السعودية تدعم مواهب الطلبة لتحويلها إلى مشاريع تجارية

المواهب السعودية تجد فرصتها لاستثمار ابتكاراتها
المواهب السعودية تجد فرصتها لاستثمار ابتكاراتها
TT

السعودية تدعم مواهب الطلبة لتحويلها إلى مشاريع تجارية

المواهب السعودية تجد فرصتها لاستثمار ابتكاراتها
المواهب السعودية تجد فرصتها لاستثمار ابتكاراتها

تزخر السعودية بالمواهب اللافتة، مثل الشابة ود السعدون، التي تخرّجت مؤخراً في المرحلة الثانوية، حيث ابتكرت مشروعاً لتصنيع وتخزين الطاقة الشمسية، وهو مشروع اختارته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) السعودية، بالشراكة مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ضمن 20 مشروعاً، لتحويلها إلى مشاريع تجارية.
تقول السعدون التي تسكن في المنطقة الشرقية، إنّ ما دفعها للبدء في هذا المشروع، هو كون السعودية من الدول المتقدمة في مجال الطاقة، ومن الدول الأولى المصدرة للنفط، «والآن اتجهت أنظار العالم نحو الطاقة المتجددة، خاصة مع الاحتباس الحراري وحرائق الغابات في أستراليا وغير ذلك».
وتشير السعدون إلى أهمية البدء في تطوير مصادر الطاقة المتجددة لمواكبة هذه التطورات، مضيفة أن معنى الطاقة المتجددة الآن هو الخلايا الشمسية، باعتبارها الأكثر شيوعاً، ووجدت أن المشكلة في كونها لا تُخزن الطاقة، هي فقط وسيلة لتحويل الطاقة من ضوء الشمس إلى كهرباء، وتحتاج إلى بطاريات وأجهزة كبيرة كي تخزنه.
وتوضح السعدون أنّ بحثها يقوم على تحويل طاقة الضوء إلى كهرباء وتخزينها في جهاز واحد، بحيث تجمع عمل جهازين هما «خلية شمسية» وجهاز «مكثف كهربائي» وظيفته تخزين الشحنات. مبينة أنّ العمل على هذا المشروع البحثي استغرق منها قرابة السنتين، قامت فيها بعدة تعديلات، ونالت عليه عدة جوائز، وتستعد اليوم لنشر ورقة علمية حول ذلك.
ومن منطقة عسير، يحكي الموهوب محمد الشهري، لـ«الشرق الأوسط»، عن مشروعه الذي اختارته أيضاً «منشآت»، هو عبارة عن غشاء مصنوع من مادة بيلومارية مطعّم بمواد نانومترية منخفضة التكلفة، يهدف إلى حماية المخطوطات الأثرية والمستندات المهمة، بحيث إنه يحفظها ويطيل عمرها الزمني إلى أطول فترة ممكنة في الظروف الطبيعية.
ولدى سؤاله عن الحاجة التي دفعته لذلك، أرجع الشهري الأمر، لإدراكه قيمة المخطوطات الأثرية، خاصة عند رؤية مدى ما تعرضت له من أضرار أفقدتها جزءاً من قيمتها التاريخية والعلمية، وجعلتها بلا قيمة من ناحية القراءة، وبعضها لا يُمكن قراءته. ويضيف: «كنت أتسأل: كيف أستطيع أن أحميها بأقل تكلفة؟ بحيث يُمكن لكل الناس الحفاظ على مستنداته المهمة، مثل الصكوك والإثباتات وغيرها، بطريقة سهلة تكون بمتناول الجميع، ومنخفضة التكلفة».
من ناحيته، يوضح ماجد الكناني، وهو مدير الإعلام في «موهبة»، لـ«الشرق الأوسط» أنّ البداية كانت بمنافسة نحو 76 ألف مشروع قُدمت على مستوى السعودية، من ثمّ فرزتها لجنة متخصصة، حتى وصلت إلى ستة آلاف مشروع، فأربعة آلاف، وأخيراً إلى 151 مشروعاً، هي صفوة ما جرى اختياره.
يذكر أن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» اختارت المشاريع العشرين بناءً على معايير وضوح المنتج الابتكاري وقابلية استثماره ضمن منشأة صغيرة. وبيّنت «موهبة» و«منشآت» أن المشاريع العشرين التي وقع عليها الاختبار ليست بالضرورة الأفضل من بين المشاريع المتأهلة من الناحية التجارية، وأن نتائج التقييم بهذين المعيارين جاءت متقاربة جداً بين كثير من المشاريع.
ومن المقرر أن تُقدّم «منشآت» في البدء الخدمات والجلسات الاستشارية لأصحاب هذه المشاريع خلال الأيام المقبلة، بعد تأهيلهم وتدريبهم سابقاً على مهارات ريادة الأعمال، وكيفية تحويل بحوثهم ومشاريعهم العلمية إلى مشاريع تجارية، ضمن مشروع الشراكة بين مؤسسة موهبة، ومنشآت، وهيئة الحماية الفكرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.