ليبيا: معلومات عن قرب تعيين حفتر قائدا عاما للجيش وحوار الأمم المتحدة يصطدم بحكومة الثني

المتطرفون يصعدون القصف العشوائي ضد المدنيين في بنغازي

اللواء خليفة حفتر
اللواء خليفة حفتر
TT

ليبيا: معلومات عن قرب تعيين حفتر قائدا عاما للجيش وحوار الأمم المتحدة يصطدم بحكومة الثني

اللواء خليفة حفتر
اللواء خليفة حفتر

بينما يتجه البرلمان الليبي إلى حسم الجدل حول وضع اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة ضد الجماعات الإرهابية في شرق ليبيا، عبر تعيينه في منصب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، مع تكليفه بإعادة بناء الجيش الليبي رسميا، ثارت، أمس، تكهنات حول ارتهان مصير الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني بالحوار الذي سترعاه الأم المتحدة بعد غد (الثلاثاء) المقبل بين الفرقاء الليبيين.
وقال وزير في الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بشرق ليبيا مقرا مؤقتا له، سيعلن قريبا عن تعيين حفتر في منصبه الجديد، لكنه رفض الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وقال الوزير الذي طلب عدم تعريفه: «القرار جاهز، المسألة تتعلق فقط بالتوقيت، رئيس مجلس النواب المستشار صالح عقيلة سيصدر القرار بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي».
وتعذر على الفور الحصول على رد من اللواء حفتر الذي يقود قوات الجيش الليبي في مدينة بنغازي بشرق البلاد، في حرب مفتوحة ضد الإرهابيين منذ شهر مايو (أيار) الماضي. ورغم أن اللواء حفتر أعلن اعتزامه إنهاء حياته العسكرية، بعد انتهاء حملته على الجماعات المتطرفة، لكنه يظل في نظر البعض منافسا محتملا على منصب الرئيس في أي انتخابات رئاسية مقبلة في ليبيا.
ووسع المتطرفون من وتيرة قصفهم العشوائي للمناطق السكنية في مدينة بنغازي، حيث سقطت قذيفة على إحدى عمارات منطقة الكيش، مما أدى إلى اشتعال النيران في وحدتين سكنيتين بالدورين السادس والسابع، لكن من دون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية. كما استمرت الاشتباكات المسلحة وسط المدينة، حيث سقطت قذائف عشوائية على أحد المنازل بحي السكابلي بمنطقة سيدي حسين، وسقوط أخرى مقابل مركز المتفوقين دون وقوع خسائر بشرية.
وطالت قذيفة «آر بي جي» الطابق الرابع من مستشفى الهواري دون وقوع أي إصابات بشرية، فيما قال هاني العريبي مسؤول الإعلام بالمستشفى المغلق منذ فترة جراء الاشتباكات القريبة من المستشفى، إنه قد تم إخلاء جميع الأطقم والمعدات الطبية. وفي تأكيد على سيطرة الجيش على معظم ضواحي بنغازي، ظهر أمس وزير الداخلية الليبي عمر السنكي في شوارع المدينة، حيث تابع سير العمل بمراكز الشرطة في المدينة وبحث الخطة الأمنية لتأمين المناطق الخالية من الاشتباكات التي يسيطر عليها الجيش الليبي وشباب المناطق وعناصر الأمن.
إلى ذلك، وضعت قوات فجر ليبيا التي تسيطر علي غرب ليبيا منذ أشهر، 4 شروط قالت: إنها تعد خطوطا حمراء لا يمكن بأي حال من الأحوال التفاوض أو الحوار أو مجرد النقاش فيها، للموافقة على الحوار الذي دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لعقده بعد غد (الثلاثاء). وتضمنت الشروط «احترام حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، والامتثال له دون أي قيد أو شرط، وعدم الخوض في أي مراحل انتقالية جديدة، بالإضافة إلى عدم المساس بقانون العزل السياسي أو محاولة إقصاء الثوار».
