كيف وصل الحال بنادي ويغان إلى إعلان إفلاسه؟

منذ اليوم الأول لاستحواذ «إنترناشيونال إنترتينمنت كوربورشن» على النادي توقف الدعم وزادت الخسائر

ديف ويلان مالك ويغان السابق مع المدرب مارتينيز خلال التتويج التاريخي بكأس إنجلترا عام 2013 (إ.ب.أ)
ديف ويلان مالك ويغان السابق مع المدرب مارتينيز خلال التتويج التاريخي بكأس إنجلترا عام 2013 (إ.ب.أ)
TT

كيف وصل الحال بنادي ويغان إلى إعلان إفلاسه؟

ديف ويلان مالك ويغان السابق مع المدرب مارتينيز خلال التتويج التاريخي بكأس إنجلترا عام 2013 (إ.ب.أ)
ديف ويلان مالك ويغان السابق مع المدرب مارتينيز خلال التتويج التاريخي بكأس إنجلترا عام 2013 (إ.ب.أ)

أثار الانهيار الغريب لنادي ويغان أتلتيك كثيراً من الأسئلة الصارخة والمثيرة للقلق. لقد أصبح ويغان، الذي يلعب بدوري الدرجة الأولى بإنجلترا، أول نادٍ يعلن إفلاسه خلال أزمة تفشي فيروس كورونا، التي قد تؤدي إلى تداعيات مالية خطيرة على كثير من الأندية الأخرى، لكن يجب أن نؤكد أن أزمة فيروس كورونا ليست هي السبب الرئيسي في إفلاس النادي، بل سوء إدارة الملاك الجدد.
إنه واحد من أكثر السيناريوهات غير المحتملة والمربكة حتى بين أغرب القصص بشأن العلاقة بين كرة القدم والمال. وتجب الإشارة إلى أن ويغان، الذي كان ينظر إليه في السابق على أنه مثال للنادي الذي يتم الاستحواذ عليه من قبل متبرع محلي ثري، كان ينهار منذ 19 شهراً كاملة، وبالتحديد منذ أن قام قطب تجارة التجزئة، ديف ويلان، ببيعه لشركة الترفيه الدولية «إنترناشيونال إنترتينمنت كوربورشن»، حيث كان يأمل أن تنجح هذه الشركة في حماية إرثه في هذا النادي العريق. وحتى في ذلك الوقت، لم يبدُ الأمر مريحاً، نظراً لأن ويلان، الذي كان لاعباً سابقاً لكرة القدم، قد باع النادي المحلي في المدينة التي يوجد بها منزله، إلى شركة تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، ومسجلة في جزر كايمان كملاذ ضريبي، وهي الشركة نفسها التي تدير كازينو في مانيلا!
وقال المدير غيرالد كراسنر، مسؤول الحراسة القضائية المفروضة على نادي ويغان، يوم الخميس الماضي، إنه بمجرد التغلب على التحدي الملح والمتمثل في استكمال الموسم الحالي وخوض المباريات الست المتبقية لويغان، سيتم فتح تحقيق في الظروف والملابسات التي أدت إلى إعلان النادي لإفلاسه. وقد أعلنت شركة الترفيه الدولية، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، في 29 مايو (أيار) الماضي، أنها باعت ويغان مقابل 17.5 مليون جنيه إسترليني - أي أنها حققت ربحاً من النادي الذي كانت قد اشترته من ويلان مقابل 15.9 مليون جنيه إسترليني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وأكدت شركة الترفيه الدولية أنه في اليوم نفسه، وقبل أقل من خمسة أسابيع من الآن، تم استرداد مبلغ 24.6 مليون جنيه إسترليني كانت الشركة قد ضخته في ويغان لدفع رواتب اللاعبين وتغطية الخسائر الفادحة بالنادي.
وأعلن النادي أنه قد تم الاستحواذ عليه في الرابع من يونيو (حزيران) الماضي من قبل صندوق «نيكست ليدر فاند»، الذي يتخذ من هونغ كونغ مقراً له والمسجل في جزر كايمان أيضاً. وقيل لجمهور النادي إن «الدعم المقدم من الملاك» سيساعد النادي كثيراً خلال الأزمة الحالية. وقال المدير الجديد للنادي، أو يونغ، إنه «متحمس للانضمام إلى عائلة ويغان أثلتيك»، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى العمل مع مجلس الإدارة والموظفين، ومؤكداً أن «الأهم من ذلك هو أنني آمل أن ألبي طموحات مشجعي النادي المتحمسين».
في البداية، كان رجل الأعمال البارز في هونغ كونغ، تشوي تشيو فاي ستانلي، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة الترفيه الدولية، يمتلك أكثر من 50 في المائة من كل من البائع (شركة الترفيه الدولية)، والمشتري (صندوق نيكست ليدر فاند). لكن في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) - أي الأسبوع الماضي فقط - قيل إن أو يونغ، الذي كان في البداية مساهماً بحصة أقلية في صندوق «نيكست ليدر فاند»، أصبح يملك أكثر من 75 في المائة، ويعتقد الآن أنه المالك بنسبة 100 في المائة بعد أن أكمل الاستحواذ على النادي بالكامل من شركة الترفيه الدولية.
