فودين إضافة قوية لخط الوسط الإنجليزي

نجم مانشستر سيتي يملك المهارات والإمكانات التي تؤهله لأن يكون عنصراً أساسياً في منتخب بلاده

فودين يهز شباك ليفربول بهدفه الثالث ضمن الرباعية (رويترز)
فودين يهز شباك ليفربول بهدفه الثالث ضمن الرباعية (رويترز)
TT

فودين إضافة قوية لخط الوسط الإنجليزي

فودين يهز شباك ليفربول بهدفه الثالث ضمن الرباعية (رويترز)
فودين يهز شباك ليفربول بهدفه الثالث ضمن الرباعية (رويترز)

يقدم النجم الإنجليزي الشاب فيل فودين أداءً راقياً في الفترة الأخيرة مع مانشستر سيتي، وقبل أن يشركه جوسيب غوارديولا، المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي، بديلاً في الشوط الثاني في المباراة التي انهزم فيها فريقه صفر-1 أمام ساوثهامبتون في المرحلة الثالثة والثلاثين، قدم فودين أداءً قوياً وراقياً في المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره ليفربول في المرحلة الثانية والثلاثين برباعية نظيفة وسجل بنفسه هدفاً من الأهداف الأربعة، وكان يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر طوال فترات اللقاء.
وكان نجم مانشستر يونايتد السابق روي كين يحلل هذه المباراة لإحدى القنوات التلفزيونية، وأشاد كثيراً بأداء النجم الإنجليزي الشاب وبما يقدمه خلال المباريات الأخيرة، رغم أننا نادراً ما نرى كين وهو يشيد بأي لاعب! ومن الواضح للجميع أن فودين، البالغ من العمر 20 عاماً، ينتظره مستقبل مشرق خلال الفترة المقبل، سواء مع مانشستر سيتي أو مع المنتخب الإنجليزي، خاصة أن هذا اللاعب الشاب لا يمتاز بالمهارة والإمكانات الكبيرة فحسب، لكنه يملك أيضاً الشخصية القوية التي تمكّنه من تحقيق أهدافه وطموحاته في نهاية المطاف.
ونحن نعرف جميعاً أن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة نجم في عالم كرة القدم، ورأينا من قبل الكثير من المواهب الاستثنائية التي لم تحقق نجاحاً يذكر؛ لأنها لم تكن تملك المقومات الأخرى لتحقيق النجاح. لكن لحسن الحظ أن فودين يملك الموهبة الكبيرة، كما يملك الشخصية القادرة على الاستفادة من هذه الموهبة على النحو الأمثل. ومن المؤكد أن النجم البلجيكي الرائع كيفين دي بروين يسهل مهمة أي لاعب يلعب بجواره بتمريراته السحرية وتحركاته الرائعة داخل المستطيل الأخضر، لكن هذا لا يمنعنا من أن نعطي فودين حقه أيضاً؛ نظراً لأن مستواه يتطور من مباراة إلى أخرى بشكل مذهل، وهو الأمر الذي جعل غوارديولا يقرر الدفع به في التشكيلة الأساسية في مباراة قوية مثال مباراة ليفربول. وقد كان فودين عند حسن ظن غوارديولا ولم يخذله وقدم أداءً قوياً أشاد به الجميع.
لكن يجب أن نشير أيضاً إلى أن بيئة اللعب في مانشستر سيتي قد ساعدت فودين كثيراً في تطور مستواه بهذا الشكل الملحوظ؛ نظراً لأن كل لاعب في مانشستر سيتي يعرف جيداً أنه إذا لم يقدم الأداء الجيد فسيتم استبعاده على الفور من تشكيلة الفريق، والدليل على ذلك أن لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة كانوا يجلسون على مقاعد البدلاء في الوقت الذي شارك فيه فودين أساسياً أمام ليفربول. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن فودين سجل ستة أهداف وصنع ثمانية أهداف أخرى في 17 مباراة لعبها مع مانشستر سيتي هذا الموسم، من بينها 10 مباريات لعب فيها أساسياً. وأمام ليفربول، قدم فودين مستويات استثنائية، على الرغم من أن لاعبي ليفربول يصعبون الأمور كثيراً على لاعبي خط وسط الفريق المنافس؛ لأنهم يضغطون عليهم باستمرار ولا يعطونهم أي فرصة لالتقاط الأنفاس.
