رئيسا أركان تركيا وروسيا بحثا التطورات في إدلب

تفجيرات في مناطق سيطرة «نبع السلام» غرب الفرات وشرقه

صورة لانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض نشرها موقع (الرقة تذبح بصمت)
صورة لانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض نشرها موقع (الرقة تذبح بصمت)
TT

رئيسا أركان تركيا وروسيا بحثا التطورات في إدلب

صورة لانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض نشرها موقع (الرقة تذبح بصمت)
صورة لانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض نشرها موقع (الرقة تذبح بصمت)

بحث رئيسا أركان الجيشين التركي والروسي التطورات في سوريا، وبخاصة الوضع في إدلب وسير اتفاق النار الموقّع بين بلديهما حول المنطقة في 5 مارس (آذار) الماضي.
وقالت مصادر تركية إن رئيس الأركان التركي يشار غولر، تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، أمس (الأربعاء)، تناولا خلاله العلاقات العسكرية بين البلدين والملفات الإقليمية المهمة وفي مقدمتها الوضع في سوريا وليبيا، وذلك في إطار التشاور المستمر حول القضايا الأمنية ومن أهمها الوضع في سوريا وبخاصة التطورات في إدلب.
كانت القوات التركية والروسية قد سيرت، أول من أمس (الثلاثاء)، الدورية المشتركة رقم 20 على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، في إطار الدوريات التي انطلقت منذ 15 مارس الماضي، عقب توقيع اتفاق موسكو بين الجانبين في الخامس من الشهر ذاته لوقف إطلاق النار في إدلب. وفي الوقت ذاته يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات شبه يومية إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب، حيث أقام أكثر من 60 نقطة مراقبة عسكرية هناك.
يالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 6 سوريين وإصابة 11 آخرين، في هجوم بقنبلة في تل أبيض الواقعة، ضمن نطاق ما تسمى عملية «نبع السلام» التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، ليل الثلاثاء - الأربعاء، نسبته أنقرة إلى وحدات حماية الشعب الكردية السورية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وقال مكتب والي شانلي أورفا، جنوب شرقي تركيا، إنه تم استخدام سيارة ملغومة في الهجوم الذي أصيب فيه مدنيون يجري علاجهم في مستشفيات على جانبي الحدود.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس (الأربعاء)، إلقاء القبض على 7 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منطقتي عمليتي «غصن الزيتون» و«درع الفرات» في محافظة حلب شمال سوريا. وقالت الوزارة، في بيان، إن القبض على هذه العناصر جاء في إطار الجهود الرامية إلى منع أنشطتهم التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أنه تم القبض على 4 في منطقة «درع الفرات»، و3 في منطقة «غصن الزيتون» في عفرين.
في غضون ذلك، هز انفجار منطقة الباب، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما تُعرف بمنطقة «درع الفرات»، والذي نجم عن عبوة ناسفة زُرعت على الطريق الواصل بين مدينة الباب وبلدة قباسين شمال شرقي حلب، أمس. ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية أو إصابات.
وتشهد مدينة الباب توتراً على خلفية قيام مسلحين من أهالي المنطقة، بالاعتداء على عناصر من «الشرطة العسكرية» في أثناء قيامهم بحملة أمنية لنزع السلاح من المدينة واعتقال «الملثمين».



ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».