تركيا تبدأ التجارب على منظومة «إس 400» الروسية

تجاهلت اعتراضات واشنطن وتلويحها بالعقوبات

صواريخ «إس 400» الروسية خلال مشاركتها في موسكو في الاحتفالات بالانتصار على النازية (إ.ب.أ)
صواريخ «إس 400» الروسية خلال مشاركتها في موسكو في الاحتفالات بالانتصار على النازية (إ.ب.أ)
TT

تركيا تبدأ التجارب على منظومة «إس 400» الروسية

صواريخ «إس 400» الروسية خلال مشاركتها في موسكو في الاحتفالات بالانتصار على النازية (إ.ب.أ)
صواريخ «إس 400» الروسية خلال مشاركتها في موسكو في الاحتفالات بالانتصار على النازية (إ.ب.أ)

بدأت تركيا اختبار منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» على مقاتلات أميركية في قاعدة «مرتد» الجوية القريبة من العاصمة التركية في إشارة إلى مضيها في تفعيل المنظومة رغم تلويح الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها ما لم تتخل عنها.
وكشفت مصادر عن أن الجيش التركي بدأ اختبارات لمنظومة الدفاع على مقاتلات «إف 16» و«إف 4» الأميركية. ونقلت وسائل الإعلام التركية أمس (الأربعاء) عن موقع «Fighter Jets World» أنه يتم اختبار صواريخ المنظومة الروسية منذ أول من أمس أثناء تحليق المقاتلات على ارتفاعات منخفضة وعالية.
وكان مقررا أن تدخل منظومة «إس 400» الخدمة في الجيش التركي في أبريل (نيسان) الماضي، لكن خطط تفعيلها بقيت غامضة في ظل التلويح الأميركي بالعقوبات ووقف مشاركة تركيا في برنامج إنتاج وتطوير مقاتلات «إف 35» الأميركية في إطار مشروع مشترك يخضع لإشراف حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتتمسك وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والكونغرس الأميركي بعدم تفعيل المنظومة وإعادتها إلى روسيا كحل وحيد، لكن يبدو أن الرئيس دونالد ترمب، الذي دافع عن حق تركيا في امتلاك منظومة للدفاع الجوي وأن لجوءها إلى روسيا كان بسبب رفض إدارة سلفه باراك أوباما بيعها منظومة «باتريوت» الأميركية، غير متحمس لفرض عقوبات.
المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، أكد أن بلاده لا تنوي الاستغناء عن المنظومة الروسية، قائلا إن «الصفقات تعقد والأسلحة تشترى بغرض نهائي وتركيا دولة راسخة وتتمسك باتفاقاتها».
في السياق ذاته، قال الميجور جنرال طيار التركي المتقاعد بيازيد كاراتاش إن هناك وثيقة تسمى «وثيقة المستخدم النهائي تمنح بموجبها ضمانات في الصفقات، وقامت تركيا بالتوقيع عليها وهي تمنع بيع الأسلحة لأطراف ثالثة».
وأشار كاراتاش إلى أن تركيا ليست بمأمن من العقوبات الأميركية لأن هناك قانونا يقضي بفرض عقوبات على الدولة التي تستخدم أسلحة روسية بعد 30 يوما من دخولها الخدمة.
في السياق ذاته ووجه أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي خطابا إلى وزير الدفاع مارك إسبر عن السبب وراء إبقاء تركيا حتى الآن ضمن البرنامج المشترك لتطوير طائرات إف 35 الذي يشرف عليه حلف شمال الأطلسي (ناتو). وبعث عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان، جيمس لانكفورد وتوم تيليس، والعضوان الديمقراطيان، جين شاهين وكريس فان هولين، برسالة إلى وزير الدفاع مارك إسبر يتساءلون فيها عن أسباب استمرار تركيا ضمن البرنامج حتى الآن رغم وجود قرار بإخراجها منه اعتبارا من مارس (آذار) الماضي بسبب رفضها التخلي عن اقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» وطالبوا بتفسير لذلك.
كانت واشنطن أعلنت، عقب تسلم تركيا المنظومة الروسية العام الماضي، أنها ستخرجها من برنامج تصنيع وتطوير مقاتلات «إف 35». وفي الوقت الذي أوضحت فيه واشنطن أنها لن تسلم الجيل الخامس من «إف 35» لأنقرة التي تعاقدت على شراء 100 منها، طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إعادة الأموال التي دفعتها تركيا حتى الآن في المشروع، قائلا إن بلاده دفعت 1.4 مليار دولار.
وفي مطلع يوليو (تموز) الجاري أعلن البنتاغون أن الشركات التركية ستواصل إنتاج 139 جزءا من أجزاء المقاتلة التي تنتجها «لوكهيد مارتن» حتى نهاية العام 2022 بحسب تصريحات أدلت بها جاسيكا ماكسويل، إحدى الناطقات باسم البنتاغون لوكالة «الأناضول التركية» وقالت إن البرنامج المشترك لإنتاج المقاتلة يواصل في نفس الوقت السعي لإيجاد بدائل، وإنه مستمر في تنفيذ مخططاته بهذا الصدد.
ولا يعد خطاب النواب هو الأول، إذ سبقته مطالبات برلمانية أيضا وجهت للرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات رادعة على الحكومة التركية، عقب توقيعها اتفاقا مع روسيا وتفعيل قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات» (كاتسا) الذي يتضمن عقوبات على الدول التي تتعامل مع روسيا في السلاح.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».