أعلن النائب السابق رئيس الحزب الديمقراطي العربي في إسرائيل، طلب الصانع، أن بلدية حورة قررت إطلاق اسم المواطن الإسرائيلي اليهودي، ميخائيل بن زِكري، على المكتبة العامة في البلدة تكريماً له على عمله الإنساني الشهم بإنقاذ عائلة عربية من الغرق.
وقال الصانع، مفسراً هذه الخطوة، إنها «تعبير عن تقديرنا البالغ لعمل هذا الرجل». وأضاف: «نحن في بلاد منكوبة بالعنصرية والقمع والكبت. وعرب النقب غاضبون جداً من السياسة الرسمية للحكومة، التي ترمي إلى ترحيلهم وإبقاء بلداتهم متخلفة معدومة الخدمات الأساسية، ولكنهم في الوقت ذاته يعرفون كيف يحترمون من يحترمهم ويكافئون من يساعدهم ويمتنون لمن يضحي من أجلهم. وهذا الرجل ضحى بأغلى ما عنده، حياته، لأجلنا».
وكان بن زِكري، وهو مواطن في الخامسة والأربعين صاحب شركة لترتيب الحدائق والجنائن، قد شاهد شخصاً يطلب النجدة في بحيرة مياه حلوة على مقربة من شاطئ مدينة أشكلون على البحر الأبيض المتوسط، حيث يسكن. فتقدم منه فأخبره عن امرأة تغرق. فقفز إلى البحيرة وأنقذها. فأخبرته أن لديها ولدين، أحدهما في العاشرة والثاني في الخامسة من عمره، هما أيضاً اختفيا تحت الماء فغاص وأنقذ الأول بعد جهد جهيد. وبدأ يظهر عليه الإرهاق، لكنه أصر على إنقاذ طفلها الثاني. وبعدها، خارت قواه ولم يعد يستطيع الصمود في الماء أو الخروج إلى الشاطئ. وغرق بنفسه وفقد حياته.
ومنذ أن كشف النقاب عن هذه الحادثة، يوم الجمعة الماضي، والوفود تتدفق من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) وقيادتهم السياسية والمحلية، على بيت الفقيد لتشارك في العزاء. وأرسلت السلطة الفلسطينية تعزية حارة للعائلة. وقال النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية الوطنية، بعد زيارته عائلة ميخائيل بن زِكري معزياً: «السياسة العنصرية تحقن النفوس بسمومها فتشوّه إنسانية الإنسان وطبيعته السمحة. لكن هذه الإنسانية هي التي ستنتصر. وميخائيل، الإنسان الطيب، هو نموذج على ذلك». وقام وفد عن رؤساء البلديات العرب، بقيادة رئيس بلدية سخنين نائب رئيس اللجنة القطرية للرؤساء، د. صفوت أبو ريا، وأعرب عن مشاركته ألم العائلة.
وقام وفد من بلدة حورة في النقب، التي تنتمي إليها عائلة الجمل التي تم إنقاذها، بزيارة يومية إلى عائلة بن زِكري طيلة أيام العزاء السبعة.
وقد استقبلت العائلة اليهودية المعزين العرب بالترحاب. وقالت أرملة الفقيد، حيلي، إنها عندما رأت رب العائلة العربية يبكي حزناً على زوجها، رغم فرحه بإنقاذ زوجته وطفليه، وعندما رأيت الأم العربية وطفليها بعد نجاتهما، فهمت أن زوجي كان ملاكاً.
فلسطينيو 48 يتدفقون للتعزية في يهودي ضحى بحياته لإنقاذ عائلة عربية من الغرق
فلسطينيو 48 يتدفقون للتعزية في يهودي ضحى بحياته لإنقاذ عائلة عربية من الغرق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة