نتنياهو: خطوة واحدة تفصلنا عن الإغلاق الشامل

TT

نتنياهو: خطوة واحدة تفصلنا عن الإغلاق الشامل

في وقت تتهمه فيه المعارضة بالفشل، وتطالبه برفع يده عن معالجة موضوع «كورونا»، وتسليمه إلى المهنيين، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديداً للمواطنين الذين يستخفون بالتعليمات، وقال إن «إسرائيل باتت على بعد خطوة واحدة من العودة إلى سياسة الإغلاق الشامل».
وجاء تهديد نتنياهو في مستهل جلسة طارئة للحكومة، التأمت أمس (الاثنين)، أقرت فيها مجموعة من التقييدات لمجابهة الزيادة في أعداد مُصابي فيروس كورونا، في الأيام الأخيرة، وبضمن ذلك؛ إغلاق قاعات الأفراح والمناسبات والنوادي الرياضية وصالات الألعاب الرياضية، وحمامات السباحة العامة والحانات، ومنع إقامة عروض ثقافية وتقليص جديد في عدد المسموح وجودهم في المطاعم من 50 إلى 20. ودور العبادة (19 شخصاً). وتم فرضُ قيود على وسائل النقل والمواصلات كذلك، إذ ستستمر الحافلات في عملها، بشرط أن تبقى النوافذ مفتوحة، دون تشغيلٍ لمكيفات الهواء، وشرطَ ألا يتجاوز عدد الركاب 20 شخصاً. وشددت الحكومة على أن التقييدات الجديدة، تحظر تجمهر أكثر من 20 شخصاً في أي مكان، مع الالتزام بقواعد التباعُد الاجتماعي، وعلى رأسها مسافة المترين، بين كل شخصين.
وقررت الحكومة تجميد قرارها فتح الرحلات الجوية مع اليونان وقبرص في مطلع الشهر المقبل، إلى أجل غير مسمى. كما قررت فرض غرامة على كل من يخالف تعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار فيروس كورونا ويمتنع عن وضع الكمامة.
وأصدرت وزارة الصحة بياناً قالت فيه إن «الحكومة صادقت على مسودة تعديل القانون وعلى دخول أنظمة الطوارئ (تقييد النشاط) حيز التنفيذ، على أن تدخل القيود التي ستقررها الحكومة حيز التنفيذ فوراً. وبموجب تعديل القانون، فإن لجنة الكنيست المكلفة بهذا الشأن ستعقد جلسة لمناقشة القرارات، وستقرر المصادقة عليها إما بشكل كامل أو جزئي، في غضون 7 أيام».
وقد خرجت المعارضة الإسرائيلية بهجوم حاد على سياسة الحكومة واتهمتها بالفوضى والارتجالية. وكشف رئيس حزب اليهود الروس «يسرايل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، أن وزارة الصحة أرادت إغلاق المعابد لكن الأحزاب الدينية هددت بالانسحاب من الائتلاف فرضخ نتنياهو ووافق على إبقائها مفتوحة بتقليص عدد المصلين إلى 19. مع العلم بأن أي معبد لا يلتزم بهذا العدد. وقال رئيس اتحاد أحزاب اليمين «يمينا»، نفتالي بنيت، إن «إسرائيل تشهد أكبر أزمة تمر بها في حياتها، ولكنها مبتلية برئيسي حكومة، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، فاشلين وعاجزين ولا يجرؤان على اتخاذ قرارات مصيرية». وقال يائير لبيد، رئيس كتل المعارضة، إن «الحكومة تتخذ قرارات متناقضة، فيها كثير من القرارات السخيفة التي لم تثبت جدواها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.