الملك عبد الله الثاني: المعركة ضد «داعش» حرب عالمية ثالثة بين الخير والشر ستستمر لعدة أجيال

أوباما يستقبل العاهل الأردني ويناقش معه جهود مكافحة الإرهاب والأزمة السورية والقضية الفلسطينية

الرئيس الأميركي باراك أوباما يستمع للعاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض بواشنطن أمس (رويترز)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يستمع للعاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض بواشنطن أمس (رويترز)
TT

الملك عبد الله الثاني: المعركة ضد «داعش» حرب عالمية ثالثة بين الخير والشر ستستمر لعدة أجيال

الرئيس الأميركي باراك أوباما يستمع للعاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض بواشنطن أمس (رويترز)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يستمع للعاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض بواشنطن أمس (رويترز)

شدد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على ضرورة التعاون الدولي لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش»، مؤكدا أن هزيمة «داعش» تتطلب جهودا دبلوماسية وليس فقط حملة عسكرية.
وناقش الرئيس أوباما خلال لقائه مع العاهل الأردني، الملك عبد الله، تطور الجهود الدولية لمكافحة تنظيم «داعش»، والسبل لتمكين القوى المعتدلة في المعارضة السورية وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأشاد أوباما بجهد الجيش الأردني في قوات التحالف الدولي متعهدا بالتزام الولايات المتحدة بزيادة المساعدات للأردن وتقديم ضمانات للقروض، وقال أوباما «الأردن بلد فقير في الموارد، لكنه يقف دائما ويتحمل مسؤولياته الدولية».
وقد استقبل الرئيس أوباما الملك عبد الله، ظهر أمس، بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وشارك في اللقاء جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي. وتطرقت القمة الأردنية - الأميركية إلى الوضع الفلسطيني، والتوتر في مدينة القدس، وسبل استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودفع حل الدولتين، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين.
وأكد الرئيس الأميركي على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، وقال: «نحن نتشارك في المخاوف بشأن التوترات المستمرة بين إسرائيل وقطاع غزة، وذاهبون للعمل معا من أجل إنشاء دولة فلسطينية».
وناقش الزعيمان جهود المحادثات الدولية مع إيران حول الملف النووي، وأشار الرئيس الأميركي أنه «يفضل عدم إبرام اتفاق على الإطلاق أفضل من إبرام صفقة سيئة»، وتحدث الزعيمان حول تزايد العنف والإرهاب في عدة مناطق بالشرق الأوسط، وضرورة تكثيف الجهود والشراكة في مكافحة الإرهاب. وتطرق النقاش إلى الإرهاب في القارة الأفريقية والعمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
ووجه الملك عبد الله الشكر للرئيس الأميركي، والكونغرس، والشعب الأميركي لوقوفه ضد الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن مكافحة «داعش» تعد «تحديا عالميا لمحاربة الشر ومعركة تمتد لأجيال ضد التطرف في جميع أنحاء العالم»، وقال: «نحن معا كتفا بكتف ضد التطرف، وسنعمل معا لمساندة أصدقائنا في العراق، ولدينا التزام قوي لتحقيق حلول طويلة الأمد لاستقرار المنطقة»، ودعا الملك عبد الله إلى «نهج استراتيجي شامل للتعامل مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات التي تتخذ أسماء مختلفة، لكنها تشترك في المعتقدات نفسها».
وشارك في الوفد الأردني وزير الخارجية، ناصر جودة، والسفيرة الأردنية لدى الولايات المتحدة، علياء بوران، كما اصطحب الملك عبد الله ابنه ولي العهد، الأمير حسين بن عبد الله (20 سنة) الذي يقيم ويتلقى تعليمه في الولايات المتحدة.
وقال بيان البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن: «ناقش مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، وتحدثا عن الجهود الدولية الجارية لملاحقة وإلحاق الهزيمة لتنظيم داعش، واتفقا على الحاجة للدعم الدولي المستمر لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري والتجمعات للاجئين السوريين الذين تستضيفهم الأردن»، وأشاد بايدن بحكمة الملك عبد الله في معالجة التوترات حول الأماكن المقدسة في القدس.
وفي تصريحات لشبكة «سي بي إس» الأميركية، قال الملك عبد الله إن «المعركة ضد تنظيم داعش هي معركة بين الخير والشر، وإن مواجهة تهديدات (داعش) تعد حربا عالمية ثالثة بوسائل أخرى»، وقال العاهل الأردني: «نحن بحاجة إلى أن نقف ونقول ما هو صواب وما هو خطأ وأن معتقدات (داعش) لا تمثل الإسلام.. إن (داعش) يمثل الشر وعلينا أن نقف جميعا ضده، وأعتقد أنها معركة ستستمر لعدة أجيال».
وأوضح العاهل الأردني أن الجهود الدولية لمكافحة «داعش» يجب أن «تركز على المدى القصير على العمليات العسكرية، وعلى المدى المتوسط على الجانب الأمني، وعلى المدى الطويل على محاربة الفكر الآيديولوجي»، وقال: «هناك الكثير من القادة في العالم العربي والإسلامي تحملوا الكثير من تلك التنظيمات الإرهابية، ولا بد أن يكون لدينا نهج إقليمي شامل لمواجهة هذه القضية».
كان الملك عبد الله قد وصل إلى واشنطن، مساء الثلاثاء، بعد توقف قصير في مصر؛ حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقش معه سبل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى التصعيد المستمر في التوتر داخل الأراضي الفلسطينية، والتقى بعدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي، وناقش معهم عدة قضايا إقليمية ودولية، وشدد الملك عبد الله في لقاءاته مع أعضاء الكونغرس على أهمية تعزيز التعاون بين المملكة الهاشمية الأردنية والولايات المتحدة.
وخلال يومي الأربعاء والخميس التقى الملك عبد الله بجون بوينر، رئيس مجلس النواب الأميركي، وعدد من نواب المجلس، كما التقى بالسيناتور ميتش ماكونيل، والسيناتور جون ماكين، والسيناتور ماركو روبيو، والتقى الملك عبد الله بنانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية في مجلس النواب، والسيناتور هاري ريد، وزعيم الأغلبية، والسيناتور باتريك ليهي، والسيناتور ريتشارد ديبربن، والنائب الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وأعضاء اللجنة.
والتقى الملك عبد الله أيضا بالسيناتور ليندسي جراهام، والسيناتور بوب كروكر، والسيناتور كارل ليفين، الرئيس الحالي للجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ، الذي سيتقاعد العام المقبل، والسيناتور روبرت مننذيز، الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذي سيتقاعد أيضا مع بداية العام المقبل.



الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني بعد اتفاق وقف النار

TT

الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني بعد اتفاق وقف النار

الجيش اللبناني يعلن تعزيز انتشاره جنوب الليطاني بالتنسيق مع «اليونيفيل» (أ.ب)
الجيش اللبناني يعلن تعزيز انتشاره جنوب الليطاني بالتنسيق مع «اليونيفيل» (أ.ب)

أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الأربعاء)، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار الدولي «1701»، ونشر الجيش في الجنوب.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من فجر (الأربعاء) بالتوقيت المحلي.

وشاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» موكباً لأحد ألوية الجيش مع مركبات مصفحة وعناصر ومجنزرات وشاحنات تعبر جسراً على نهر الليطاني في جنوب لبنان صباحاً.