كورونا قد يعرّض المرضى للهذيان والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب

ممرض يهتم بمريض يعاني من كورونا في مستشفى بليما (أ.ب)
ممرض يهتم بمريض يعاني من كورونا في مستشفى بليما (أ.ب)
TT
20

كورونا قد يعرّض المرضى للهذيان والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب

ممرض يهتم بمريض يعاني من كورونا في مستشفى بليما (أ.ب)
ممرض يهتم بمريض يعاني من كورونا في مستشفى بليما (أ.ب)

توصلت دراسة حديثة إلى أن الإصابة بكورونا يمكن أن تسبب الهذيان والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب في «عدد أكبر من المتوقع من المرضى»، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وكشف خبراء من كلية لندن الجامعية عن «زيادة مقلقة» وسط الجائحة لالتهاب دماغي نادر يُعرف بأنه ناتج عن عدوى فيروسية.
وعادة ما يظهر لدى الأطفال التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر أو «أديم» باختصار، ويؤثر على كل من الدماغ والحبل الشوكي.
وإن الحالة - التي يمكن أن تتبع العدوى البسيطة مثل نزلات البرد - ينجم عنها خلايا مناعية نشطة لمهاجمة الطلاء الواقي الدهني الذي يغطي الأعصاب.
وحذر الباحثون من أن الأطباء بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بخطر الآثار العصبية للمساعدة في التشخيص المبكر وتحسين النتائج التي يظهرها المرضى.
وقال مؤلف الدراسة وعالم الأعصاب الاستشاري مايكل زاندي من كلية لندن الجامعية: «لقد حَدّدنا عدداً أكبر من المتوقع من الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية مثل التهاب الدماغ».
وأضاف أن ظهور هذه الحالات «لم يكن مرتبطاً دائماً بشدة أعراض الجهاز التنفسي... يجب أن نكون متيقظين وأن نبحث عن هذه المضاعفات لدى الأشخاص الذين لديهم كورونا».
وتابع زاندي: «لا يزال علينا متابعة ما إذا كنا سنشهد حالات على نطاق واسع من تلف الدماغ المرتبط بالوباء - ربما على غرار تفشي التهاب الدماغ الخمول في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بعد جائحة إنفلونزا عام 1918».
ووجد الباحثون أيضاً أن المضاعفات البيولوجية العصبية الأخرى - بما في ذلك الهذيان والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب - يبدو أنها مرتبطة بالفيروس التاجي.
وفي دراستهم، نظر الدكتور زاندي وزملاؤه إلى 43 مريضا - تتراوح أعمارهم بين 16 - 85 - يعانون من أعراض عصبية وإما إصابات كورنا مؤكدة أو مشتبه بها، وتم علاجهم في المستشفى الوطني لأمراض وجراحة الأعصاب في لندن.
وفقاً للباحثين، لم يعانِ العديد من المرضى من أي من أعراض الجهاز التنفسي التي غالبا ما ترتبط بالفيروس التاجي.
ومن بين المجموعة، حدد الفريق 10 حالات من الخلل المؤقت في الدماغ مع الهذيان، و8 حالات من السكتات الدماغية و8 حالات مع تلف الأعصاب.
وكانت هناك أيضاً 12 حالة من حالات التهاب الدماغ - وتم تشخيص تسعة من هؤلاء المرضى بمرض «أديم».
وفي الظروف العادية، قال الفريق الذي يتخذ من لندن مقراً له إنهم يرون حوالي مريض بالغ واحد مصاب بـ«أديم» في الشهر، في المتوسط - لكن هذا الرقم ارتفع إلى مريض واحد على الأقل في الأسبوع وسط تفشي الوباء.
وقال الباحثون إن كورونا لم يتم اكتشافه في الدماغ أو سوائل العمود الفقري لأي من المرضى الذين تم اختبارهم.
وأوضحوا أن هذا يشير إلى أن الفيروس لم يتسبب بشكل مباشر في الأعراض العصبية و«أن بعض مضاعفات كورونا قد تأتي من الاستجابة المناعية للمرء، وليس الفيروس نفسه».
وخلص الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد سبب إصابة بعض مرضى كورونا بمضاعفات عصبية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مش مسرحية» لطارق سويد رسائل اجتماعية بومضات سريعة

لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)
لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)
TT
20

«مش مسرحية» لطارق سويد رسائل اجتماعية بومضات سريعة

لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)
لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)

10 قصص مع ديكوراتها الخاصة، و12 موهبة تمثيلية تؤلف قالب العرض المسرحي الذي يحمل اسم: «مش مسرحية»، على خشبة «ديستركت 7». وبدعوة من كاتب العمل ومخرجه طارق سويد، احتشد عددٌ من الصحافيين لحضوره، وعلى مساحة صغيرة تعبق بدفء الفن الحقيقي، تدور أحداث «مش مسرحية».