ومن المفهوم أن رابطة دوري الدرجة الأولى بإنجلترا قد وافقت على كل من الاستحواذ الأولي من جانب صندوق «نيكست ليدر فاند» واستحواذ أو يونغ على النادي، وبالتالي فإن الكارثة التي تعرض لها ويغان تثير كثيراً من الأسئلة الأخرى حول عمليات المراقبة والفحص، خصوصاً أن القواعد المنظمة لهذه الأمور تُلزم المشتري بأن يقدم ما يثبت أن لديه المال الكافي لتمويل النادي - وليس مجرد توفير المال أو السند أو التأمين لضمان وجود التمويل.
وتم الإعلان عن أنه لن يتم تقديم أي أموال أخرى للنادي - توقع مسؤولو ويغان أن تكون هناك حاجة إلى ستة ملايين جنيه إسترليني للتمويل المستقبلي - وسيتم الإعلان عن إفلاس النادي. ويقال إن مديري النادي لم يتلقوا أي إشعار بذلك حتى يوم الثلاثاء الماضي. وقد تم تعيين المسؤولين عن الحراسة القضائية المفروضة على نادي ويغان صباح الأربعاء الماضي، وأعلن كراسنر أن النادي سيكون بحاجة إلى ستة ملايين جنيه إسترليني لدفع المديونيات المستحقة عليه، بخلاف رواتب اللاعبين.
وفي ويغان، لا يُعرف الكثير عن أو يونغ، بخلاف المعلومات الواردة في وثيقة بيع النادي لشركة الترفيه الدورية، التي تنص على أنه «لديه خبرة ذات صلة في إدارة عمليات الأعمال وقيادة الأعمال، حيث يعمل في إدارة السلع والاستثمار العقاري في آسيا». كما تشير الوثيقة إلى أنه «يدير فريق كرة قدم للهواة منذ أكثر من 15 عاماً، وفاز بالعديد من الجوائز».
لذا، فإن الحقائق على النحو المبين هنا تشير إلى أنه في خضم أزمة تفشي فيروس كورونا وفي الوقت الذي كانت فيه الأندية تغلق أبوابها وتخشى فيه العديد من الأندية من الأزمات المالية، قرر أو يونغ شراء نادي ويغان، الذي كان يخسر ملايين الجنيهات حتى في الأوقات العادية! وفي البداية، دفع أو يونغ بالشراكة مع تشوي 17.5 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعني أنه دفع لشركة الترفيه الدولية أكثر مما دفعته الشركة للاستحواذ على النادي، كما تأكد من استرداد الشركة للقرض الذي سبق أن دفعته والذي كان يصل إلى 24 مليون جنيه إسترليني. لكن بعد ذلك، وفي اليوم الذي حصل فيه على الملكية بعد عملية الشراء مقابل 41 مليون جنيه إسترليني، قرر عدم تمويل الصفقة والإعلان عن إفلاس النادي!
ولم يتم تقديم أي تفسير لهذه الدوامة من الأحداث. وأشارت شركة الترفيه الدولية أثناء البيع لصندوق «نيكست ليدر فاند» إلى أن العقوبات المالية المفروضة من قبل رابطة دوري الدرجة الأولى هي التي أدت إلى تقليص الخسائر. لكن أو يونغ لم يفسر لماذا قرر الاستحواذ على النادي مقابل 41 مليون جنيه إسترليني، قبل أن يتوقف فجأة ويعلن عن إفلاس النادي.
وعندما سُئل كراسنر عن رأيه فيما حدث، رد قائلاً: «لم نبدأ التحقيقات بعد، لكننا ندرك المخاوف التي أثيرت. وبمجرد أن أعرف أننا أنقذنا النادي، سيتم وضع جميع مواردنا قيد التحقيق».
ولم ترد شركة الترفيه الدولية على أسئلة صحيفة «الغارديان» بشأن عملية البيع إلى أو يونغ، كما رفض محامو أو يونغ في المملكة المتحدة التعليق على الأمر.
وفي هذه الأثناء، تحول ويغان، الذي قاده ويلان لمدة 23 عاماً من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز والحصول على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2013، إلى حطام، بعد أن تم الاستحواذ عليه ثم الإعلان عن إفلاسه في غضون أسبوع واحد!


مقالات ذات صلة

الملاك الجدد لإيفرتون يبدأون التصحيح بإقالة المدرب

رياضة عالمية شون دايش أول ضحايا الملاك الجدد لإيفرتون (رويترز)

الملاك الجدد لإيفرتون يبدأون التصحيح بإقالة المدرب

قرر نادي إيفرتون الإنجليزي، إقالة مدربه شون دايش، اليوم الخميس، وذلك قبل ساعات قليلة من مباراة للفريق ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روني وزوجته كولين (رويترز)

كولين روني: تعرضنا لـ«الإرهاب» بعد انتقال زوجي ليونايتد

قالت كولين روني، زوجة النجم الإنجليزي واين روني، إن عائلتها تعرضت لما وصفته بـ«الإرهاب» لدى انتقال زوجها إلى مانشستر يونايتد مقبلاً من إيفرتون في عام 2004

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».