«كوفيد ـ 19» يؤلم الليبيين بالوفيات والإصابات

هروب أفريقي مصاب من العزل... وإعلان منطقة شرق طرابلس موبوءة بالفيروس

TT

«كوفيد ـ 19» يؤلم الليبيين بالوفيات والإصابات

ودعت ليبيا مرحلة تسجيل الأرقام الصغيرة فيما يتعلق بفيروس «كورونا»، وباتت تعلن يومياً عن إصابة أعداد كبيرة بـ«كوفيد - 19»، خصوصاً بجنوب وغرب البلاد، وأرجعت الأجهزة الطبية ذلك لأسباب عدة، من بينها، «عدم وجود وعي كاف من بعض المواطنين، ورفضهم دخول العزل الصحي»، بينما أعلنت السلطات المحلية في بلدية زليتن (150 كيلومتراً شرق طرابلس) «كعام» منطقة «موبوءة» بعد تسجيل 18 إصابة بالفيروس بها، إضافة إلى حالتي وفاة.
وأطلق المركز الوطني لمكافحة الأمراض، نداء تضامنياً أمس، تحت عنوان «لنحمِ جنوبنا من (كورونا)... كلنا واحد ضد الفيروس»، وقال إنه سجل 71 حالة «إيجابية» بالفيروس، كثاني أعلى إحصائية يومية بالإصابات، من بينها 26 إصابة في طرابلس، و18 بسبها، مقارنة بثلاث إصابات في بنغازي (شرق البلاد)، لافتاً إلى أن إجمالي الإصابات في ليبيا وصل إلى 1117 إصابة، منها 814 حالة نشطة، و269 متعافياً، بينما سجُلت 34 وفاة.
وقال الدكتور عبد السلام عصمان رئيس لجنة إدارة أزمة جائحة «كورونا» ببلدية زليتن، في كلمة مصورة أمس، إن الوباء بدأ يتفشى في «كعام»، وبالتالي تم إعلانها منطقة موبوءة، داعياً جميع السكان إلى أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بحظر التجول والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى تجنباً لنشر الفيروس، في ظل تزايد الإصابات هناك إلى 45 حالة في وقت سريع.
ومدد المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» حظر التجوال في مدن غرب البلاد، من الثامنة مساء إلى السادسة من صباح اليوم التالي مدة 10 أيام، ابتداء من أمس، على أن يكون الحظر كلياً 24 ساعة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويمنع خلالهما التنقل بين المدن.
وسعى إلى طمأنة المواطنين، الدكتور سليمان الشيباني أبو سريويل عضو اللجنة العلمية الاستشارية لجائحة «كورونا» التابعة لحكومة «الوفاق»، وأضاف في بيان أمس، أنه تم إنشاء 6 مراكز فرز داخل طرابلس لاستقبال حالات الاشتباه بـ«كورونا» والحالات التي تعاني أعراضا تتعلق بأمراض الجهاز التنفسي، إضافة إلى تخصيص كثير من الأسرة لمراكز مصابي الفيروس، وللعناية الفائقة.
رغم حديث أبو سريويل، قال مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض فرع سبها الدكتور عبد الحميد الفاخري، إن الجنوب يسجل 100 إصابة يومية بـ«كورونا» لكل 450 عينة، لافتاً إلى أن هذه المناطق تمثل 55 في المائة من الإصابات في ليبيا، بجانب تسجيل 19 حالة وفاة بمعدل حالة كل يومين، وأرجع ذلك إلى أن هناك مصابين يرفضون الخضوع للعزل الصحي، فضلاً عن عدم الوعي الكافي بخطورة الفيروس.
ونوه الفاخري في بيان عن الحالة الوبائية في مدن الجنوب، إلى إصابة 19 شخصاً من العناصر الطبية والطبية المساعدة، بالإضافة إلى بعض العاملين في منظومة النظافة من الجنسية الأفريقية داخل مركز سبها الطبي، مشيراً إلى أن الفيروس أصاب كل الفئات العمرية بالمنطقة الجنوبية أصغرها 4 أشهر وأكثرها 93 عاماً.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.