مصر: استمرار إغلاق دور المناسبات للحد من انتشار الفيروس

وزير السياحة والآثار المصري خلال اجتماع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة (من صفحة وزارة الصحة)
وزير السياحة والآثار المصري خلال اجتماع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة (من صفحة وزارة الصحة)
TT

مصر: استمرار إغلاق دور المناسبات للحد من انتشار الفيروس

وزير السياحة والآثار المصري خلال اجتماع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة (من صفحة وزارة الصحة)
وزير السياحة والآثار المصري خلال اجتماع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة (من صفحة وزارة الصحة)

أكدت الحكومة المصرية استمرار إغلاق قاعات الأفراح ودور المناسبات ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس (كورونا المستجد) والحد من انتشاره، مشيرة أمس إلى أنه «لا صحة لما يتم تداوله بشأن إعادة فتح دور المناسبات منتصف يوليو (تموز) الحالي». وبينما شددت الحكومة مجدداً على «توفير الكمامات على (بطاقات التموين) للمصريين»، وجهت وزارة الداخلية المصرية «قوافل طبية للكشف عن السجناء وتعقيم السجون لمجابهة (كورونا)».
وفي إطار استئناف الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، من أول يوليو الحالي بالمحافظات السياحية الساحلية كمرحلة أولى، عقد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، اجتماعاً افتراضياً أمس برؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة، وذلك لمناقشة عملية استئناف الحركة السياحية بين مصر ودول الاتحاد. وقد حرص على المشاركة في الاجتماع رؤساء بعثات 24 دولة من الاتحاد الأوروبي من إجمالي 27 دولة ممثلة بالقاهرة. وأعرب رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القاهرة عن اطمئنانهم للتدابير الاحترازية لمجابهة (كورونا)، وضوابط السلامة الصحية التي اتخذتها الحكومة المصرية المتعلقة باستئناف السياحة.
وأكد العناني أن «نسب الإصابة بالفيروس في محافظات جنوب سيناء، والبحر الأحمر، ومطروح، والتي تم استقبال السياحة الخارجية بها كمرحلة أولى، أقل من نسب الإصابة ببعض الدول بالاتحاد الأوروبي، حيث إن نسب الإصابة بها أقل من أن تعد على الأصابع».
وقد استعرض الجانب الأوروبي المعايير الخاصة بالسماح لمواطني الدول من خارج الاتحاد الأوروبي بدخول أراضيها وهي القائمة التي أصدرها الاتحاد للمرة الأولى في الأول من يوليو الحالي، والتي يتم مراجعتها دورياً مرتين شهرياً. وأشار السفير ماجد مصلح، المشرف العام على الإدارة المركزية للعلاقات الدولية والعامة بوزارة السياحة والآثار، إلى أن «مسؤولي الاتحاد الأوروبي أوضحوا أن هذه القائمة معنية فقط بدخول المواطنين من الدول من خارج الاتحاد الأوروبي إلى أراضي دول الاتحاد، وليس بسفر المواطنين الأوروبيين إلى الخارج»، مؤكدين أنه «لا يوجد أي عوائق تحول دون سفر مواطني الاتحاد الأوروبي إلى مصر»، مشيرين إلى أن «نصائح السفر في تعريفها القانوني إنما هي نصائح يمكن أن يأخذ بها المواطن الأوروبي من عدمه، وبالتالي لا يوجد ما يمنع المواطنين الأوروبيين من السفر لمصر، مع اختلاف التدابير المتخذة عند عودتهم من دولة إلى أخرى».
وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري»، أمس، إنه «لا صحة لإلغاء طرح الكمامات الواقية على البطاقات التموينية»، موضحاً أنه «تم بالفعل طرح الكمامات على البطاقات التموينية بجميع منافذ صرف حصص الدعم منذ بداية الشهر الحالي، بسعر 8.5 جنيه للكمامة بمعدل كمامتين لكل بطاقة تموينية، وذلك في إطار حرص الدولة على صحة وسلامة جميع المواطنين»، مشيراً إلى أنه «تم طرح الكمامات على البطاقات التموينية بشكل اختياري للمواطنين». وأكد المجلس أن «الكمامات القماشية الواقية المطروحة على بطاقة التموين طاردة للسوائل والرذاذ، ومزودة بمعالج من الخارج لقتل البكتريا والميكروبات، ولا تسبب حساسية للبشرة، وقابلة لإعادة الاستخدام حتى 50 غسلة».
كما نفى مجلس الوزراء أمس ما تداولته صفحات تواصل اجتماعي بشأن «اعتبار الإجازات الاستثنائية للموظفين وجوبية، لا تتطلب موافقة جهة العمل في ظل أزمة (كورونا)»، موضحاً أنه «وفقاً لقرار رئيس مجلس الوزراء في إطار تطبيق خطة (التعايش مع كورونا) فإن السلطة المختصة بكل جهة تقوم بوضع الضوابط الخاصة بنظام العمل بها وقواعد تشغيل العاملين طبقاً لظروفها ولما تراه محققاً للصالح العام، وبما يراعي التدابير الاحترازية المتطلبة للتعامل مع الفيروس، توفيراً للحماية اللازمة للعاملين بها والمترددين عليها».
ويشار إلى أنه في إطار تطبيق خطة عودة الحياة لطبيعتها بشكل نسبي، بدأت الوزارات والمؤسسات الحكومية وضع خطة العمل بداية من يوليو الحالي، لعودة انتظام العمل بها مع اتخاذ التدابير الاحترازية والاحتياطات الصحية اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
في سياق آخر، أكدت وزارة الصحة المصرية أنه «لا صحة على الإطلاق لما تم تداوله عن قيام الوزارة بـ(تجريع) الأطفال حقن تطعيمات ضد شلل الأطفال تسبب العقم»، مشددة على «مطابقة جميع التطعيمات للمعايير الدولية، وعدم تسببها في العقم أو غيره»، موضحة أن «لقاح شلل الأطفال بالحقن (سولك) آمن تماماً وبالمجان للمصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، ولا يتسبب بأي أضرار للأطفال».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.