ترمب يحذر من التصويت لصالح بايدن ويتهمه بالفساد

مع تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في استطلاعات الرأي، صعّد هذا الأخير من حملته الهجومية على الديمقراطيين، وحذّر الأميركيين من التصويت لصالح بايدن مذكراً بأجندته الاقتصادية.
وغرّد ترمب قائلاً: «إذا أردتم أن تتلاشى ادخاراتكم التقاعدية وأسهمكم في الأسواق، صوتوا لليسار المتشدد من الديمقراطيين الكسولين، وجو بايدن الفاسد. سوف يفرضون عليكم ضرائب هائلة ويجعلونكم فقراء للغاية وبسرعة!»... تغريدة صغيرة لكنها مشبعة بالتفاصيل، فهي أظهرت استراتيجية واضحة من قبل الرئيس الأميركي للتركيز على نقطة قوته الأساسية بين الناخبين وهي الاقتصاد. فمهما تدهورت أرقامه في استطلاعات الرأي، إلا أن الناخب الأميركي لا يزال يعتبر أنه المرشح الأفضل لتحسين الاقتصاد الأميركي.
وخير دليل على ذلك استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع جامعة سيينا. فقد أظهر الاستطلاع، على غرار الاستطلاعات الأخرى، تقدم بايدن على ترمب بـ14 نقطة إذ دعمه 50 في المائة من الناخبين مقابل 36 في المائة من الداعمين لترمب. لكن على الرغم من هذه الأرقام الإيجابية للمرشح الديمقراطي، فإن 50 في المائة من الناخبين اعتبروا أن ترمب مؤهل أكثر من خصمه لتحسين الاقتصاد، مقابل 45 في المائة ممن اعتبروا أن بايدن هو الرجل الأفضل للمهمة.
ولعلّ ما يثير قلق حملة ترمب الانتخابية هو تراجع الدعم للرئيس الأميركي في صفوف قاعدة الجمهوريين الانتخابية، والمؤلفة عادة من الناخبين البيض كبار السن وفي منتصف العمر. فيظهر الاستطلاع أن 52 في المائة من الناخبين البيض تحت 45 من عمرهم يدعمون بايدن مقابل 30 في المائة ممن يدعمون ترمب، أما بالنسبة لكبار السن، وهي الشريحة الانتخابية التي دعمت ترمب بشكل كبير في الانتخابات الماضية، فقد أعرب أكثر من 38 في المائة منهم عن استيائهم من تعاطي الرئيس الأميركي مع ملفي فيروس كورونا والعنصرية.
وفي خضم محاولات حملة ترمب الانتخابية استعادة ثقة الناخبين واسترجاع أصواتهم، أعلنت الحملة أن الرئيس الأميركي سيعقد تجمعاً انتخابياً في ولاية نيوهامشير يوم السبت المقبل، ليكون بذلك التجمع الثاني من هذا النوع منذ تفشي فيروس كورونا. وسيختلف هذا الحدث شكلياً عن التجمع الأول الذي عقد في تلسا في ولاية أوكلاهوما، إذ إنه سيُعقد في الهواء الطلق في ساحة مطار «بورتسماوث» الدولي. فعلى خلاف التجمع الأول الذي واجهت فيه الحملة انتقادات بسبب عدم احترام توجيهات الخبراء في احترام سياسة التباعد الجماعي وارتداء الأقنعة، أصدرت الحملة بياناً يحث الحاضرين على ارتداء أقنعة، واستعمال مطهر الأيدي في تجمع نيوهامشير.
ويعزي البعض سبب هذا التغيير في لهجة الحملة على إصابة عدد من العاملين في تجمع تلسا بالفيروس، إضافة إلى إعلان كل من المرشح الجمهوري السابق هرمان كاين، وصديقة دونالد ترمب الابن كيمبرلي غليفوي عن إصابتهما بالفيروس بعد حضور تجمع تلسا الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم الحملة هوغان غيدلي في البيان: «نتطلع قدماً لرؤية الوطنيين الذين يحبون حريتهم في التجمع والاحتفال بأميركا، البلد الأعظم في التاريخ».
يأتي هذا في وقت برز فيه اسم مستشارة الأمن القومي السابق سوزان رايس كمرشحة محتملة لمنصب نائب رئيس بايدن. وينظر بايدن الذي لم يحسم حتى الساعة خياره لهذا المنصب في عدد من الخيارات، أبرزها السيناتورة كامالا هاريس، وهي من أصول أفريقية، والسيناتورة إليزابيث وارن، محبوبة التقدميين من الحزب.
وبدأ اسم رايس بالظهور مع احتدام الجدل حول العنصرية في الولايات المتحدة، فرايس من أصول أفريقية وتجمعها علاقة طيبة ببايدن بحكم عملهما معاً في البيت الأبيض أيام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. لكن العائق الأساسي أمامها هو عدم خبرتها في الساحة الانتخابية، فهي لم تخُض في السابق أي حملة انتخابية على الرغم من أنها خدمت في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وتسلمت منصب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة وثم مستشارة الأمن القومي لأوباما.
ومع تداول اسمها كمرشحة محتملة، دافعت رايس عن خبرتها في المجال الانتخابي، فشددت على أن خدمتها في الإدارة أكسبتها الخبرة اللازمة في هذا الإطار. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة «إن بي سي»: «جو بايدن سيتخذ قراراً ويختار الشخص الأنسب برأيه ليكون نائباً له. وسوف أقوم بكل ما بوسعي لمساعدته في الفوز والنجاح كرئيس، سواء أكنت نائبة أو مشجعة له. وسوف أعول على خدمتي في الحكومة لسنوات تعلمت خلالها التعاطي مع البيروقراطية».
ويتخوف بعض الديمقراطيين من أن يعيد اختيار رايس إحياء ملف الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أودى بحياة السفير الأميركي هناك كريستوفر ستيفنز. فقد لعبت رايس دوراً أساسياً في نفي الإدارة أن يكون الهجوم على السفارة منظماً، ليتبين بعد ذلك أن العكس صحيح. وواجهت رايس حينها موجة شرسة من الانتقادات من قبل الجمهوريين، ومما لا شك فيه أن هذه الموجة ستتجدد في حال اختيارها لمنصب نائب الرئيس.