أبلغ وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مجلس الأمن الدولي، ثلاث رسائل، عبر فيها عن «قلق وخيبة أمل، ودعوة المملكة المغربية للتعبئة» في مواجهة التدهور المستمر للوضع في ليبيا. وقال بوريطة في تدخل له مساء أول من أمس، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية، ناقشت تطورات الوضع في ليبيا، إن المغرب يعبر عن «رسالة قلق» إزاء التدهور المستمر للوضع في هذا البلد على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي والإنساني: «والذي لم يحد منه وباء فيروس (كورونا) المستجد».
كما يعبر عن «خيبة أمل» - يضيف الوزير بوريطة - لكون النيات الحسنة للمجتمع الدولي متوفرة: «بينما إرادته السياسية مفقودة»، مؤكداً على ضرورة «التحلي بالواقعية والبراغماتية في التعامل مع الوضع».
واعتبر بوريطة أن «تناسل المبادرات يأتي بنتائج عكسية». وقال بهذا الخصوص: «ليبيا ليست أصلاً للتجارة الدبلوماسية، والتدخلات الأجنبية لا تخدم مصالح ليبيا، ولا تساعد الأفرقاء الليبيين على الارتقاء فوق مصالحهم الخاصة إلى المصلحة المشتركة لجميع الليبيين».
وفي رسالة ثالثة، دعا وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى «التعبئة» لترجمة الإجماع الدولي إلى إجراءات قوية وملموسة، مشدداً على أن الحل «يجب أن يكون سياسياً لا عسكرياً، وأن يأتي من الليبيين أنفسهم، ويضمن وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية». وأضاف بوريطة أن اتفاق الصخيرات «ليس مثالياً؛ لكن لا يوجد بديل ملائم على الطاولة. يجب تعديل مقتضياته وتحيينها من قبل الأشقاء الليبيين»، معتبراً أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تظل أداة مهمة ينبغي تعزيزها وإعادة هيكلتها. وفي حديثه عن الوضع الميداني في ليبيا، ذكر بوريطة أن 2356 شخصاً لقوا مصرعهم في ظرف سنة واحدة في ليبيا، من بينهم 400 مدني. أما بخصوص الوضع الإنساني، فقد أفاد الوزير المغربي بأن عدد النازحين واللاجئين في ازدياد مستمر، مشيراً إلى أن ليبيا تضم أزيد من 400 ألف نازح في الداخل، وحوالي 50 ألفاً من اللاجئين أو طالبي اللجوء.
على الصعيد الاقتصادي، أشار الوزير بوريطة إلى أن الانخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بات يقدر بنسبة 58.7 في المائة سنة 2020، بينما يتوقع ارتفاع معدل التضخم بنسبة 22 في المائة، مؤكداً أيضاً أن الوضع الأمني ينذر بالخطر في ظل وجود جماعات مسلحة خارجة عن السيطرة، وميليشيات وعناصر إرهابية.
كما شدد بوريطة على أن «ليبيا ليست مجرد بلد جار للمغرب. إنها دولة شقيقة نتقاسم وإياها تاريخاً مشتركاً، وروابط ومصالح ومصيراً واحداً». وخلص إلى القول: «بالنسبة لنا، ليبيا ليست مجرد قضية دبلوماسية. استقرارنا وأمننا يرتبط بالوضع في ليبيا».
المغرب يبلغ مجلس الأمن 3 رسائل بشأن ليبيا
المغرب يبلغ مجلس الأمن 3 رسائل بشأن ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة