الأمين العام لندوة الحج الكبرى بالسعودية يحذر من تمدد التطرف واتساع فكره التكفيري

قال إننا: نحتاج لخوض حرب أفكار شرسة لمواجهة الإرهاب

هشام بن عبد الله العباس
هشام بن عبد الله العباس
TT

الأمين العام لندوة الحج الكبرى بالسعودية يحذر من تمدد التطرف واتساع فكره التكفيري

هشام بن عبد الله العباس
هشام بن عبد الله العباس

قال الدكتور هشام بن عبد الله العباس، الأمين العام لندوة الحج الكبرى في المملكة العربية السعودية، مستشار وزارة الحج، إن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يعطي أهمية كبرى، وخصوصا للقضايا التي يراها الأزهر في صالح الأمة الإسلامية والعربية»، وأضاف في حوار مع «الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الدولي لـ«مكافحة الإرهاب والتطرف» بالقاهرة، أن «مؤتمر الإرهاب جاء في وقته لنضع أنفسنا في وضع الاستعداد لهذا الخطر الكبير»، مؤكدا أن «مؤامرات التنظيمات الإرهابية بإشعال المنطقة ستكون هي وقودها».
وشدد الدكتور هشام بن عبد الله العباس على ضرورة خوض حرب الأفكار بكل قوة وبسالة لتقويض أركان الإرهاب من خلال بث مواد إعلامية موجهة للشباب، والعمل على إصلاح منظوماتنا التربوية والتعليمية، وإعادة النظر في مضامين العمل الصحافي والإعلامي، لافتا إلى أن «الحرب على الإرهاب لا تكون بالأسلحة أو بالقتل فحسب، لكن بتصحيح مفاهيم الإسلام، خصوصا الجهاد»، موضحا أن «الجماعات التي تقتل وتخرب وتريق الدماء وتستبيح الحرمات باسم الإسلام، فئة ضالة»، وكاشفا عن أن «التنظيمات الإرهابية تجند الشباب وتغرر بهم وتستقطبهم لأماكن القتال عن طريق المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام النساء وسيلة أخرى لتمرير المعلومات المضللة».. وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* بداية، حرص الأزهر على أن تكون المملكة العربية السعودية على رأس قائمة الدول المدعوة في مؤتمر الإرهاب.. كيف ترى هذه الدعوة؟
- دعوة الأزهر للمملكة على رأس قائمة الحضور بمؤتمر مواجهة الإرهاب، تدل دلالة كبيرة على عمق العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية أولا، وأيضا على العلاقة القوية بين أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، وهو الأزهر، وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما تدل على دعم المملكة العربية السعودية لكل القضايا التي يراها الأزهر الشريف في صالح الأمة الإسلامية والعربية، والمملكة العربية السعودية لها مساهمات واضحة وبارزة في كافة القضايا العامة والسياسية والاقتصادية، وفي دعم القضايا الإسلامية والوقوف بجانب كافة الدول الإسلامية، بجانب أنه في الفترة الأخيرة أصابت المنطقة العربية بشكل خاص أزمة الإرهاب، كما عودنا الأزهر وقوفه أمام هذه الكيانات التي ترتكب الجرائم تحت راية الإسلام وهي لا تمت بصلة للإسلام مطلقا، ويقف مدافعا عن الإسلام، لأنه مرجعيتنا الإسلامية، والملك عبد الله حريص كل الحرص على مداومة هذه العلاقات بشكل كبير ويوليها أهمية كبرى.
* في تصورك، هل دعوة الأزهر لمواجهة الإرهاب جاءت في وقتها أم تأخرت كثيرا بالتزامن مع ما يحدث في سوريا والعراق وظهور «داعش»؟
- بالطبع، الدعوة جاءت في موعدها خصوصا أنه سبقها دعوة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر لمؤتمر ينبه إلى خطورة الفكر التكفيري والمتطرف الذي انتشر في الجسد العربي والإسلامي.. والحقيقة أن هذا التوقيت مناسب، لأننا أصبحنا جميعا بين قوسي الخطر ودقت أجراسه بانتشار وامتداد الإرهاب.. وأرى أن المؤتمر مكننا من أن نطرح الإشكاليات ونضع أنفسنا في وضع الاستعداد لهذا الخطر الكبير، وحتى يدرك المجتمع خطورة هذا الفكر المتطرف ويلتف الجميع حول بعضه بعضا لتشخيص الأوضاع ووضع علاج ناجع لهذا المرض العضال.
* لخادم الحرمين الشريفين جهود كبيرة في محاربة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي، هل سيكون للمملكة دور في استكمال ما وصل إليه مؤتمر الأزهر من نتائج؟
- نعم، بكل تأكيد سيكون لخادم الحرمين الشريفين جهود كبيرة لدعم قضايا العالم الإسلامي بشكل عام ليس القضايا الآنية، ولكن كافة القضايا، فللمملكة العربية السعودية دور كبير في دعم القضايا الإسلامية والعربية ليس للدور العربية فقط، ولكن كافة الدول الإسلامية والأقليات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وخادم الحرمين الشريفين يعطي أهمية كبرى، وخصوصا لكافة القضايا التي يطرحها الأزهر، ويرى أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رجل واع وعارف بالقضايا الإسلامية.. ولذلك سيكون لنا نحن في المملكة جهود حثيثة في هذا الإطار بشكل خاص، وهي الحرب على الإرهاب، هذه الآفة الخطرة التي باتت تهدد مجتمعاتنا، لكن في نظري أن الحرب على الإرهاب لا تكون بالأسلحة أو بالقتل، ولكن هناك جانبا آخر يجب أن نعيه، وهو التنبيه بخطورته والعمل على تصحيح مفاهيم الإسلام، وخصوصا مفهوم الجهاد، وكذلك بعض المفاهيم الأخرى والنصوص الشرعية، وهذا دور الأزهر، ولهذا كان هذا المؤتمر برعاية الأزهر، لكن على المستوى العام فإن جهود المملكة العربية السعودية لخدمة قضايا الإسلام، أكثر من أن تحصى، فللمملكة دور كبير في القضية الفلسطينية والسورية والعراقية وكافة دول المنطقة، وكذلك دور المملكة الكبير في الوقوف بجانب الأقليات الإسلامية في بورما وفي أفريقيا وفي أميركا اللاتينية وفي كافة بقاع الأرض، وكذلك الدعم المتواصل للمنظمات الإسلامية وقضايا الثقافة العربية والتنمية والإغاثة، فجهود خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية كثيرة جدا.
* في عهد الصحابة حدثت الفتنة الكبرى وظهر الخوارج، فهل يمكن أن نعتبر أن من يقتلون الناس ويروعونهم هم خوارج هذا العصر؟
- في عهد الصحابة–عليهم رضوان الله–ظهرت الفتنة الكبرى بمقتل سيدنا عثمان بن عفان–رضي الله عنه–وظهرت الخوارج، وكان هؤلاء الخوارج معروفين، ويعرف المجتمع المسلم أنهم خرجوا عن الطريق المستقيم، لكن ما نحن فيه الآن لم تمر به الدول الإسلامية على الإطلاق، ولا أعتقد أن الأمة الإسلامية مر عليها مثل هذه الجماعات التي تقتل وتخرب وتريق الدماء وتستبيح الحرمات باسم الإسلام.. وبالطبع، هذا العصر يختلف كثيرا عن العصور السابقة، ولكل عصر فكره وسياسته.. وأرى أن هؤلاء فئة ضالة تستبيح حرمات الله وتقتل وتخرب وتفسد في الأرض باسم الإسلام، والإسلام من هؤلاء براء.
* وهل ترى أن هناك دولا تدعم هذه الفئات الضالة لتحقيق أجندات لها في المنطقة؟
- أنا حقيقة من الأشخاص الذين لا يؤمنون بالمؤامرات، لكن بالتأكيد هناك مؤامرات، وهناك أجندات، وهناك أصابع خفية حول دعم هذه التنظيمات، خصوصا أنها وجدت في هذه البيئة أرضا خصبة لها، ولو لم توجد ما كانت ظهرت تلك التنظيمات، وهذه التنظيمات بكل أسف تسعى لتحقيق أهداف لغير صالحها كأنها توقد نارا سيكونون هم وقودها.
* دعوة الأزهر لإيران لأول مرة في مؤتمره في وجود المملكة.. هل يعني هذا تحسن العلاقات بين السعودية وطهران بوساطة أزهرية؟
- دعوة الأزهر لإيران في مثل هذه المؤتمرات وكذلك المملكة العربية السعودية وغيرها من كافة دول العالم الإسلامي، هي دعوة للتنبيه على خطورة ما نتعرض له نحن جميعا بوصفنا مسلمين، فنحن نتعرض للأخطار نفسها، ونواجه هذه التنظيمات الإرهابية نفسها التي تمارس القتل والإرهاب، فنحن نواجه أخطارا مشتركة يجب أن نعالجها أولا، لكن بالنسبة للعلاقات الإيرانية–السعودية، يجب أن يكون هناك تعاون أمني على مستوى هذه الأخطار التي تهددنا جميعا، كما أنه بيننا مصالح اقتصادية مشتركة، وكذلك بيننا مصالح أخرى، والأزهر كما عودنا له مساهمات بارزة في وحدة الصف وحريص على أن تكون الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد.
* ختام مؤتمر الإرهاب دعا الدول العربية للأخذ بيد الشباب.. في وجهة نظرك كيف تجند التنظيمات الإرهابية الشباب؟
- التنظيمات الإرهابية تلجأ إلى استخدام عدة أنشطة خطيرة ومتنوعة ومستحدثة باستمرار لتجنيد الشباب والتغرير بهم، واستقطابهم لأماكن القتال، ونشر الفكر الضال المتطرف بينهم، وتتصدر المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أساليب التغرير؛ حيث تعد إحدى أشهر أدوات وسائل التغرير وأكثرها تأثيرا، كما يتم استخدام النساء وسيلة أخرى مؤثرة وفعالة لتمرير المعلومات المضللة من ناحية، وللحصول على التمويل والدعم المطلوب من ناحية أخرى، وهؤلاء النساء ينشطن في الفضاء الإلكتروني أيضا كمسلك جديد لاستدراج الشباب.. ولهذا أخذ الإرهابيون يطورون مهاراتهم في التواصل الإلكتروني باللجوء إلى إثارة العواطف والغرائز كأداة فعالة في التغرير بالشباب.
* وفي تصورك.. هل يلعب الإعلام دورا مؤثرا في التصدي لظاهرة الإرهاب؟
- الإعلام مسؤول مسؤولية مباشرة في التصدي لظاهرة الإرهاب؛ حيث يلعب الإعلام دورا مهما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته، وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الأخبار والمعلومات التي تزوده بها وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل الإعلام تقوم أحيانا، ومن دون قصد، بالترويج لغايات الإرهاب وإعطائه هالة إعلامية لا يستحقها، بعرض المناظر والمشاهد المأساوية وتصوير الأضرار بشكل متكرر ومبالغ فيه، إضافة إلى بث وجهات نظر الإرهابيين التي يقصد منها إثارة الخوف؛ مما يشكل خطورة وينطوي على ردود فعل سلبية من شأنها خدمة العمل الإرهابي، خصوصا في ظل تنافس وسائل الإعلام المختلفة على النقل الفوري للأحداث المتعلقة بالإرهاب من أجل تحقيق السبق لاستقطاب أعداد متزايدة من جمهور القراء والمستمعين والمشاهدين، لذلك لا بد من التصدي للاستخدام المتزايد للمواقع الإلكترونية من قبل الإرهابيين؛ إذ من الملاحظ عدم وجود أي رادع أو إجراءات ملموسة من قبل الدول، والمجتمع بكل أطيافه، يمكن أن يحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
* وما الحل من وجهة نظرك لتقويض الإرهاب؟
- الحل في ضرورة خوض حرب الأفكار بكل قوة وبسالة لتقويض أركان الإرهاب من خلال بث مواد إعلامية موجهة للشباب، فضلا عن ضرورة إصلاح منظوماتنا التربوية والتعليمية، وإعادة النظر في مضامين العمل الصحافي والإعلامي، واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الإرهاب والعنف، والتصدي لوسائل الإعلام المشبوهة التي تمارس أدوارا تحريضية مدمرة تهدف إلى التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات، إلى جانب التصدي للمعلومات الهدامة التي تبرز على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بإغلاق مثل هذه المواقع التي تروج للعنف وللأفكار المتطرفة، والرد عليها من قبل الجهات المختصة وبالطريقة نفسها التي استخدمتها الفئة الضالة من خلال المواقع الإسلامية، وإعداد مخطط شامل للاتصال لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها الجماعات الإرهابية، إلى جانب التفكير في أهمية إقامة مركز أو جهة رسمية مركزية لتوحيد الخطاب الإعلامي، لرفع مستوى نوعية التوعية والتوجيه الإعلامي الممنهج للمعلومات عن الإرهاب، فضلا عن بيان الضوابط الشرعية لموقف الإسلام من الفتن ومسؤولية الفرد المسلم في دفعها، وكشف خطأ بعض الفتاوى غير المسؤولة، التي تجيز الأعمال الإرهابية أو تدفع إليها.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».