المشهد: سينما للغسيل والكي

> بعض أسوأ ما يمكن قراءته من كلمات حول السينما هذه الأيام هو ذلك الذي يُطالب بـ«سينما نظيفة» ويحشد لها.
> الوصف بحد ذاته مستفز: حتى تكون هناك سينما نظيفة فإن هذا يعني أن السينما الموجودة هي سينما قذرة... وإذا كانت السينما قذرة فإن هذا يعني بدوره أن كل نتاجاتها السابقة (أو معظمها على الأقل) لم تكن تستحق النجاح نقدياً أو جماهيرياً أو كلا النجاحين معاً... أما اعتبار العديد منها من الكلاسيكيات فهو شيء لا أهمية له.
> ما كان يجب أن تتوجه إليه دعوات البعض ممن يحبذ سينما نظيفة هو سينما جيدة... والجيد يطرد الرديء تلقائياً... الجيد لا يعني ألا يلمس الرجل المرأة في الأفلام لكنه يعني أن يتوجه الفيلم إلى كل حواس ومزايا البشر العقلية والعاطفية على نحو يحترم صغيرهم وكبيرهم.
> ما فائدة الفيلم النظيف إذا لم يكن جيداً؟ وما العمل حيال الفيلم القذر (حسب ذلك المفهوم)؟ قد يكون من أجود ما أنجزه «الفن السابع»... ماذا نفعل به؟ نرميه؟ نعتذر عنه؟ نهاجمه؟ أو نلغيه تماماً؟
> الدول المعنية تخطت هذه الطروحات منذ أن حددت شروط المشاهدة... لم تصنف الأفلام حسب «نظافتها» بل حسب صلاحيتها تجاه مشاهديها... تبعاً لذلك هناك أفلام لكل أفراد العائلة وهناك أفلام تصلح للصغار إذا ما حضروها بتوجيه من أوليائهم ثم هناك أفلام تصلح لمن هم فوق الثالثة عشرة وأخرى لمن تجاوزوا الثامنة عشرة والكل سعيد.
> لو اعتمد الإنتاج العربي على هذه المواصفات أو ما هو قريب منها لوجَّه الناس تلقائياً صوب ما يستطيعون أو يفضلون مشاهدته... أما تصنيف «نظيف» و«وقذر» فهو يصلح للملابس قبل دخولها الغسالة وكيِّها لاحقاً... من يدري؟ ربما سمعنا في المستقبل وصف «سينما مغسولة» أي تلك التي يتم تصويرها كيفما شاء ثم إعمال المقص فيها لقطع المشاهد «القذرة» منها.