وتمثل فجر ليبيا تجمعا لكتائب إسلامية من مدينة مصراتة وغريان والزاوية وزليتن في الغرب، وقد أعلنت مناهضتها للبرلمان الليبي الجديد وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، بعد سيطرتها على طرابلس، بينما عينت حكومة لها برئاسة الإسلامي عمر الحاسي. وبدا، أمس، أن مصير الثني نفسه بات على المحك من جديد، بعدما قالت مصادر برلمانية وحكومية إن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، في إطار حوار الأمم المتحدة قد يعني إقالة الثني من منصبه.
وكشفت المصادر عن ورقة عمل تم تسريبها، قدمتها بعض أطراف الحوار تتضمن تعطيل عمل مجلس النواب وإقالة حكومة الثني وتشكيل حكومة محاصصة تضم بعض قادة الميليشيات وممثلين عن حزب الإخوان المسلمين وتحالف القوى الوطنية، في محاولة لحل الأزمة السياسية الدائرة في البلاد.
وتقود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الحوار الليبي بين نواب من البرلمان المجتمع في مدينة طبرق شرق البلاد ونواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات، وكانت الجولة الأولى قد عقدت في مدينة غدامس، 29 سبتمبر (أيلول) الماضي.
إلى ذلك، واصل سلاح الطيران الليبي قصف مواقع لتابعة لقوات فجر ليبيا بالطريق الصحراوي جنوب بلدية صبراته، بينما نقلت وكالة الأنباء الموالية لحكومة الحاسي عن مصدر عسكري أن القصف كان عشوائيا وغير مركز، ولم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية.
وشيّع أهالي مدينة صبراته 3 من قوات فجر ليبيا الذين سقطوا جراء القصف الذي نفذته طائرات الجيش، أول من أمس، حيث طالب المشيعون حكومة الحاسي بالتدخل الفوري والعاجل لمدهم بالسلاح والذخائر لحمايتهم وممتلكاتهم من القصف الجوي.
ومنذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات فجر ليبيا وثوار الزنتان وجيش القبائل، للسيطرة على مدن وبلدات غرب البلاد، كما يشن سلاح الجو بالجيش الليبي، ضربات جوية على مناطق غرب البلاد منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، مستهدفا مواقع تجمعات قوات (فجر ليبيا).
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الليبية تدشين مشروع تفعيل مطار «الخروبة» الدولي، الذي يقع في مدينة البيضاء على بعد 1300 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس.
وطبقا لبيان أصدرته الحكومة، فقد وضع عبد السلام البدري نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، برفقة وفد رسمي من الحكومة، حجر الأساس في مشروع تفعيل مطار الخروبة المعروف سابقا بمطار أم الغزلان، ليصبح من المطارات الدولية.
وكان مطار الخروبة قد أنشئ فترة الحرب العالمية الثانية، وتم تطويره منذ 20 عاما، قبل أن يهمل في عهد العقيد الراحل معمر القذافي.
من ناحية أخرى، أكد وكيل وزارة الخارجية الليبية حسن الصغير أن الخارجية تنتظر رد مجلس النواب (البرلمان)، بشأن قضية مبروك ميلاد السفير الليبي لدى بلجيكا.
وأكد الصغير، لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن الوزارة طلبت من مجلس النواب النظر في قضية ميلاد، بعد ارتباطه بقضية تحرش جنسي لإحدى العاملات داخل مقر السفارة.
وكانت تقارير صحافية قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن اتهام السفير بجريمة تحرش بحق إحدى الخادمات في مقر السفارة، وتعود تفاصيلها لمطلع الشهر الماضي.
وقرر 15 من أعضاء البعثة الليبية في ختام اجتماع عقدوه منتصف الشهر الماضي، مغادرة ميلاد الأراضي البلجيكية، والعودة إلى ليبيا لتسوية القضية مع وزارة الخارجية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.