طارق سويد مخرج المسرحية وكاتبها («إنستغرام» المخرج)
طارق سويد مخرج المسرحية وكاتبها («إنستغرام» المخرج)

تأتي المسرحية نتيجة ورشة عمل قام بها سويد مع شباب من هواة المسرح التقاهم في استوديو الممثلة فيفيان أنطونيوس (أتيليه دار). حين دعته لينظِّم لهم ورشة تدريبية في التمثيل. أُعجب سويد بتلك المواهب وقرَّر أن يقدمها في عمل مسرحي، فاستمرت لقاءاته معهم لنحو 6 أشهر متتالية، لتكون المسرحية ثمرة هذا التعاون بعد أن اكتشف مواهب تمثيلية حقيقية بينهم.

يضمُّ فريق الممثلين إيلي الحلو، ورنا يمين، وروني فارس، وباميلا جرمانوس، ورونالدو سعد، ورايا الحوت، وإلسي شلِّيطا، وإسماعيل حسينات، وجوي مانوكيان، وناتالي جرجس، وأيمن التيماني، وماريتا حدَّاد.

لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)
لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)

من عنوانها «مش مسرحية»، يُدرك مشاهد العمل أن العرض لا بدَّ أن يخرج عن المألوف. وبعيداً عن المسرحيات التقليدية، أخذها كاتبها ومخرجها الممثل طارق سويد إلى المسرح الواقعي، فكتب نصوصها برشاقة، وصنع عناصرها بإتقان.

يحبك سويد قصص المسرحية بحرفية الكاتب المسؤول والموضوعي. يخرج عن المألوف في كيفية انتقاء موضوعاتها وتنفيذها، ويعبُر فيها إلى الخشبة الواقعية التي تلامس قلوب جمهورها. تُقدَّم هذه القصص لتكون بمثابة ومضات فنية تجذب متابعها بلا ملل.

الشهرة عندما يخفت وهجها في «مش مسرحية» (الشرق الأوسط)
الشهرة عندما يخفت وهجها في «مش مسرحية» (الشرق الأوسط)

لا تتجاوز مدة عرض كل قصة الدقائق الـ10؛ تتناول الوظيفة الرسمية، والعلاقة الزوجية، و«السوشيال ميديا»، والماورائيات، وخفوت وهج المشاهير، وأوهام علاقات الحبّ وغيرها. فتسلّط الضوء على مشكلات شائكة وعلى حالات اجتماعية تدعو إلى القلق.

طارق سويد مُفعم بالحيوية وشغوف بعمله إلى آخر حد، كان المخرج والكاتب والممثل في آن؛ يتنقل بين كواليس الخشبة وصالة العرض بين مشهد وآخر. هدفه واضح، محوره ملامسة العمل المتكامل. فلم يكن يرغب أن تفوته ردود فعل الحضور كما أداء الممثلين. وذلك لتأكيد أن الضحكة والابتسامة كما اللوعة والدمعة الرقيقة لامست قلب المشاهد.

أما المفاجأة فاتَّسمت بالمواهب الشابة المشاركة، فمجموعة الممثلين الـ12 بدوا محترفين يتعاملون مع الخشبة وكأنهم يعرفونها منذ زمن. ولُوحظ أداء ممتع لكل من روني فارس وناتالي جرجس، فكانا الثنائي الذي عرِف كيف يخلط بين الأداء الكوميدي والدرامي بشكل لافت. في حين استمتع جمهور المسرحية بإطلالة رنا يمّين التي قدّمت قصة مؤثرة عن وهم «السوشيال ميديا»؛ فأدّت دورها باحترافية متجاوزة التمثيل العادي، ومبتعدة عن المبالغة في الأداء.

الممثلة رنا يمّين متناولة موضوع «السوشيال ميديا» (الشرق الأوسط)
الممثلة رنا يمّين متناولة موضوع «السوشيال ميديا» (الشرق الأوسط)

يستمر عرض المسرحية لغاية 27 أبريل (نيسان)، لتعود إلى خشبة «ديستريكت 7» مرَّة جديدة في 4 و5 و17 و18 مايو (أيار) المقبل.

«مش مسرحية»، اسم على مسمَّى، إذ جاء محتواها ليحاكي الناس ويخاطبهم بلسان حالهم؛ وقولَب سويد موضوعاتها لتكون بمثابة قصص حياة، وكانت الخشبة بمثابة منصة تفاعلية تربط بينها وبين الجمهور بخيط رفيع، وهو ما استلزم فنَّ التخاطب بين طارق سويد والحضور، في حين عكس الممثلون تقنية سويد في الأداء، فمارسوا اللعبة المسرحية بطبيعية مطلقة.