تحور «كورونا» لن يؤثر على خطط إنتاج اللقاحات

ذكرت دراسة أميركية أن كورونا تحور إلى سلالة جديدة أكثر قدرة على نشر العدوى (رويترز)
ذكرت دراسة أميركية أن كورونا تحور إلى سلالة جديدة أكثر قدرة على نشر العدوى (رويترز)
TT

تحور «كورونا» لن يؤثر على خطط إنتاج اللقاحات

ذكرت دراسة أميركية أن كورونا تحور إلى سلالة جديدة أكثر قدرة على نشر العدوى (رويترز)
ذكرت دراسة أميركية أن كورونا تحور إلى سلالة جديدة أكثر قدرة على نشر العدوى (رويترز)

تتطور الفيروسات بمرور الوقت، وتخضع لتغييرات وراثية أو طفرات يؤدي بعضها إلى تغييرات كبيرة تتسبب في ظهور سلالة جديدة من الفيروس، بمواصفات جديدة مختلفة عن السلالة التي كانت سائدة، وقد تكون التغيرات بسيطة جداً، بحيث لا نستطيع القول معها إننا أمام سلالة جديدة بمواصفات مختلفة تماماً تحتاج إلى تغيير اللقاحات.
وتتسابق دول عدة على إنتاج لقاحات مضادة لفيروس «كورونا» الذي تسبب في وفاة مئات الآلاف، وإصابة الملايين حول العالم، وتحاول بعض الشركات توفير لقاحات قبل نهاية العام الحالي.
وذكرت دراسة أميركية حديثة، نشرتها دورية «سيل» العلمية في 2 يوليو (تموز) الحالي، أن الفيروس تحور إلى سلالة جديدة أكثر قدرة على نشر العدوى من السلالة الأصلية التي بدأت في الصين، وهو ما يرفضه خبراء رأوا أن التحور الذي رصدته الدراسة تمثل في حدوث طفرة واحدة فقط، أعطت الفيروس قدرة عالية على الانتشار، لكنها لم تؤثر على بنية البروتين الشوكي الذي يعطي سطح الفيروس الشكل الشوكي المميز له، ما يعني أنها لن تنل من خطط إنتاج اللقاحات المعتمدة على استهداف هذا البروتين.
وتمثلت الطفرة التي حدثت بالفيروس في أحد الأحماض الأمينية الخاصة بالبروتين، التي تمت تسميتها «الحامض الأميني D614G»، حيث تسببت، بحسب الدراسة، في جعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى لاحتوائه على حمولات فيروسية عالية.
ويقول د. محمود شحاتة، الباحث بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه النتيجة تظل محل شك لأن إثبات حدوث طفرة يحتاج لأكثر من دراسة في أكثر من دولة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن».
ويضيف: «مع ذلك، إذا افترضنا أن النتيجة صحيحة، فإن ذلك لن يؤثر على خطط إنتاج اللقاح التي تستهدف البروتين الشوكي لأننا نتحدث عن تغيير واحد فقط في أحد الأحماض الأمينية». وهو ما يتفق معه د. تامر سالم، أستاذ الفيروسات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الذي يشير إلى أن «الاعتقاد بشأن قدرة (الحامض الأميني D614G) على إعطاء الفيروس خاصية الانتشار السريع يحتاج إلى دراسات شاملة في أكثر من دولة لأن العزلات الفيروسية التي تم أخذها من المرضى، وأظهرت وجود هذا الحامض الأميني، من الوارد أن يكون سببها أن الشخص الحامل للفيروس المحتوي على هذا الحامض الأميني كان موجوداً في أكثر من مكان، فنقل العدوى، وليس السبب في سرعة الانتشار وجود هذا الحامض الأميني بالفيروس».
وبشكل عام، تتحور الفيروسات التاجية التي ينتمي لها فيروس «كورونا المستجد» بشكل أبطأ من كثير من الفيروسات الأخرى، على غرار فيروس الإنفلونزا الذي يتغير بسرعة، ولا يوجد ضغط تطوري يدفع كورونا إلى التحور الشديد الذي يمكن أن يؤدي لظهور سلالة بمواصفات مختلفة، وفق الخبراء.
ويقول سالم لـ«الشرق الأوسط»: «أي فيروس تحدث له طفرات طوال الوقت. ولكن لاختبار قدرة هذه الطفرات على إحداث التغيير، يجب أن يكون هناك ضغط تطوري، يتمثل في وجود مناعة مجتمعية أو لقاح ضد الفيروس، وهو ما لم يحدث حتى الآن مع فيروس (كورونا المستجد)، حيث ما زال ينتشر بين الناس بقوة».
ومع حدوث هذا الضغط التطوري، بإنتاج لقاح أو تكوين مناعة مجتمعية، يمكن أن يظهر لدينا فيروس جديد بمواصفات مختلفة تدفع الباحثين لتغيير اللقاح، وقال: «لن يحدث ذلك بسرعة الإنفلونزا نفسها، ولكنه يظل احتمالاً قائماً».
ورغم أن الطفرة التي رصدتها الدراسة الأميركية محل شك، وتحتاج لتأكيد، فإن د. سالم يرى أنها «لو كانت صحيحة، فهي غير مؤثرة على إنتاج اللقاحات»، ويقول: «إذا افترضنا أن الفيروس يحتوي على أذرع بها أصابع للإمساك بالخلايا البشرية، فإن الطفرة التي رصدتها الدراسة حدثت في الذراع، وليس بالأصابع، وأغلب اللقاحات تعمل على استهداف الأصابع لأنها تحتوي على المستقبلات التي تساعد الفيروس على الإمساك بالخلايا البشرية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.