وكانت هذه المباراة بمثابة تحصيل حاصل للطرفين بعدما حسم ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاماً وقبل نهاية الموسم بسبع جولات كاملة وبفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي. ومع ذلك، أثبت فودين أنه لا يخشى المواجهات الكبيرة رغم صغر سنه، وكان أحد نجوم المباراة، وهو الأمر الذي أثبته أيضاً من قبل عندما تألق في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية الموسم الماضي، وعندما قدم مستويات رائعة أمام توتنهام هوتسبير الموسم الماضي. وعلاوة على ذلك، تألق فودين في جميع المراحل العمرية المختلفة مع المنتخب الإنجليزي.
ويأخذنا ذلك للحديث عن النقطة التالية وهو مستقبل هذا اللاعب الصاعد بسرعة الصاروخ، مع المنتخب الإنجليزي الأول. من المتوقع أن يتألق فودين في صفوف مانشستر سيتي خلال الفترة المقبلة؛ نظراً لأنه يمتلك المهارات والقدرات التي تمكنه من دخول التشكيلة الأساسية للفريق، لكن الوضع مختلف بعض الشيء مع المنتخب الإنجليزي؛ نظراً لأنه ليس لاعب خط وسط ممتاز فحسب، ولكن لأنه يمتلك مهارات نادراً ما نراها في لاعب خط وسط المنتخب الإنجليزي.
ولا يعتمد فويدن على السرعة أو القوة البدنية الكبيرة بالشكل الذي دائماً ما نراه مع لاعبي خط الوسط في المنتخب الإنجليزي، لكن أكبر نقاط قوته تتمثل في قدرته الفائقة على تسلم الكرة والسيطرة عليها بشكل رائع وتغيير اتجاهاته بسرعة كبيرة تجعل من الصعب مراقبته أو قطع الكرة منه، كما يتحلى بالمرونة الكبيرة والقدرة على المرور من لاعبي الفريق المنافس. وعلاوة على ذلك، يمتاز هذا اللاعب الشاب بالقدرة على المراوغة والتمرير الدقيق والتحكم في الكرة بشكل رائع في مناطق الخطورة، وهي المهارات والإمكانات التي لا تتوافر في معظم اللاعبين الإنجليز، وهو الأمر الذي يصعّب الأمور كثيراً على المنتخب الإنجليزي في المواجهات الكبرى.
ويمتاز فودين بالقدرة على القيام بالكثير من المهام والواجبات داخل الملعب، وليس مجرد تسلم الكرة وتسليمها للاعب الذي يقف بجواره في خط الوسط، بالشكل الذي نراه من الكثير من اللاعبين. وبالتالي، يستحق فودين أن يكون عنصراً أساسياً في صفوف المنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي؛ لأنه يمتلك مقومات وإمكانات لا تتوافر في أي لاعب من لاعبي خط وسط المنتخب الإنجليزي حالياً.
وعلى الرغم من التقدم الذي شهدته الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة، يبدو من الملاحظ أن آخر مرحلة يمكن للمنتخب الإنجليزي الأول الوصول إليها هي مرحلة الدور نصف النهائي ولا يمكنه الفوز بأي بطولة كبرى، وهذا لا يخفى على أي متابع جيد لمباريات المنتخب الإنجليزي في الآونة الأخيرة. ويجب الإشارة إلى أن المنتخب الإنجليزي الحالي قادر على الفوز على أي منتخب من المنتخبات متوسطة المستوى، لكنه غير قادر على التفوق على المنتخبات الكبرى؛ نظراً لأنه لا يملك خط الوسط الذي يمكنه التحكم في زمام المباريات الكبيرة، كما كان الحال مع منتخبي كرواتيا وهولندا في العامين الماضيين.
وبالتالي، فإن الخطوة التالية هي أن يقتنع المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، بأن إنجلترا لديها لاعب جيد بما يكفي للاحتفاظ بالكرة والتحكم فيها بشكل رائع أمام أقوى المنتخبات وأفضل اللاعبين في العالم، وهو فيل فودين. وستكون هناك حاجة إلى دمج هذا اللاعب الشاب بشكل جيد في صفوف المنتخب الإنجليزي الأول؛ لأنه يمتلك قدرات مختلفة عن باقي لاعبي خط الوسط الموجودين في إنجلترا حالياً. لكن في الوقت نفسه، يجب أن يحدث ذلك بهدوء شديد من دون المبالغة في الأمور ووصف هذا اللاعب الشاب بأنه «المنقذ» أو «الملك»؛ حتى لا نضع الكثير من الضغوط على كاهله خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».