عودة «شهية» الطرح العام في السوق المالية السعودية

مؤشر الأسهم الرئيسي يواصل أداءه الإيجابي بتداولات تلامس ملياري دولار

الأسهم السعودية تمضي بأداء إيجابي وسط انفتاح شهية توجه الشركات للطرح العام  (رويترز)
الأسهم السعودية تمضي بأداء إيجابي وسط انفتاح شهية توجه الشركات للطرح العام (رويترز)
TT

عودة «شهية» الطرح العام في السوق المالية السعودية

الأسهم السعودية تمضي بأداء إيجابي وسط انفتاح شهية توجه الشركات للطرح العام  (رويترز)
الأسهم السعودية تمضي بأداء إيجابي وسط انفتاح شهية توجه الشركات للطرح العام (رويترز)

بعد انزياح غيوم تداعيات فيروس «كورونا» النفسية بالفتح الكلي للاقتصاد وسط احترازات وقائية مشددة، عادت في السوق المالية السعودية شهية الطرح العام وتوجه الشركات نحو الاكتتاب في سوق الأسهم السعودية، في وقت واصل فيه المؤشر العام للسوق الرئيسية المضي بتسجيل المكاسب منذ مطلع الأسبوع وسط ملاحظة تنامي حجم السيولة النقدية المتداولة.
وبينما وافقت هيئة السوق المالية نهاية يونيو (حزيران) على طلب من مجموعة بن داود القابضة لطرح 20 في المائة من أسهم الشركة وإدراجها واستمرار الاكتتاب حاليا على أسهم شركة «أملاك العالمية»، يلوح في الأفق توجه الطرح نحو النشاط الصحي من خلال شركة النهدي الطبية - أكبر سلسلة صيدليات في المملكة - حيث تدرس فكرة الطرح العام الأولي من خلال محادثات مبكرة مع مستشارين محتملين، وفقا لمصادر استندت عليها وكالة «رويترز» للأنباء.
وكان رئيس هيئة السوق المالية محمد القويز أشار قبل أسبوعين في ندوة افتراضية إلى وجود طلبات كثيرة برغم جائحة «كورونا» المستجد تتم دراستها وترغب بالطرح العام والإدراج في السوق المالية السعودية.
وقال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن شركة النهدي الطبية في السعودية، التي تمتلك ما يفوق 1100 صيدلة - حول السعودية - تدرس فكرة الطرح العام الأولي وبدأت محادثات مبكرة مع مستشارين محتملين، مشرين إلى أن الطرح العام لأسهمها قد يحدث العام المقبل، يأتي ذلك في وقت لم يصدر أي بيان رسمي من الشركة أو السلطات المعنية لتأكيد ذلك أو نفيه.
وبحسب مصادر «رويترز» تفوق قيمة الشركة عشرة مليارات ريال (2.67 مليار دولار)، بينما امتنعت النهدي عن التعقيب، في حين قال متحدث باسم مجموعة سدكو القابضة إنه ليس على علم بخطة لطرح أولي عام.
ويعد قطاع الرعاية الصحية من بين القطاعات التي تحظى بالتركيز في إطار «رؤية السعودية 2030» ضمن مجموعة من الإجراءات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف لتقليل اعتماد المملكة على صادرات النفط.
وتتوقع مؤسسة كويك البحثية أن منطقة الخليج في طريقها لزيادة حجم سوق الأدوية لديها بمقدار الضعف ليبلغ 20 مليار دولار بحلول عام 2025 في وقت تشجع المملكة شركات مملوكة لعائلات على الإدراج في محاولة لزيادة ثقل أسواق المال لديها في إطار مساع للإصلاح تهدف لتقليص اعتماد البلاد على قطاع النفط.
وخففت الجهات التنظيمية، كمزيد من التشجيع، متطلبات الطرح الأولي العام التقليدية لإدراج ما لا يقل عن 30 في المائة من أسهم الشركة المطروحة.
ويشهد العام الجاري طرحين عامين للأسهم في السعودية. وطرحت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب في فبراير (شباط) 15 في المائة من أسهمها بنحو 700 مليون دولار بينما تتطلع أملاك العالمية هذه الأيام إلى جمع 435 مليون ريال قبيل إدراج أسهمها في بورصة تداول.
من جانب آخر، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» أمس مرتفعا ليقفل عند مستوى 7390.59 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 7.2 مليار ريال (1.92 مليار دولار)، وسط تداول أكثر من 395 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 325 ألف صفقة سجلت فيها أسهم 73 شركة ارتفاعا في قيمتها.
وكانت أسهم شركات «بنيان ريت» و«معدنية» و«الأسماك» و«جدوى ريت» السعودية، و«الخليجية العامة» الأكثر ارتفاعا، فيما كانت أسهم شركات «دار الأركان» و«الإنماء» و«الأسماك» و«الجزيرة» و«سيرا» هي الأكثر نشاطا بالكمية والقيمة. في المقابل، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) - السوق الثانوية في المملكة - أمس على ارتفاع 97.23 نقطة لتقفل عند مستوى 8147.46 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 17 مليون ريال (4.5 مليون دولار)، فيما بلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 257 ألف سهم تقاسمتها 1150 صفقة.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».