مرصد مصري يحذّر من تمدد «داعش» في غرب أفريقيا

قال مرصد مصري إن «وجود تنظيم (داعش) الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء، يعزز من نفوذه وتمدده إلى غرب أفريقيا»، محذراً من «محاولات التنظيم إيجاد حلقة وصل مع فروعه الأخرى في نيجيريا والكونغو وغرب أفريقيا، بسبب الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الصحراوية».
وأكد تقرير لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أمس، أن «النظام التركي ما زال يستخدم استراتيجية إرسال (إرهابيين) إلى الدول الأفريقية، خصوصاً دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وغرب أفريقيا، بهدف التوسع والسيطرة على القارة السوداء، وذلك من خلال توسيع (النشاط الإرهابي) في المنطقة، حيث يستخدم ورقة الجماعات والتنظيمات (الإرهابية) لتحقيق أطماعه التوسعية على حساب أمن واستقرار القارة الأفريقية»، محذراً من «تداعيات هذه المخططات التوسعية، حيث إن إرسال (إرهابيين مرتزقة) إلى مالي يعيد السيناريو السوري والليبي في منطقة غرب أفريقيا؛ مما يضع المنطقة كلها أمام موجة (إرهاب عاتية) ستقوّض السلم والاستقرار الذي تنشده دول المنطقة».
وحسب التقرير فإن «الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أرسل نحو 900 (مرتزق) للانضمام إلى (داعش)، الذي ينشط في الشمال الغربي لمالي، والمعروفة بمنطقة الأزواد؛ وذلك بهدف دعم وتعزيز صفوف التنظيم في منطقة الساحل والصحراء بقيادة عبد الحكيم صحراوي».
ودعا مرصد «الإفتاء» إلى «الوقوف بحزم أمام هذه المخططات التي تغذّي الإرهاب، والتصدي لـ(الأطماع التركية اللامحدودة) التي تنذر بالتصعيد الإقليمي، وإدخال المنطقة في صراعات جديدة وموجة أخرى من الفوضى والعنف والإرهاب».
في سياق آخر، أكدت «الإفتاء» المصرية أنه «لا يوجد في الإسلام (جهاد) أو قتال يخرج عن النظام العام للدولة، ولا يعترف الإسلام بأي راية يقاتل تحتها المسلم؛ إلا راية الدولة الوطنية التي تحمي الإسلام وجميع الأديان». وأضافت في فيديو «موشن غرافيك» أنتجته وحدة الرسوم المتحركة في الدار أمس، أن «ما تمارسه (جماعات العنف) وتسميه (جهاداً) في سبيل الله، ما هو إلا (إفساد في الأرض) ينطبق على فاعله حد الحرابة».
وأوضحت «الإفتاء» أن «(الجهاد) فرض كفائي تقوم به الجيوش ومؤسسات الدولة، ويشمل حفظ الحدود وتأمين قوة الردع وحفظ الأمن الداخلي»، مؤكدةً أنه «تشريع رباني للدفاع عن الأرض والدين والقيم والعرض، تحكمه ضوابط شرعية إلهية، حتى لا يتحول إلى عمل عدواني»، مشددة على أن «(الجهاد) لا عمل فيه للعاطفة ولا للرأي ولا للحماس، ومفهومه في الإسلام أشمل من مجرد خوض الحروب والقتال والصدام، فمجالات (الجهاد) تشمل كل أوجه الخير والبر والإحسان وعمارة الأرض وتحقيق المقاصد الشرعية».