«الصحة» التونسية تهب لإنقاذ الموسم السياحي من تبعات الوباء

تراجعت عائدات القطاع السياحي خلال النصف الأول من السنة بنسبة 47 %

بائع حلويات المقروط في المدينة العتيقة بتونس العاصمة (إ.ب.أ)
بائع حلويات المقروط في المدينة العتيقة بتونس العاصمة (إ.ب.أ)
TT

«الصحة» التونسية تهب لإنقاذ الموسم السياحي من تبعات الوباء

بائع حلويات المقروط في المدينة العتيقة بتونس العاصمة (إ.ب.أ)
بائع حلويات المقروط في المدينة العتيقة بتونس العاصمة (إ.ب.أ)

تسعى وزارة الصحة التونسية لدعم القطاع السياحي التونسي من خلال التأكيد على تجاوز البلاد ذروة الإصابات بفيروس كورونا، واعتماد المنشآت السياحية بروتوكولاً صحياً جدياً يحافظ على سلامة السياح. وفي هذا الإطار، تتعاضد جهود وزارتي الصحة والسياحة من أجل دعم القطاع الذي تعد عائداته أحد أهم موارد الدولة.
وكان المجلس الدولي للسفر والسياحة قد أعلن، نهاية الشهر الماضي، تصنيف تونس بلداً «آمناً جاهزاً على المستوى الصحي» لاستقبال الوافدين والسياح. ويأتي هذا التصنيف، وفق مصادر في وزارة السياحة التونسية، إثر ما حققته البلاد من نجاح على المستوى الصحي، غير أن النتائج الحالية المسجلة على مستوى الحجوزات وتدفق السياح الأجانب لا تزال أقل من التوقعات.
وفتحت تونس حدودها البرية والجوية والبحرية في 27 يونيو (حزيران) الماضي، وأعلنت عن عودة أنشطتها السياحية بداية الشهر الحالي، غير أن المخاوف من الإصابة بالوباء، والإجراءات الصحية المتخذة، أثرت على الحجوزات السياحية التي غالباً ما تنطلق خلال شهر مارس (آذار) من كل سنة. وفي هذا السياق، كشف البنك المركزي التونسي عن تراجع العائدات المالية للقطاع السياحي خلال النصف الأول من السنة الحالية بنسبة 47 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وأكد البنك أن غلق الحدود التونسية أمام الوافدين من الخارج لمدة تجاوزت 3 أشهر أثر بصفة مباشرة على أداء القطاع السياحي، حيث لم تتجاوز العائدات بالعملة الصعبة حدود 1.085 مليار دينار تونسي (نحو 382 مليون دولار).
وخلافاً للتوجهات الرسمية التي تشجع على تدفق السياح على تونس، فإن مسؤولين في القطاع الصحة نبهوا إلى خطورة الإصابات الوافدة، خاصة بين مجتازي الحدود التونسية خلسة، والقادمين من بلدان الجوار. وعدت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة، أن خطر عودة انتشار الوباء في تونس أصبح مرتبطاً بالحالات المسجلة بين الوافدين من الخارج أو المهاجرين غير النظاميين. كما كشفت عن تسجيل أكثر من 300 إصابة وافدة منذ شهر مارس (آذار) الماضي، من إجمالي عدد الإصابات المؤكدة، البالغ عددها 1231 إصابة في تونس، وهو ما يمثل قرابة 25 في المائة من الحالات. ومن ناحيته، نفى الحبيب غديرة، عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، احتمال العودة للحجر الصحي الشامل في تونس جراء عودة الإعلان اليومي عن بعض الإصابات الوافدة من خارج البلاد إثر فتح الحدود التونسية بالكامل.
وأشار إلى أن ارتفاع عدد الإصابات الوافدة بكورونا في تونس أمر طبيعي بعد فتح الحدود والمجالين الجوي والبحري، مؤكداً أن «عدد الإصابات المسجل لا يشكل خطورة، والوضع تحت السيطرة، ولا يمكن أن تعيش تونس موجة ثانية من حيث عدد الإصابات».
يذكر أن وزارة الصحة كانت قد أعلنت، قبل يومين، عن تسجيل 16 إصابة وافدة بفيروس كورونا.
أما فيما يتعلق بالوضع الوبائي في تونس، فقد اعتمد بشكل لافت على خطة حكومية متعلقة بالتصدي لوباء كورونا بصفة مبكرة نجحت في الحد من الإصابات. وقررت تبعاً لذلك فتح حدودها للعالم، كما برمجت عودة الأنشطة السياحية بشكل كامل بداية شهر يوليو (تموز) الحالي. وتعول في ذلك على النتائج الإيجابية التي حققتها ضمن برنامج الحد من انتشار الوباء، إذ إنها، ومن خلال بيانات رسمية، لم تسجل إلى الآن سوى 1221 حالة إصابة مؤكدة بالمرض، وهي من أدنى النسب المسجلة على المستوى الدولي. وتمكن 1050 مصاباً من الشفاء، أي بنسبة تعافي مقدرة بـ86 في المائة، مع تسجيل 50 حالة وفاة منذ الكشف عن أول حالة إصابة بالوفاء في الثاني من مارس (آذار) الماضي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».