمة المتهم بقتل حنفي عبد الشكور، المشهور بشهيد «الترس»، الذي اغتيل عقب مجزرة فض الاعتصام الشهير، أمام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى والمفقودين.
وطالب ممثل النيابة العامة بتطبيق أقصى عقوبة على المتهم، واعتبر إزهاق روح المجني عليه «جريمة كاملة الأركان».
والمتهم الرئيسي في القضية ضابط برتبة رائد في قوات الدعم السريع، التي تتبع لنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وقُتل عبد الشكور خلال فض الاعتصام في الثالث من يونيو (حزيران) 2019، دهساً بسيارة عسكرية رباعية الدفع، تابعة لقوات الدعم السريع، أمام أحد الحواجز بمدينة أم درمان.
وقال النائب العام السوداني، تاج علي السر الحبر، في تصريح صحافي، قبيل حضوره الجلسة: «هذه القضية لها وضعية خاصة، باعتبارها إحدى قضايا انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت أثناء إجراءات الحراك الشعبي».
واستمع قاضي المحكمة للمتحرين في الدعوى الجنائية ضد المتهم يوسف محيي الدين، الذي قام بدهس عبد الشكور بالسيارة. وقال المتحري الأول، ملازم شرطة زايد أحمد زايد، في إفادته إن الحادث وقع عندما طلب الثوار، الذين وضعوا متاريس في الطريق، من المتهم الرجوع، إلا أنه واصل السير في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى دهسه ووفاته نتيجة نزيف دموي.
وأوضح الحبر أن المحاكمة تنعقد بحضور كامل لهيئتي الاتهام والدفاع، وهي أول قضية من قضايا (المتاريس) التي أصبحت من رموز النضال وثقافة مهمة جداً لهذا الجيل، تحميه من أي تغول في انتهاكات حقوق الإنسان، وبالتالي هذه القضية رمز لهذا الموقف.
وأشار إلى أن المتهم في البلاغ أحد منسوبي قوات الدعم السريع، التي بادرت بتسليمه وتم رفع الحصانة عنه، وقد كفلت للمتهم كل حقوق الدفاع المكفولة للمتهمين في مرحلة ما قبل المحاكمة. وأكد الحبر أن النيابة العامة أكثر حرصاً على استمرار هذه المحاكمة، وفقاً لإجراءات القانون، وقال إن استمرار هذه المحاكمات يحقق مبدأ عدم الإفلات من العقاب، مبرزاً أن عدداً من القضايا الأخرى ستقدم للمحاكم.
كما اعتبر الحبر المحاكمة بداية لسيادة حكم القانون، وفقاً لنصوص الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في البلاد، التي شددت بأن يقدم كل متهمي الانتهاكات السابقة للقضاء.
وشهدت الجلسة الماضية مواجهات بين الثوار وقوات الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المواطنين وبعض أفراد الشرطة.
وأحالت النيابة العامة في مطلع يونيو الماضي قضية مقتل حنفي عبد الشكور للقضاء، بتهمة القتل العمد، تحت المادة 130 من قانون الإجراءات الجنائية، على أن تلتزم المحكمة بإجراءات السلامة الصحية من فيروس كورونا. وستعقد المحكمة الجلسة الثالثة (السبت) المقبل لعرض محتويات الأسطوانة المدمجة التي قدمها المتحري الأول والثاني.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.